تناول كتاب بالصحف المصرية الصادرة، اليوم الأحد، الأحداث المؤسفة التي وقعت في فرنسا الجمعة الماضي، وأسفرت عن سقوط ضحايا ومصابين. ففي صحيفة (الأهرام) كتب مرسي عطا الله بمقاله (كل يوم) وتحت عنوان "هؤلاء من ضربوا باريس" قال الكاتب "بئس هؤلاء الأفاقين الذين يقتلون الناس باسم الإسلام والإسلام منهم براء.. بئس هؤلاء المرضى بكراهية الآخر وعشق القبح ومخاصمة الحضارة والجمال، تحت زعم مفضوح بأنهم كتائب الجهاد الداعين للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والحرص على ابتغاء وجه الله ورضاه والتسابق للفوز بجنته على جثث الشيوخ والنساء والأطفال الأبرياء دون تمييز". وأضاف "بئس هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم تنظيم الدولة الإسلامية ويتجاهلون رفض الإسلام لفكرة السلطة أو الحكومة الدينية (الثيوقراطية)، فالإسلام الصحيح لا يعرف رجال الدين وإنما يعرف رجال العلم، فكل المسلمين رجال دين والعبرة في تولى السلطة في الإسلام ليست بهوية من يتولاها، وإنما بكفايته وخبرته واختيار الناس له ورضائهم عنه". وتابع "بئس هؤلاء الذين غابت عنهم فتاوى وآراء كبار العلماء والمفكرين مثل الشيخ محمد عبده، الذي أكد أن الحكم في الإسلام لا يمكن أن يكون إلا مدنيا، والدولة المدنية ليست هي الدولة العلمانية بالمفهوم الغربي الذي يستبعد الدين، فالدولة الإسلامية، منذ فجر تاريخها على مر العصور والأجيال، كانت دولة مدنية تحكم باسم الإسلام.. وأوضح دليل معاصر على صحة ذلك، أن مصر منذ عهد الاستقلال ودساتيرها المتتالية تنص على أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام، وأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع". وقال الكاتب "بئس هؤلاء الذين أجهضوا رغبات التغيير والإصلاح في المجتمعات العربية والإسلامية، باختطاف شعوب الأمة بعيدا عن أهدافها ومقاصدها النبيلة، وبث روح التمرد في الشباب إلى الحد الذي اختفى فيه الإنسان الذي يحافظ على القيم، فضلا عن احترامها، وأصبح كل شيء في نظر هؤلاء قابلا للتغيير دون أدنى تقدير أو حساب لحدود هذا التغيير، بل إن الأمر وصل إلى حد الاستهزاء بالقيم الأخلاقية والاجتماعية والمتوارثة". وأزعم أن مصر كانت من أسبق الدول التي نبهت إلى أن الخطر الذي يمثله هؤلاء الأفاقون، لن يقتصر على الساحة العربية والإسلامية، وإنما سيمتد في وقت لاحق إلى ساحات جديدة في مقدمتها تلك الساحات التي توفر لهذه الجماعات ملاذات آمنة منذ سنوات، ولكن الجميع أصموا آذانهم حتى وقعت كارثة مذبحة باريس، التي آلمتنا بمثل ما آلمت الفرنسيين أنفسهم وربما أكثر. وفي صحيفة (الأخبار)، كتب جلال دويدار بمقاله (خواطر) وتحت عنوان "مذبحة باريس الإجرامية.. محصلة مهادنة الغرب للإرهاب" قال الكاتب "على ضوء الجريمة الإرهابية الشنعاء التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس فإن علينا أن نتذكر أن مصر العربية بمصداقيتها ومبادئها القائمة على القيم الأخلاقية والحضارية لم تكذب ولم تدلس عندما حذرت منذ سنوات طويلة مضت من خطر الإرهاب على أمن واستقرار العالم". وأضاف "لقد أكدت في أكثر من موقف ومناسبة أن الإرهاب لا صديق له ولا انتماء وأنه مثل الوحش الكاسر الذي أصيب بلوثة جنونية فاستفحل خطره ليمتد إلى كل ضحاياه في كل اتجاه دون أي تفرقة". وتابع "ما كانت تتوقعه مصر هو ما حدث وسوف يحدث في العديد من الدول وليس فرنسا وحدها، المشكلة تتركز في تواصل التقاعس وعدم المبالاة المريبين والمتعمدين تجاه هذه التحذيرات المصرية المدعمة بمطالبة دول العالم باتخاذ موقف موحد تجاه هذا الإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار وحياة البشر". وقال "للأسف ولغرض في نفس يعقوب اعترضت أمريكا وفي ذيلها دول الغرب ضد مشروع القرار الذي تم تقديمه بهذا الشأن إلى الأممالمتحدة