أهم الأحداث الثقافية لعام 2014 فى مصر

افتتاح المرحلة الأولى للمتحف القومى للحضارة بالفسطاط المؤتمر الدولى للدراسات القبطية.. وإفريقيا بعيون مصرية باتحاد الكتاب المجلس الأعلى للثقافة يطرح مبادرة للتعاون الثقافى بين البلدان العربية.
ويستضيف مؤتمر أدباء العالم رحيل الروائيين رضوى عاشورومحمد ناجى والثنائى أحمد رجب ومصطفى حسين والكاتبة فتحية العسال قبل أن ينقضى عام 2014 بأفراحه وأتراحه دعونا نلق نظرة موجزة على أهم الأحداث الثقافية التى شهدها هذا العام.
مثلا: افتتاح المرحلة الأولى من المتحف القومى للحضارة بالفسطاط، وتفقد رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب الأعمال النهائية للمرحلة الثانية تمهيداً لافتتاحها خلال الشهور القادمة، وهى عبارة عن مبنى الاستقبال الذى يعد صرحا ثقافيا ضخما، ويضم مسرحاً كبيراً مكوناً من دورين، وسينما حديثة بشاشات عرض ثلاثية الأبعاد، وقاعات للمحاضرات والمؤتمرات، كما يتضمن أيضاً مخزنا لدراسة وتخزين المومياوات الملكية، ومخازن للآثار، ومعامل ترميم، وأستوديو لتصوير الآثار ومطبعة رقمية. والمتحف الذى يعد الأول من نوعه فى مصر والعالم العربي، يقدم نظرة شاملة للحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى يومنا هذا، ويهدف إلى إبراز التفاعل بين المصريين والأرض التى عاشوا عليها على مر التاريخ.
كما افتتح البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والرئيس الأعلى لمعهد الدراسات القبطية، أعمال المؤتمر الدولى للدراسات القبطية " تطلعات مستقبلية" بقاعة الأنبا رويس بالمقر البابوى بالعباسية، بمناسبة احتفال المعهد بمرور ستين عاما على إنشائه .وأكد البابا تواضروس أهمية الدراسات القبطية باعتبارها جزءا من المكون الثقافى والحضارى المصري، وشملت أبحاث المؤتمر جميع مجالات الدراسات القبطية مثل الفن القبطى والتاريخ والموسيقى والآداب واللغة والمخطوطات والبرديات القبطية.
وإيمانا بدور مصر الثقافى فى القارة السمراء، ودورها المحورى فى التنمية الثقافية والمجتمعية، اجتمع الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة، و30 سفيرا من سفراء الدول الأفريقية، لاستعراض عدد من المشاريع الثقافية المقترح تنفيذها بالتعاون مع باقى الدول الأفريقية فى الفترة القادمة.
ولاكتشاف ورعاية الموهوبين والنابغين فى المناطق العشوائية، وقع وزير الثقافة بروتوكول مع وزيرة الدولة للتطوير الحضارى والعشوائيات، لإتاحة الخدمة الثقافية للجميع عن طريق دعم المبادرات الثقافية فى الأماكن العشوائية المحرومة من الخدمات،والتعاون فى إنشاء وتشغيل مواقع ثقافية جديدة فى التجمعات السكنية بتلك المناطق، وتزويدها بالكتب والمقتنيات والمستنسخات الفنية ومنتجات الحرف.
وتأكيدا على أهمية وثائقنا وتراثنا العربي، والحفاظ عليه من التدمير والسرقة احتفلت الأمانة العامة للجامعة العربية "بيوم الوثيقة العربية"، بحضور الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية، والدكتور جابر عصفور وزير الثقافة، والدكتور زياد أبو عمر نائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة بدولة فلسطين ، وممثل المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للعام الثانى على التوالي، هذه المبادرة التى تبنتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم باعتماد السابع عشر من أكتوبر من كل عام، ليكون يوماً للوثيقة العربية .ويأتى احتفال هذا العام بالوثيقة الفلسطينية، فى إطار دعم إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2014 بأنه "عام للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، وتأكيدا على الدور الذى يقوم به الأرشيف الوطنى الفلسطينى ،والمسئولية الوطنية الجسيمة التى تقع على عاتقه للحفاظ على الوثيقة التاريخية الفلسطينية، التى تمثل جزءا مهما من تاريخ الشعب الفلسطينى الصامد ونضاله وتضحياته المستمرة، للحصول على حقوقه المشروعة.
وتحت عنوان"الأدب وثقافة الاختلاف" أقيمت الأديب الراحل قاسم مسعد عليوة، عقد أدباء مصر فعاليات مؤتمرهم السنوى بأسيوط ، برئاسة د.عماد أبو غازى وزير الثقافة الأسبق، والكاتب مصطفى القاضى أمين عام المؤتمر.
