فنانون يرفعون شعار "مهن الآباء يتوارثها الأبناء"

يسير عدد كبير من أبناء الفنانين على خطى آبائهم فيفضلون العمل بمجال الفن، ليشكل هذا التوجه ظاهرة باتت تثير الكثير من الانتقادات بشأن دور الآباء في دعم أبنائهم بنجوميتهم وسخرية وتندر الوسط الفني بالقول "مهن الآباء يتوارثها الأبناء".
ورغم الحديث عن أن مهنة الفن كغيرها من المهن التي تتطلب استعدادا فطريا يستحيل توريثها، وأن الموهبة الفنية تفرض نفسها وليس هناك وساطة بينها وبين الجمهور، إلا أن الوسط الفني في مصر أصبح يعج بعشرات أبناء الفنانين الذين اقتحموا مجال الفن تمثيلا أو إخراجا.
ويعتبر الفنان الشاب أحمد عبد الله محمود نجل الفنان الراحل عبد الله محمود أحدث الفنانين الذين انضموا إلى هذه القائمة، حيث يراهن على دوره في مسلسل "شطرنج"، الذي يواصل تصويره حاليا، ويخوض من خلاله السباق الدرامي المقبل.
وقال أحمد، في تصريح صحفي، "إنه يجسد دور ضابط مباحث في الجزأين الأول والثاني من المسلسل الذي تدور أحداثه في جزأين، مشيرا إلى أنه التطلع إلى أن يعمل ويجسد أدوارا شبيهة بأدوار أبيه، الذي يعتبره مثله الأعلى والقدوة التي يقتدي بها".
يذكر أن مسلسل "شطرنج" من بطولة وفاء عامر ونضال الشافعي وريم البارودي وميس حمدان، ومن تأليف حسام موسى وإخراج محمد حمدي.
وعلى نفس الطريق تواجد الشاب هيثم أحمد زكي نجل الفنان الراحل أحمد زكي والفنانة هالة فؤاد، فبعد تألقه في فيلم "حليم" والذي شارك والده في بطولته عام 2006 وخوضه تجربة البطولة المطلقة من خلال فيلم "البلياتشو" عام 2007، غاب هيثم عن الشاشة السينمائية والدرامية ل3 سنوات وبعدها عاد من خلال المشاركة في بطولة فيلم "كف القمر" ومسلسل "الصفعة" وأخيرا مسلسل "السبع وصايا".
ومن أبرز المنضمين أيضا ابن الفنان نبيل الحلفاوي، وهو المخرج خالد الحلفاوي، الذي طرح أولى تجاربه في السينما مؤخرا وهو فيلم "زنقة ستات" بطولة حسن الرداد ومي سليم وأيتن عامر وإيمي سمير غانم، التي تمثل امتدادا لعائلة فنية فوالدها سمير غانم ووالدتها دلال عبد العزيز وأختها دنيا التي التحقت أيضا بالتمثيل وحققت نجاحا كبيرا.
وعقب نبيل الحلفاوى ردا على انتقادات وجهت بشأن دخول أبناء الفنانين إلى مجال الفن واتهامهم بالتواجد بالمجال عن طريق "الواسطة" بالتأكيد أن مهنة الفن يستحيل توريثها، وأن الموهبة الفنية تفرض نفسها، وليست هناك وساطة بينها وبين الجمهور..
وقال "إن امتداد المهن أو الحرف إلى الأبناء يحدث بالنسبة لكثيرين في العالم كله من أقدم العصور.. المرفوض توريث المناصب والوظائف بالتعيين أو التزوير".
ويظهر في القائمة الكثير من أبناء نجوم كبار برزوا على الساحة الفنية منذ فترة أمثال أحمد الفيشاوي نجل فاروق القيشاوي و"سمية الألفي، وكذلك محمد عادل إمام، الذي لم يكتف بدخول مجال التمثيل ولكنه قرر السير على نفس نهج والده الزعيم عادل إمام وتقديم أدوار كوميدية، وأيضا كريم محمود عبد العزيز ومي نور الشريف.
ويقول المخرج السينمائي محمد النجار "إن الفن لا يجوز فيه التوريث لأن الفنان بموهبته، ولا يمكن فرضه ب"الواسطة" على الجمهور، محذرا من التأثير السلبي لهذه الظاهرة على الفن لأن انتشار سيطرة العائلة الفنية يمنح الفرصة لمن لا يستحق ويؤدي إلى اختفاء المواهب الذين لا يجدون فرصة للظهور، وهو شىء يضر بصناعة الفن.
وعزا السبب في انهيار الإبداع الفني حاليا إلى الانتشار المخيف لعملية توريث الفن، وهو أمر لا يصلح وستكون نهايته الفشل لأن نجاح الممثل مرتبط بالجمهور فقط.