ما تقوم به الجماعات الإرهابية لا يمت للإسلام بصلة..هجمات باريسوبيروت جريمة ضد الإنسانية.. وسوريا أصبحت بين مطرقة النظام وسندان المعارضة ما بين صراعات وأزمات كبرى يعيشها العالم العربي، وصدمات يواجهها الغرب بعد توحش الإرهاب وحصده أرواح الأبرياء بالعاصمة الفرنسية باريس، مساء الجمعة، بعد 24 ساعة فقط من تفجيري منطقة برج البراجنة ببيروت، يقف الملايين من المدنيين حائرين بين مطرقة الإرهاب وسندان الحكومات. "التحرير" التقت الكاتب الصحفي جهاد الخازن، لتفتح معه الكثير من القضايا حول تنامي نفوذ الإرهاب، ووصوله إلى دول الغرب، وكيفية مواجهته؟، ودور الاعلام في تلك المرحلة، والأزمات التي تشهدها البلدان العربية لاسيما سوريا.. وإلى نص الحوار... في البداية.. كيف ترى الهجمات الإرهابية ضد فرنسا ولبنان؟ أرى أن ما حدث من هجمات إرهابية طالت العديد من الأبرياء بمثابة جريمة ضد الإنسانية بأكملها، فما حدث بفرنسا، وما سبقه من هجمات في الضاحية الجنوبية بيروت فى تفجيري برج البراجنة، أمر لا يقبله عقل أو دين أو منطق، فما الذي اقترفه مواطنًا خرج ليشتري بعض السلع في الضاحية الجنوبية من أجل الذهاب للعشاء في المنزل لكي يُقتل. هذا إرهاب غير مقبول جملة وتفصيلاً، ولا يوجد عذر له أبدًا، وأتمنى ألا تكون هجمات باريس الإرهابية بداية لحرب عالمية ثالثة مثلما يشير البعض، فالإرهاب جريمة بلا عقل أو دين أو أخلاق، والإرهاب ليس خطر علينا فقط، إنما على الجميع، ولن يفرق بين مصري أو سوري أو إماراتي، إنما سيهاجم الجميع، ولن يستطيع أحد بعينه هزيمة الإرهاب. كيف ترى دلالة ما يقوم به تنظيم داعش الإرهابي من عمليات انتحارية وقتل للمدنيين؟ لا أجد أي تبرير أو منطق لما يقوم به تنظيم داعش الإرهابي التي أعلنت مسؤوليتها عن هجمات فرنسا، وادعاء "داعش" أنها تفعل ذلك بزعم قيام دولة إسلامية أمر غير معقول، فكل ما تفعله تلك الجماعات ضد الإسلام والقرآن الكريم، ولا يمت للدين بصلة، وأتحدى أن يكون القرآن قد ذكر ذلك، فليس من حقهم قتل المسلم أو القبطي وحتى اليهودي، لذلك لابد من القضاء على الجماعات الإرهابية التي تقوم بانتهاكات ليست ضد أحد بعينه، ولكن ضد الإنسانية كلها، ولا أجد تبرير للإرهاب بأي شكل من الأشكال. وأعتقد أن أحد أسباب الإرهاب الرئيسية العدوان الغربي على الدول العربية، والإرهاب يستطيع كل يوم أن يعطي سببًا لماذا هو عدو فرنسا أو المانيا أو بريطانيا؟، لذلك يجب أن نأخذ مواقف حاسمة تجاهه. هل تتوقع استمرار هجمات التنظيم الإرهابي ضد الغرب والبلدان العربية؟ للأسف كل شئ يحدث أسوأ مما سبقه، ولا أتوقع أي انفراجة في الوقت الراهن، ولازلت أتمنى الخير لنجده، ونقول إن شاء الله. هل أصبحنا في حاجة ملحة لتكاتف دولي لمواجهة الإرهاب؟ أتمنى أن يأخذ العالم موقفًا أكثر حزمًا لمواجهة الإرهاب، واذا كان الغرب يريد القضاء على التنظيمات المتطرفة، يجب أن يساعدوا البلدان العربية التي تحارب الإرهاب، والعرب ضحايا الإرهاب، فتلك الجماعات المتطرفة تستهدف المصري والسوري والعراقي والأردني قبل الغرب، ولكن الغرب تحمس بعد أن طالته يد الإرهاب الأسود. وأتوقع أن يكون هناك جهد عالمي كبير من أجل مجابهة الإرهاب، حيث يحتاج القضاء على الإرهاب في الشرق الأوسط إلى عودة مصر إلى دورها الريادي مرة أخرى. كيف تقرأ ما توصل إليه اتفاق «فيينا» بشأن الأزمة السورية؟ هناك نحو 17 دولة اتفقت على سوريا، وأعلنت بعض الإجراءات الخاصة بشأنها، لكن دون أن يكون من بين المتواجدين أحد الأطراف السورية سواء المعارضة أو الحكومة، وعقدت الدول اتفاقها، وستطلب من السوريين تنفيذه، فسوريا أصبحت في الوقت الراهن بين مطرقة النظام وسندان المعارضة. ماذا عن وضع الإعلام العربي في الوقت الراهن؟ لست راضٍ عن أداء الإعلام العربي، حيث أنه ليس جيدًا، ويعاني من مشكلات عديدة، بعضها مالية، وأخرى تتعلق بالتوزيع في ظل التكنولوجيا الحديثة التي نشهدها في الوقت الحالي، وأكثر ما يدلل على ذلك، أن أغلب الصحف الغربية الكبرى أعلنت إفلاسها أو على وشك الإفلاس. وأرى أن المرحلة الحالية تشهد عرقلة لحرية الإعلام والصحافة بسبب الإرهاب، والصحافة المطبوعة في الغرب والشرق الأوسط تعاني الآن، وطالما تم إغلاق صحيفة "نيويورك تايمز"، فأمامنا عده أعوام حتي تغلق الأهرام والأخبار والحياة اللندية. ففي الغرب هناك صحف اليمين واليسار وأيضًا الصفراء، وكل نوع من هذه الصحف لديه متابعيه، إلا أننا في العالم العربي ليس لدينا هذا الوعي، ويجب الإشار إلى أن الصحافة الأمريكية تخدم مصالح بلادها، وليس بلادنا العربية. في ظل تلك المتغيرات وما تتعرض له الصحف الغربية.. هل الإعلام العربي قادر على الخروج من تلك الكبوة؟ لا أعتقد أننا سنشذ عن الركب الذي يشهده الإعلام الغربي، فهناك صعوبات عديدة فى الاعلام العربي، وأعتقد أن الإعلام حاليًا أصبح يتجه لخدمة نفسه قبل بلده وقضيته الرئيسية، وأصبح الجميع يعمل وفق مصلحته، دون الاهتمام بالقضية الرئيسية وخدمة دولته، وهو سبب رئيسي فيما يُعاني منه الإعلام في الوقت الحالي. وعلى سبيل المثال، الصحافة الأمريكية وجهة النظر الأمريكية، وهي لا تخدم بلادنا، ولا يجب أن ننتظر منها ذلك، وهم دائما يعملون على عرقلة تحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل، لكن إذا نظرنا لصفحات الجرائد، سنجد أنها تتضمن كل الآراء والاتجاهات. وأريد القول، إنني في القضايا الإقليمية أدافع عن الدول العربية ضد إيران، لكن في نفس الوقت أدافع عن إيران ضد إسرائيل، والبعض يهاجمني لهذا السبب. لكن يجب التاكيد على أن الإعلام لديه صوت قوي، وفي فترة من فترات المنطقة العربية، كان هناك حرية في الصحافة والإعلام مثل مصر والكويت وغيرها، لكننا الآن نمر بمرحلة مواجهة إرهاب.