سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد تضييق الخناق عليه في سوريا والعراق.. "داعش" ينقل دولته المزعومة إلى ليبيا.. ويسعى لتوسيع جبهات القتال.. وقيادات التنظيم تهرب بحثا عن أرض جديدة في الشمال الإفريقي
دفعت المعارك القائمة بين القوات الروسية ومقاتلي تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، إلى تضييق الحصار على التنظيم وخسارته مناطق عدة كانت تمثل له مواقع إستراتيجية للتوسع فيما أسماها دولة الخلافة "المزعومة"، الأمر الذي دفع التنظيم إلى ضرورة نقل جبهات قتاله إلى أماكن أخرى هربًا من الهجمات المضادة وتفادي استهداف قياداته. مع تواجد "داعش" في ليبيا.. بداية من "درنة" التي كان يسيطر عليها حركة مجلس شورى شباب الإسلام، والتي أعلنت فيما بعد بيعتها لزعيم التنظيم الإرهابي أبوبكر البغدادي، لم تتوان محاولاته عن التوسع في ليبيا، فأعلن إمارة جديدة له في مدينة "سرت" ووسع جبهات قتاله لتوطيد أركان دولته، ولكن سيطرته على المدينة لم تكتمل. ورغم المواجهات العنيفة التي يخوضها التنظيم في ليبيا، مع مليشيات فجر ليبيا- المحسوبة على جماعة الإخوان- وعناصر مجلس شورى المجاهدين- التابعة لتنظيم القاعدة- وخاصة في المنطقة الغربية في المدينة، واكتفى التنظيم بهاتين الولايتين لتواجد عناصره، ولكن مع إعلان روسيا تنفيذ عمليات عسكرية في سوريا لمحاربة التنظيم المتطرف، رأى "داعش" أنه من الواجب فتح جبهات قتال أخرى، هربًا من الدب الروسي، ولم يكن أمامه سوى "ليبيا" المناخ الأنسب لقيام عاصمة جديدة، لتكون مفتاحه إلى مصر والقارة الأفريقية، وبدأ التلويح إلى اجتياح بري لمدينة "أجدابيا"، وإعلان عاصمة دولته الثالثة منها، نظرًا لموقعها المتميز في وسط الجماهيرية، والتي تعد من أكبر الدول العربية مساحة، مستغلًا حالة الفوضى القائمة في البلاد. خلال الثلاث أشهر الماضية، نجح التنظيم في تهريب قيادات وعناصر جديدة إلى "ليبيا" عبر الأراضي السودانية، والتونسية، وعبر البحر من تركيا.. البداية كانت مع سفر "تركي البنعلي" - صاحب الألقاب المتعددة -، أبرزها "أبو سفيان السلمي، وأبو ضرغام وأبو همام الأثري"، المنذر الشرعي الأقوى في سوريا، والذي يعد من أبرز تلاميذ الشيخ "سلمان العودة" الداعية الإخواني السعودي. كان سفر "بنعلي" إلى "ليبيا" لخلق توأمة بين مبايعي "داعش" والجماعات المتشددة الأخرى، خصوصًا من أتباع القاعدة، ممهدًا الطريق لإقامة ما اسماه بدولة الخلافة، ولكن نظرًا للخلافات القائمة مع تنظيم القاعدة، فشل في إقناعهم بمبايعة "البغدادي". إخفاقات التنظيم المتكررة في "سوريا والعراق وليبيا"، كانت سببًا في إعلان التنظيم "النفير إلى ليبيا"، ونجح في تهريب قياداته الدعوية، منهم "أحمد خليفة عثمان المنصوري"، منذر شرعي وقيادي داعشي بسوريا، استطاع دخول الأراضي الليبية عن طريق البحر، برفقته العشرات من المقاتلين، إلى سرت، لدعم جبهات القتال بالولاية. تزامن وصول "المنصوري" إلى ليبيا، مع قدوم 800 مقاتل داعشي من شبه الجزيرة العربية، دخول ليبيا على فترات متتالية، وتمركزت كل تلك العناصر، في "سرت"، وتوالى وصول القيادات، أخرهم "أبو على الأنباري" الرجل الثاني في التنظيم، رفيق أبو بكر البغدادي، اسمه الحقيقي علاء قَرداش التركماني، استخدم ألقابًا عدة، منها أبو جاسم العراقي، وأبو عمر قرداش، وصل "سرت" عن طريق البحر. ويسعى التنظيم إلى زيادة أعداد مقاتليه في ليبيا، فوجه "داعش ليبيا" عدة نداءات استغاثة إلى عناصره في تونس ومصر، وطالبهم بالهجرة إلى الجماهيرية، لتقوية نفوذهم وقيادة العمليات في مصر وتونس والجزائر وتوجيه المقاتلين، وإقامة ولايات جديدة في مصر والمسماه ب"أرض الكنانة"، وأجدابيا بليبيا وتونس، وأنهم لن يحققوا ذلك إلى عن طريق دولتهم في ليبيا.