افتتح اتحاد الكتاب مؤتمر لجنة الشباب بالاتحاد، تحت عنوان "أفريقيا بعيون مصرية"، لإثراء التواصل الثقافى الحضارى بين مصر ودول أفريقيا، وشهد المؤتمر مشاركة سفراء الدول الأفريقية، بحضور لفيف من الأدباء والمفكرين وبعض سفراء دول أفريقيا فى مصر وأعضاء اتحاد الكتاب وأساتذة الجامعات.
ولأهمية دور المترجم عقد المركز القومى للترجمة احتفالية يوم المترجم، للعام الثانى على التوالي، تحت عنوان "واقع الترجمة ومشكلاتها فى العالم العربي" ويهدف إلى إلقاء الضوء على دور المترجم، والذى تعد أعماله فى كثير من الأحيان إبداعًا موازيا للعمل الأصلي، ولأول مرة تم دعوة ممثلين عن أهم دور الترجمة فى العالم العربى لعرض رؤيتهم، ووجهات نظرهم حول عملية الترجمة، وما حققته إلى الآن.
واحتفالا باليوم العالمى للغة العربية، عقد مجمع الخالدين بالقاهرة برئاسة الدكتور حسن الشافعي، والشاعر فاروق شوشة مؤتمرا ألقى المحاضرون فيه الضوء على مجموعة من الموضوعات التى تخص اللغة العربية,و منها "الخط العربى .. تاريخه وقضاياه"، "اللغة العربية وصناعة المعرفة"، "المعاجم العربية الحديثة"، "اختيارات من الأدب العربي". وأقيم على هامش الاحتفال معرض لمطبوعات المجمع، وآخر للخط العربى للخطاط صلاح عبد الخالق.
وفى الذكرى الأولى لرحيله ،منحت مؤسسة الأمير كلاوس الهولندية جائزتها الكبرى للشاعر احمد فؤاد نجم، تقديرا لمساهماته وأشعاره باللهجة العامية المصرية ،التى ألهمت ثلاثة أجيال من المصريين والعرب. والتى تميزت بحس نقدى ساخر وبتأكيدها على الحرية والعدالة الاجتماعية.وقامت هيئة الكتاب بهذه المناسبة بإعادة طباعة جميع أعمال نجم الصادرة عن الهيئة ومنها : مسرحية "عجايب" و"الفاجومى السيرة الذاتية الكاملة"،"الأعمال الشعرية الكاملة"..وفاز الشاعر الشاب مصطفى إبراهيم، بجائزة نجم فى دورتها الأولي.
ووقع اختيار معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الخامسة والأربعين التى أقيمت تحت شعار" الثقافة والهوية" قاهر الظلام الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي، شخصية العام ليكون حاضرا وبقوة بكل آرائه وأفكاره التقدمية وإبداعاته التنويرية، احتفالا بهذا الرائد الذى مرت هذا العام ذكرى رحيله الأربعين، وطبعت هيئة الكتاب بهذه المناسبة عشرين كتابا جمعت فيها مقالاته بالصحف والمجلات عبر عقود، تناولت القضايا الفكرية والأدبية والثقافية التى طاف بها فى آفاق النهضة والحداثة والتجديد.
وكرم صالون غازى الثقافى الكاتب الصحفى الشاعر فاروق جويدة، خلال احتفاليته بمرور 25 عاماً على إنشائه بالقاهرة.
المجلس الأعلى للثقافة
وقع المجلس الأعلى للثقافة بروتوكولا للتعاون الثقافى مع مؤسسة الأهرام فى شتى المجالات، على أن يتولى الأهرام طبع وتوزيع كتب المجلس، ويقوم المجلس بإعادة نشر أعمال كتاب الأهرام, ويشترك الطرفان فى كثير من الفعاليات والأنشطة الثقافية والمؤتمرات.
وطرح المجلس مبادرة للتعاون الثقافى بين البلدان العربية، لمواجهة الأفكار المنحرفة والمتطرفة التى تواجه الوطن، والهجمة المنظمة الشرسة التى تتعرض لها المنطقة العربية، والاستفادة من عناصر القوة التى تجمع الوطن العربى وأبرزها الرابط الثقافي، وقد انطلقت المبادرة بحضور عدد من ممثلى الملحقيات الثقافية بالبعثات الدبلوماسية العربية.
واستضاف المجلس بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، ومكتبة ديوان، وكلية الآداب بجامعة القاهرة والمعهد البريطاني" مؤتمر أدباء العالم" وكان المؤتمر قد انطلق من إدنبرة ليتنقل بين خمسة عشر مدينة فى أرجاء العالم ،حتى وصل إلى القاهرة ، وناقش المؤتمر موضوعين محوريين هما "الأدب والسياسة"، "مستقبل الرواية".
كما أعلن المجلس عن جوائز الدولة السنوية حيث فاز بجائزة الدولة التقديرية فى مجال الآداب كل من الروائى مجيد طوبيا، واسم أستاذ الدراسات اليونانية واللاتينية بجامعة القاهرة الراحل أحمد عتمان، والكاتب والمترجم محمد أبو دومة ،وجائزة التفوق فاز بها فى الآداب محمد فريد أبو سعده وسمير عبد الباقى ،أما جائزة النيل ففاز بها فى الآداب ادوارالخراط .
