القارئ : م .ن – القاهرة أنا رجل متزوج ومشكلتي هي أنني منذ تزوجت وأنا احاول إيهام نفسي أني سعيد بزواجي من الإنسانة التي اختارها قلبي و نسيت مع الأيام أني كنت اشاهد كم كان منزل والديها وخصوصاً المطبخ يتصف بالإهمال وعدم النظافة ولا اخفي عليكم انني كنت متمسك بها لأنها جميلة ولم أدرك لحظتها أن الزواج ليس بالجمال وحده ، أشعر أنني أعيش مع انسانة تفتقر لأبسط مبادئ النظافة والنظام فالثلاجة أصبحت كالدولاب لا تنظف إلا كل عدة أشهر وكذلك الرخام الفاخر اصبح قذرا غير نظيف. مما جعلني اعاني في منزلي من الغثيان .. تحدثت معها كثيراَ بالحسني والهدوء و"بالخناق والزعيق " منزلي أصبح "كالزريبة " وكان همي الأول هو أولادي وخاصة بناتي اللاتي سيصبحن ربات بيوت ولأني تربيت في بيئة نظيفة من أم غاية في النظام والنظافة كانت عيناي تلاحظ الفرق الشاسع بين ما تربيت عليه وما تربت عليه زوجتي وتوالت الأيام وكبر أولادي ووصلوا الي أعلى درجات العلم واصبحوا يميلون دائماَ لصف امهم حينما اعاتبها وانصحها. زاد علي ذلك انها بعدما كانت نحيفة تسر نظري اصبحت تماماَ مثل "شوال البطاطس" ، تعاني من الشخير مثل الرجال وهو ما دعاني للنفور منها بشكل كبير و تركها مع نفسها وسفري لرعاية أمي المسنة علي الرغم من محبتي لأولادي ولوعتي عليهم وبعدي عنهم ولولاهم لما كان لها مكاناَ في حياتي فلقد اثرت علي نفسي العيش مع هذه الزوجة بهذا الكيف فقط من اجلهم ولم اطاوع الشيطان يوماَ في الخلاص من هذا الوضع البائس . لم أشأ يوماَ ان اشتكيها لأخوتها لإني أعرف مسبقاَ أنهم سيدافعون عنها لم أشأ إفشاء سرها أو تعرية طبع سيئ من طباعها بالله عليكم هل هذا عدل .. وهل هذا يصح ..وبماذا تنصحونني ؟ ريح قلبك – هدى زكي عزيزي صاحب الرسالة كما يقول الشاعر الكبير محمود درويش " فعاشق الجمال في العادة أحمق " أنا اقدر اعترافك بأن اختيارك لزوجتك على أساس جمالها فقط هو ما أدي بك إلى هذه المعاناة فالإعتراف بالحق فضيلة ومعرفة الأسباب هي أول أساليب الحل والعلاج فأنا لا ألومك بمفردك عما وصلت إليه الآن مع زوجتك وللزوج حقوق على زوجته يجب عليها مراعاتها فخَيْرُ النِّسَاءِ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا سَرَّتْكَ وَإِذَا أَمَرْتَهَا أَطَاعَتْكَ ولاشك أني اوجه الكثير من اللوم للزوجة التي أهملت مظهرها ومنزلها لدرجة أنك تشكو الآن ما تصفه ب "الإهمال والقذارة وعدم النظام "ولكن يا سيدي هل تصورت أن ابنة العشرين التي تزوجتها ستظل تلك الفتاة بعد كل هذه السنوات من الزواج والحمل والإنجاب وتربية الأولاد وهل أنت الآن كما كنت من عشر سنوات .. يخطئ الكثير من الرجال عندما يعتقدون أنهم ان فازوا بمن هي أكثر جمالا فقد ربحت الزيجة دون النظر إلى الصفات التي على اساسها تقام أركان الحياة الزوجية بالتأكيد تغيرت زوجتك كما تغيرت أنت وانا هنا ادعوك لاتباع اسلوب أخر مع زوجتك وهو ان تستحسن دائما منها ما تريده بالفعل فإذا أتت بما يرضيك أجزل الثناء والاستحسان فالإنسان يستجيب للتحفيز بحماس أكبر من الوعيد والتهديد وطالما انك تستطيع ماديا فأحضر لها من يساعدها في اعمال المنزل من نظافة وخلافه حتى تتفرغ لك كليا . وللرد على رسالتك تقول الدكتورة الشيماء إسماعيل رمضان بمستشفى دميرة للصحة النفسية: سيدى الفاضل ان ما يضيق عليك الخناق هو أنك تشعر بأنه لا مفر من هذا الوضع !! و هذا غير صحيح .. أولا قد اخترتها منذ البداية و انت تعلم طبعها و طبع عائلتها !! ثانيا عيناك هى التى اختارت على أساس الشكل فقط و قد تعلم بأن جمال الجسد لا يدوم بل ما يدوم هو العشرة الطيبة و الكلمة الصالحة و الحضن الدافئ أريد ان أسألك يا سيدي بضعة أسئلة .... لم لا تحدثنى يا سيدى عن كيف وصل ابناءك لأعلى المراحل العلمية ؟ لم لا تحدثنى يا سيدى عن لماذا اتخذ ابناءك صف أمهم مجمعين ؟ لم لا تحدثنى عن دورك كأب و زوج و رب فاضل فى تلك الاسرة ؟ ماذا فعلت تجاه ما يصيبك بالذعر من قلة ترتيبها للمنزل ؟؟ هل تخدم نفسك بنفسك ؟ هل تخيط ثوبك و تغسل الكوب ؟ ام ترى ذلك ضد الرجولة ... يا سيدى الفاضل انا لا أقلل من حقك بأن تتذمر من قلة نظام و نظافة البيت و لكن ماذا قدمت انت لتصلح هذا الوضع ! اكتفيت ببعض النصائح و لما فشلت استخدمت الصوت العالى ؟؟؟ اين الفعل ؟؟؟؟ سافرت و تركتهم !!! على اية حال أرى أن هذا السبب خارجى لبطانة عميقة من المشكلات !! وأرى ايضا انه بيدك ان تكمل هروبك و سفرك أو تنهى هذه الحياة و تبدأ أخرى و لكن ان أكملت بنفس المنطق فحاول ان تختار على أساس اعمق من الشكل ! و بيدك ان تحاول اصلاح الامور بالجد و العمل على الاصلاح و اعادة توزيع الادوار و النظر هل الطرف الآخر راضى فى هذه العلاقه أم لا ؟؟ و ماذا يرضيه و يرضينا ؟؟؟ تمنياتى بالتوفيق و البصيرة. للراغبين في مراسلة "ريح قلبك" يمكنكم عرض مشكلاتكم وتلقي الردود عليها من قبل المختصين عن طريق التواصل على البريد الإلكتروني التالي: [email protected]