إبان حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، ورغم هذه الصيحات التحذيرية الإيجابية واصلت بعض الدول الغربية تقديم الرعاية والمأوي لرموز التنظيمات الإرهابية بدافع الإدعاء بحماية الحريات!". ولفت إلى أنه من ناحية أخرى، فلا يمكن الفصل بين تفشي هذا الإرهاب الذي تعاني منه دول الشرق الأوسط وفي مقدمتها مصر وبين السياسات التآمرية الظالمة السائدة منذ عدة عقود والتي كانت بدايتها العمل على تصفية الشعب الفلسطيني لصالح خلق دولة إسرائيل، لم تفهم الدول الغربية ولم تستوعب أن هذا الظلم الذي وقع على شعب فلسطين ومازال قد أدي إلى الغضب والنقمة التي ولدت المناخ اللازم لتفريخ ظاهرة التطرف الذي تحول إلى إرهاب دموي لا وطن له ولا صاحب. وأوضح الكاتب أنه في إطار حالة التعامي الغربي عن هذه الحقيقة وإمعانا في تبني مخططات العداء لدول الشرق الأوسط والتآمر عليها فإن هذه الإستراتيجية القائمة على الجهل قادتهم إلى الاعتقاد بإمكانية التحالف مع التنظيمات الإرهابية لخدمة ما خططوا له وانهم بذلك سيكونون في مآمن من جرائمها، ليس خافيا أنه كان وراء ذلك إلى جانب مصالحهم ضغوط الصهيونية لخدمة الصالح الإسرائيلي العدواني. وأضاف "هذا التوجه التآمري قام على إثارة الحروب والصراعات سعيا إلى تقسيم وتفتيت العالم العربي، ارتباطا بهذا الأمر فإن ما جري ويجري في العراق وسوريا وليبيا ومصر وتونس ليس بعيدا عن حلقة التآمر الغربي الذي يتخذ من الدعوة إلى الديمقراطية غطاء للخداع والتضليل سعيا إلى الهيمنة والقبول بالتبعية". ورأي أنه لم يكن تدفق اللاجئين السوريين المشردين والجوعي ضحايا الصراعات الدموية التي أشعلها الغرب في وطنهم نحو الحدود الأوربية سوي محصلة لهذه السياسات الغربية التآمرية لتدمير هذا البلد وكل دول العالم العربي.. هذا الذي حدث ويحدث وأصبحت تعاني منه دول أوربا خاصة ألمانيا أدي إلى أن يكون هناك إدراك من جانب بعض السياسيين الأوروبيين بأن جوهر هذه المشكلة التي تقلقهم تعود إلى أجواء عدم الاستقرار وغياب الأمن في دول الشرق الأوسط. وأوضح الكاتب أن بعض العقلاء والمفكرين بدءوا يؤمنون بأن عدم الاستجابة للتحذيرات بالنسبة لهذه التداعيات وانعكاساتها وراء ماحدث وما سوف يحدث، أرجعوا ذلك إلى الوقوع أسري للنظرة الضيقة التي لا تضع في اعتبارها سوي مصالح الغرب والاستسلام لسطوة وتسلط الاتجاهات الداعمة والمؤيدة لإسرائيل. وتابع "ليس من توصيف لهذه السلوكيات وما ترتب عليها من كوارث سواء في دول الشرق الأوسط أو في دول أوربا أو حتى أمريكا.. وآخرها المذبحة الإجرامية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس.. سوي أن هذا السيناريو الإرهابي الدموي ما هو إلا محصلة لرعاية ومهادنة الغرب للإرهاب، هل يمكن أن يعيد الحادث الدموي عقلانية التفكير إلى الدول الغربية لاتخاذ موقف تضامني بالتعاون مع دول العالم في التصدي لهذا الإرهاب بصورة فاعلة تتسم بالجدية في محاربته ومعالجة أسبابه". وفي صحيفة (الأخبار) كتب محمد بركات بمقاله (بدون تردد) وتحت عنوان "فرنسا.. ومواجهة الإرهاب"، قال الكاتب "الجرائم الإرهابية البشعة والدموية التي وقعت في العاصمة الفرنسية مساء الجمعة الماضي، وما شهدته باريس من تفجيرات وقتل وسفك للدماء وترويع مخيف وهائل للمواطنين الآمنين في بلد النور والثقافة، هو صورة حية ومجسدة للفظائع العدوانية والإجرامية والهمجية، المنافية لكل القيم والشرائع الإنسانية والأخلاقية والدينية، التي تتربص بالعالم كله من جانب الإرهابيين والمنظمات الإرهابية. وأضاف "هذه الجرائم تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن الإرهاب جريمة عالمية عابرة للحدود، لا وطن ولا دين ولا ملة ولا قيم له على الإطلاق، وأن أخطاره ليست قاصرة على دولة بعينها أو منطقة بذاتها، ولكنه يهدد الجميع ويعادي الإنسانية في كل