قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس، إن نظيره السوري بشار الأسد أبلغه أنه مستعد للحوار مع بعض جماعات المعارضة المسلحة إذا كانت ملتزمة حقا بالحوار ومكافحة تنظيم الدولة الإسلامية. وكان بوتين، يتحدث بعد يوم من قيام الرئيس الأسد بزيارة مفاجئة لموسكو لإجراء مباحثات مع بوتين وهو ما يؤكد الدور الجديد لموسكو كلاعب رئيسي في الصراع الدائر في سوريا. وقال بوتين ان الرجلين تباحثا بشأن ضرورة البحث عن حل سياسي. وكانت بعض الحكومات الغربية صورت روسيا على أنها عقبة في طريق التوصل إلى اتفاق سياسي لاسيما منذ بدأت حملة غارات جوية على جماعات إسلامية في سوريا بعضها يتلقى دعما من الولاياتالمتحدة وحلفائها. ولكن بوتين قال إنه يعتقد ان العملية العسكرية في سوريا قد تهيئ الظروف المناسبة لتحقيق تقدم في المحادثات بشأن مستقبل هذا البلد. وقال بوتين، في منتدى في منتجع سوتشي الروسي مساء اليوم الخميس: "سأزيح الستار قليلا عن محادثاتي مع الرئيس الأسد." واضاف قوله "سألته: كيف سيكون رأيك لو وجدت الآن في سوريا معارضة مسلحة لكنها مع ذلك مستعدة حقا لمعارضة ومقاومة الإرهابيين والدولة الإسلامية؟ كيف سيكون رأيك لو كان لك أن تساند جهودهم في قتال الدولة الإسلامية بنفس الطريقة التي نساند بها الجيش السوري." وقال بوتين عن الأسد "رد بقوله: سأنظر إلى ذلك باستحسان." وتابع الرئيس الروسي كلامه قائلا "إننا ندرس الآن هذا الأمر ونحاول إذا نجح الوصول إلى هذه الاتفاقات." وقال بوتين أيضا إن السبب الرئيسي للصراع السوري ليس التشدد الإسلامي فحسب وإنما أيضا التوترات الداخلية وهو اعتراف بأن البعض على الأقل من الذين ثاروا على حكم الأسد كانت لهم مظالم مشروعة. وكان بوتين، رفض دعوات الغرب للأسد للتنحي. واليوم الخميس كرر بوتين رأيه القائل إن القيادة السورية لا يختارها إلا الشعب السوري لا القوى الخارجية وذلك من خلال انتخابات شفافة. مهما يكن من أمر فإن بعض المراقبين يعتقدون ان بوتين ، يمكنه أن يستخدم نفوذه المتزايد على دمشق في الضغط على الأسد لتقديم تنازلات للمعارضة، ومن ثم إزاحة العقبات التي تعوق عملية السلام التي وصلت منذ سنوات إلى طريق مسدود.