واحتفلت لجنة القصة بقاعة المؤتمرات بمقر المجلس بالأديب يوسف الشارونى أحد رواد التجديد فى القصة العربية الحديثة، بمناسبة بلوغه التسعين.
واحتفالا بالذكرى 137لميلاد شاعر وفيلسوف الشرق محمد إقبال أقامت سفارة باكستان بالقاهرة بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية احتفالية خاصة بالمجلس.
وفى ذكرى مرور 125 عامًا على ميلاد عباس محمود العقاد و50 عامًا على رحيله، نظم المجلس احتفالية دولية بعنوان:"العقاد اليوم".
ذلك بالإضافة إلى حفل تأبين للشاعر الفلسطينى سميح القاسم الذى رحل هذا العام.
مكتبة الإسكندرية
تلقت مكتبة الإسكندرية إهداءات بلغات متعددة فى جميع المجالات، تعدت الخمسمائة ألف إهداء، أبرزها 420 ألف كتاب ودورية من المعهد الملكى للدراسات الاستوائية فى أمستردام ، كما تسلمت مجموعهً من الإهداءات تخص المهندس أنيس سراج الدين، وهى عبارة عن 260 رسماً معماريا لمشروع مقبرة الأغاخان وفيلم الوصايا العشر.
ونظمت المكتبة بالاشتراك مع اتحاد الناشرين المصرى اللقاء الأول للناشرين السكندريين، لمناقشة مشاكل حركة النشر فى الإسكندرية التى تعد ثانى أكبر مراكز النشر فى مصر، وتم خلال الاجتماع مناقشة إقامة فرع لاتحاد الناشرين المصرى فى الإسكندرية.
واستضافت فعاليات مؤتمر عالمى لمنظمة المتاحف العالمية تزامنًا مع احتفالات المكتبة بعيدها السنوي، بمشاركة نخبة من مديرى وممثلى المتاحف من مختلف دول العالم مثل إيطاليا وإسبانيا وبلجيكا والبرازيل وفرنسا واليابان والمكسيك.
كما شهدت المكتبة احتفال مختبر السرديات بمرور 109 عامًا على ميلاد الأديب الكبير يحيى حقى.
بيت السنارى
نظم بيت السنارى الأثرى بحى السيدة زينب التابع لمكتبة الإسكندرية، السيمنار الشهرى للوثائق. ويهدف السيمنار إلى معرفة ماهية الوثيقة التاريخية، وكيفية التعامل مع الوثيقة كونها مصدرا مهما فى كتابة التاريخ.
كما نظم "يوم الأندلس" للعام الثانى على التوالي، برعاية مكتبة الإسكندرية ومؤسسة جائزة البابطين للإبداع الشعرى بالكويت, لإجلاء الصورة الحضارية الصحيحة للعرب والمسلمين وتبيان وجههم الحقيقى للعالم. وشهد الحدث معرض "مساجد الأندلس"، ومنها: المسجد الجامع بقرطبة، ومسجد الباب المردوم، وجامع الموحدين باشبيلية.
وللموسم الرابع أقيم مهرجان "من فات قديمه تاه", وهو يختص برعاية الحرف التقليدية والفنون الشعبية، وكانت الصين هى ضيف الشرف لهذا العام، وسعى المهرجان إلى تقديم العديد من تجارب المدن المصرية فى الحفاظ على تراثها وحرفها التقليدية، حفاظًا على الشخصية الوطنية، وتشجيع الابتكار فى مجال الحرف التقليدية من خلال استضافة فنانين شبان يقدمون الجديد.
شخصيات رحلت
فقدت الأوساط الثقافية فى مصر عدد من مبدعيها منهم: الكاتبة الكبيرة رضوى عاشور عن عمر يناهز ال68 عامًا، بعد رحلة مليئة بالكتابة والإبداع والنضال.
ورحل الكاتب الكبير محمد ناجي، بعد صراع طويل مع سرطان الكبد. وله العديد من الأعمال الإبداعية منها "خافية قمر" و"لحن الصباح" و"مقامات عربية" و"العايقة بنت الزين". كما غيَّب الموت أيضا الكاتبة والناشطة السياسية فتحية العسال عن عمر ناهز 79 عاما,والتى لقبها البعض بأنها "أم الغلابة وسيدة النضال"، نظراً لاهتمامها بقضايا الفقراء والمهمّشين ، وكذلك قضايا المرأة.
كما فقدت الصحافة المصرية الثنائي، الكاتب الصحفى أحمد رجب عن عمر ناهز 86 عامًا، أشهر الكتاب الساخرين فى تاريخ الصحافة المصرية والعربية والذى شارك بأفكاره فى كاريكاتير مصطفى حسين، الذى توفى قبله بشهور عن عمر يناهز 79 عامًا بعد صراع مع المرض. وقدما معا العديد من الشخصيات الكاريكاتيرية منها: كمبورة، وعبده مشتاق، وفلاح كفر الهنادوة، والكحيت, وعبد الروتين.