صورها.. فهو عدو للحياة بكل أشكالها وألوانها". وتابع "هذه حقيقة واضحة وتزداد وضوحا ورسوخا في كل يوم، في ظل ما يجري في العالم كله بصفة عامة وفي منطقتنا العربية وعلى امتداد الساحة الإقليمية والشرق أوسطية بصفة خاصة.. وفي إطار موجة العنف والإرهاب التي أصبحت تجتاح مناطق كثيرة من العالم الآن وتهدد مناطق أخرى كثيرة تصورت أو توهمت إلى وقت قريب أنها في مأمن من تهديدات وجرائم الإرهاب والإرهابيين. ولفت إلى أن أي تصور غير ذلك هو تصور خاطئ ومجرد وهم كبير، ومحض إدعاء يروج له بعض القوى الكبري لخداع البسطاء من الناس، والتدليس على الشعوب سعيا لتحقيق غاياتهم وأهدافهم والوصول إلى مسعاهم لنشر الفوضي وعدم الاستقرار وهدم الدول وتفكيكها. ونوه بأن ما حدث في باريس يشير بوضوح إلى تغول الجماعات والمنظمات الإرهابية، وتضخمها بصورة كبيرة نتيجة الخطأ الفادح والقاتل، الذي ارتكبته قوي دولية ودول عظمي في العالم، حينما احتضنت المتطرفين والجماعات والمنظمات المتطرفة، ووفرت لهم الملاذ الآمن وراحت تدعمهم على أمل أن يكونوا ذراعها ووسيلتها في تحقيق أهدافهم المشبوهة في المنطقة العربية والشرق أوسطية، وإسقاطها في مستنقع الفوضي الخلاقة، والآن.. احسب الوقت قد حان لوقوف العالم كله ضد الإرهاب وإعلان الحرب عليه. وفي مقاله بصحيفة (الجمهورية ) كتب فهمى عنبه بمقاله - على بركة الله - وتحت عنوان " لا تظلموا الإسلام" قال الكاتب "يشعل الإرهابيون الفتن بين أبناء كل دولة.. ويبثون الرعب في نفوس البشر.. ويروعون الآمنين.. ويسفكون الدماء حتى تكتسي الكرة الأرضية باللون الأحمر فيعلنون السيطرة على العالم". وأضاف "طريقهم مفروش بالقتل والتدمير والتفجير.. هدفهم أن يحل الخراب في أرجاء المعمورة.. يستخدمون كل أنواع السلاح.. يقتلون ويبقرون البطون ويقطعون الرءوس بلا رحمة ولا إنسانية.. فمن هذا الذي يجرؤ أن يطلق عليهم لقب مسلمين.. أو يدعي أنهم ينتمون لأي دين؟". وتابع "لا يوجد في العالم من يصدق أن من خطط ونفذ تفجيرات نيويورك في 11 سبتمبر 2001 هم عناصر (القاعدة) وحدهم.. ونفس الشيء على من قاموا بعمل تفجيرات باريس أول أمس فليسوا هم من تنظيم داعش بمفردهم.. فتلك العمليات المتزامنة تحتاج إلى شغل مخابرات.. وإلي مساندة دول فهي ليست عمليات انتحارية عادية ولا تفجير عبوة ناسفة فقط.. ولكن لابد من التدريب والتخطيط ومعاونة من مواطني المدينة وتمويه على أجهزة الأمن والشرطة، إضافة لمعدات ونوعية خاصة من المنفذين لا يتوافرون في الغالب للجماعات والتنظيمات الإرهابية". ولفت إلى أنه من البديهي في علم الجريمة ألا يترك الجاني وراءه ما يدل على شخصيته أو هويته حتى لا يتم القبض عليه أو على شركائه أو التعرف على أوصافه.. فهل وجود جوازات سفر بجوار جثث منفذي تفجيرات باريس تشير إلى أنهم عرب من قبيل المصادفة.. أم أن هناك من يريد الإيحاء بانتمائهم للإسلام خاصة أن هناك من قال إن الجناة رددوا نداء "الله أكبر" حتى تصبح التهمة ثابتة على العرب والمسلمين لتزداد الكراهية في الغرب لكل من هو عربي ومسلم. وقال "للأسف مازلنا ننقل عن الإعلام الغربي ونردد في وسائل إعلامنا ما يقولونه وكأننا نشارك في تثبيت التهمة على أنفسنا.. سواء بالغباء أو بالجهل أو بوجود البعض من داخل الدول العربية والإسلامية يتبني نفس المنهج المعادي للإسلام". وأضاف "بعد الأحداث الدامية في باريس التي أطفأت أضواء عاصمة النور.. فعلي العالم التكاتف والعمل معا ضد الإرهاب.. وعدم إلصاق التهمة بالمسلمين.. فحتى لو كان الجناة من العرب فهم ليسوا منا بالتأكيد.. ولا يعرفون شيئا عن العروبة ولا الإسلام.. لا تظلموا الإسلام دين الرحمة والإخاء والمساواة.. وارجعوا إلى التاريخ.. لتعرفوا الجناة الذين لا يريدون الخير للبشرية.. ويسعون للسيطرة على العالم.. ولو كان ذلك بالسير على جثث ودماء الأبرياء".