يبقى الدور الذي يقوم به الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة الأسبق من أجل الثقافة المصرية وتعزيزها على كل المستويات حتى بعد خروجه من الوزارة قائمًا وبارزًا في الحياة الثقافية المصرية، وتقديرًا لذلك يقوم ألكسي تيفانيان مدير المركز الثقافى الروسي مساء غد الخميس بتكريمه ضمن مجموعة من رموز الثقافة المصرية من الذين ساهموا في دعم العلاقات المصرية الروسية. هو عماد بدر الدين أبو غازي، المولولد في 3 يناير 1955 بحي الروضة بالقاهرة؛ تفتح وعيه في مناخ ثقافي فني على يد والده بدر الدين أبو غازي الناقد الذي كان يشق طريقه بقوة في الفن التشكيلي، وكان في الوقت ذاته يعمل بوزارة المالية، التي تدرج في المناصب بها حتى أصبح وكيلًا أولًا لها، قبل أن يعين وزيرًا للثقافة في نوفمبر 1970، وكانت والدته فنانة واعدة تمارس فنون النحت والتصوير؛ وكان الطفل الثاني لوالديه، التحق في المرحلتين الابتدائية والإعدادية بمدرسة حدائق المعادي القومية، وحصل على الثانوية العامة من القسم الأدبي في مدرسة المعادي الثانوية النموذجية، ليلتحق بعد ذلك بكلية الآداب جامعة القاهرة في أكتوبر 1972 ويتخصص في دراسة التاريخ، في فترة كانت الجامعة تموج فيها بحركات الاحتجاج السياسي، فانخرط في صفوف الحركة الطلابية في السبعينيات وانتخب أمينا للجنة السياسية والثقافية باتحاد طلاب كليته وتعرض للاعتقال أكثر من مرة في بداية الثمانينيات بسبب نشاطه السياسي. بعد أن أدى أبو غازي الخدمة العسكرية حصل على منحة دراسية لدراسة تاريخ العرب الحديث والمعاصر بمعهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية لمدة عامين، ثم اتجه بعد ذلك لدراسة الوثائق، وعمل أثناء ذلك لفترة محدودة في الصحافة، ثم في تحقيق المخطوطات، وبعد أن حصل على درجة الدبلوم في الوثائق من كلية الآداب، عين معيدا بقسم المكتبات والوثائق، ونال الماجستير عن وثائق السلطان الأشرف طومان باي، والدكتوراه عن دراسة لوثائق البيع من أملاك بيت المال في عصر المماليك الجراكسة، وتدرج في السلك الجامعي إلى أن أصبح أستاذا مساعدًا للوثائق، وقد قام بالتدريس في عدد من الجامعات المصرية وفي الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، كما ألقى محاضرات لطلاب الدراسات العربية بجامعة طوكيو. ومنذ عام 1999 انتدب أبو غازي إلى جانب عمله بالجامعة مشرفًا على لجان المجلس الأعلى للثقافة التابع لوزارة الثقافة، وخلال عمله بالمجلس شارك في تمثيل مصر في عدد من المناسبات العربية والدولية، كما شارك في تنظيم عدد من المؤتمرات العربية والدولية في مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، ثم أصبح أمينًا عامًا للمجلس الأعلى للثقافة في نوفمبر 2009، وظل في منصبه إلى أن تم اختياره بعد الثورة وزيرًا للثقافة في حكومة الدكتور عصام شرف. بدأ أبو غازي كتاباته الأولى وهو طالب، فنشر مقالات قصيرة في جريدة أنباء المعادي المحلية، كما نشر في جريدة الجمهورية، وفي عام 1974 نشر دراساته الأولى، ففي مجلة "المحبرة" التي كانت تصدر في باريس ترجمت دراسة له حول الصراع العربي الإسرائيلي إلى الفرنسية، ومنذ ذلك الحين واصل الكتابة الصحفية والبحث العلمي، فنشر مقالاته بشكل متقطع في عدد من الصحف والمجلات المصرية والعربية، ثم شارك في الإصدار الأول لجريدة الدستور المصرية المستقلة بالإشراف على ثلاث صفحات متخصصة " التراث، المستقبليات، حقوق الإنسان"، وكان يكتب مقالًا أسبوعيًا بجريدة الدستور منذ عودتها للصدور 2005 حتى تغيرت إدارتها، كما تولى تحرير صفحة "تراث وتاريخ" بجريدة الشروق؛ وأصدر أربعة كتب مؤلفة في مجال التاريخ وكتابا للأطفال، واشترك في تأليف كتاب عن "مسيرة المرأة المصرية"، كما نشر أكثر من ثلاثين بحثًا في مجالات التاريخ، والآثار، والوثائق، والأرشيف، والقضية الفلسطينية، وقضايا المرأة، والسياسات الثقافية، وترجمت بعض أبحاثه إلى الفرنسية.