دعت الفصائل الفلسطينية لتجمعات حاشدة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية في "يوم غضب"، اليوم الجمعة، فيما واصلت قوى عالمية وإقليمية محادثاتها في محاولة لإنهاء أعمال عنف دامية تفجرت منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. وقال الجيش الإسرائيلي أنه بعد ساعات من هذه الدعوة طعن فلسطيني جنديا إسرائيليا في الضفة الغربية وأصابه قبل أن يطلق عليه جنود النار ويصيبونه مع تصاعد موجة العنف التي أسفرت عن مقتل نحو 60 شخصا. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه يشعر بتفاؤل حذر حيال إيجاد سبيل لتهدئة التوترات، وذلك بعد إجرائه محادثات استمرت أربع ساعات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في برلين أمس الخميس. ورفعت السلطات الإسرائيلية، اليوم الجمعة، قيودا كانت تحظر على الرجال الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما دخول الحرم القدسي، وذلك في إجراء ينظر إليه على أنه محاولة لتخفيف غضب المسلمين. وتفجرت موجة العنف الجديدة -وهي واحدة من أسوأ موجات العنف- لأسباب منها غضب الفلسطينيين مما يرونه تعديات من جانب اليهود على الحرم. ولقيت دعوة الاحتجاجات الحاشدة تأييدا من جانب حركة حماس وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. وأصدرت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بيانا يدعو الفلسطينيين الغاضبين إلى الاشتراك في تجمعات حاشدة في جمعة الغضب ومواجهة جديدة ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي. ويسعى الفلسطينيون لاقامة دولتهم في القدسالشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وهي الاراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967. وبينما كانت الفصائل السياسية نشطة في الدعوة إلى المشاركة في الاحتجاجات نفذ عمليات الطعن وإطلاق الرصاص في الغالب مهاجمون "منفردون" بايعاز من المواد التي تنشر في وسائل التواصل الاجتماعي وكثيرون منهم فتية تقل أعمارهم عن 20 عاما. وقالت أسرة فلسطيني طعن جنديا اسرائيليا اليوم الجمعة إن عمره 16 عاما. وقتل خمسون فلسطينيا - نصفهم مهاجمون - بالرصاص في مكان الهجمات أو أثناء المظاهرات في الضفة الغربيةوغزة منذ أول أكتوبر، كما قتل تسعة اسرائيليين طعنا أو بالرصاص خلال نفس الفترة. وقتل جنود اسرائيليون اسرائيليا ظنوا خطأ أنه مهاجم كما ضرب مهاجر اريتري وقتل بالرصاص بأيدي حشد من الاسرائيليين اعتقدوا أنه شارك في إطلاق رصاص. ويتوقع أن يجتمع كيري غدا السبت مع عباس والعاهل الاردني الملك عبد الله في عمان. ومن أهداف كيري ترسيخ الوضع القائم في المسجد الأقصى الذي يحظر منذ فترة طويلة صلاة غير المسلمين في الموقع. ويقول نتنياهو أن إسرائيل لم تغير الوضع القائم وليس لديها النية لأن تفعل. وقال مصدر بالحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو أبلغ كيري في اجتماعهما أنه حتى يتوقف العنف يجب أن يقول عباس والملك عبد الله علانية أن الوضع القائم لم يتغير. ولم يؤكد متحدث باسم نتنياهو أن رئيس الوزراء قدم هذا الطلب. وقالت الشرطة الإسرائيلية أمس الخميس أن الإسرائيلي الذي طعن عدة اشخاص قبل أسبوعين وأصاب أربعة عرب بجروح في بلدة ديمونا الجنوبية سيوجه إليه الاتهام بشن اعتداءات جسيمة وليس اتهامات تتعلق بالإرهاب. وفي ذلك الوقت وصف سياسيون إسرائيليون فعلة الإسرائيلي بأنها "إرهاب" وقالوا أنه يجب أن يعامل مثل أي مهاجم آخر. وتوجيه اتهامات أقل من شأنها نشر احساس بين الفلسطينيين بأن إسرائيل تطبق معايير مزدوجة. والفلسطينيون غاضبون أيضا مما يرون أنه استخدام مفرط للقوة من جانب الشرطة الإسرائيلية والجنود حيث يقتل كثير من المهاجمين بالرصاص في مكان الحادث بينما كان يجب إلقاء القبض عليهم. وقالت فيدريكا موجيريني مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن "رباعية" الوساطة في الشرق الأوسط ستجتمع في فيينا اليوم الجمعة لتحث الزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين على تهدئة نبرة التصريحات وتهدئة الوضع على الأرض.