حزب النور يقول للدولة: إما أن تقفي معنا وإما أن ننسحب فتصبح الانتخابات خالية من ممثلي تيارات الإسلام السياسي تراجع يونس مخيون، رئيس حزب النور السلفى، عن تصريحاته بالإشادة بالانتخابات البرلمانية، بعد الهزيمة الثقيلة التى منى بها السلفيون فى الجولة الأولى من الانتخابات، ووصفها بالأسوأ فى تاريخ مصر، ولوّح الحزب بالانسحاب من الجولة الثانية، لكن مصادر من داخله أبلغت «البوابة» أن هذا الأمر مجرد «حركة تخويف». وبرر مخيون خسارة مرشحى حزبه فى دوائر اتسمت بسيطرة التيار السلفى عليها، خصوصا فى محافظة الإسكندرية ومطروح، بأن الدولة دعمت مرشحين «محسوبين على النظام»، للسيطرة على البرلمان، قائلا: «حدثت انتهاكات واضحة تحت سمع وبصر الأجهزة التنفيذية، ولم تحرك الدولة ساكنًا». وتساءل فيما يشبه العتاب: كيف تعامل النظام مع حزب النور بهذه الطريقة رغم وقوفه إلى جانب ثورة الثلاثين من يونيو ودعمه خارطة الطريق؟.. مضيفًا لقد تحملنا الكثير وتعرضنا لحملات تخوين من أجل مصر.. «وفى النهاية ما طلناش أبيض ولا أسود».. «لا بلح الشام ولا عنب اليمن». وحمّل ياسر برهامى رئيس الدعوة السلفية، خيبة الحزب إلى الإخوان قائلا: «لقد شوهت الجماعة الإرهابية سمعتنا، وقنواتهم شنت علينا حملة شعواء، كأننا نحن الذين أسقطناهم، وكأن كل الذين خرجوا فى 30 يونيو سلفيون». ومضى يقول: «فى ذات الوقت هاجمنا الإعلام الرسمى والمستقل فى مصر، مضيفًا «الجميع خانونا وخذلونا، الأمر الذى جعل الانتخابات تخرج عن مسارها المنطقى». وخاطب برهامى الرئيس عبدالفتاح السيسى قائلا: «سنحاججك عند الله بسبب ما تعرضنا له من ظلم فى الانتخابات البرلمانية، والدولة صامتة ولم تتحرك على هجوم القناة الأولى والثانية والنيل للأخبار والصحف القومية»، معتبرًا أن «الرئيس ترك الإعلام يهاجم الحزب وكان راضيًا عن المشهد». واستغاث برهامى بالرئيس قائلا: «أنت رجل وطنى تريد الخير لمصر، فهل يرضيك ما نتعرض له من ظلم فى عهدك؟»، مطالبًا الرئيس بمساعدة الحزب على التصدى للمؤامرات، مثلما ساعده الحزب فى الثلاثين من يونيو. وفيما يتعلق بالانسحاب من الانتخابات أكد مصدر مطلع أن الحزب لن ينسحب، وكل ما فى الأمر أنه يريد التلويح بأنه بصدد مقاطعة السياسة، ومن ثم العودة إلى المساجد أو بعبارة أدق، العودة إلى صف الإخوان ضد الدولة المصرية. وقال إن حزب النور يقول للدولة، إما أن تقفى معنا، وإما أن ننسحب، فتصبح الانتخابات خالية من ممثلى تيارات الإسلام السياسى، ومن ثم تفقد الكثير من شرعيتها. وأرجأ الحزب إعلان قراره بشأن الانتخابات إلى مساء أمس الخميس، لكن مصدرًا سلفيا قال ل«البوابة»: «سنخوض الانتخابات حتى النهاية باستماتة، وفى حالة الخسارة فإن خياراتنا لم تنته، فلدينا المساجد والدعوة، وسنعمل عبرهما على تغيير أفكار الناس وبناء أخلاق الأمة».. حسب وصفه. وأكد «برهامى»، فى تصريحات تداولها أعضاء الدعوة السلفية عبر منتدياتهم، بأن الأجهزة الأمنية اعتقلت الكثير من الأشخاص، واتهمتهم بالإرهاب وهم أبرياء، وتصدر أحكاما على شخصيات وتوجه لهم اتهامات غير حقيقية، وأنا أعرف وقائع معينة، وتعلمها الأجهزة الأمنية جيدًا. وأبدى استياءه من عزوف الشباب السلفى عن الانتخابات قائلا: «الشباب توافدوا بالآلاف لمشاهدة مباراة، ولا يهتمون بالإدلاء بأصواتهم فى واحد من أهم الاستحقاقات الدستورية». وطالب شباب السلفيين بالخروج إلى الجولة الثانية من الانتخابات قائلا: «هى حاسمة، وعلينا أن نثبت للجميع بأن حزب النور لم يسقط، وما حدث كان مجرد كبوة».