رحل الأديب جمال الغيطاني عن عالمنا عن عمر يناهز السبعين عامًا، نتيجة جلطة في المخ أدت لضيق في التنفس، ما أودى بحياته. وقدم الغيطاني طوال مشواره، الكثير من الأعمال الأدبية، بين القصة والرواية والتأريخ. كما أسهم في الحياة الفنية بالعديد من الأعمال التي تنوعت بين الدراما التلفزيوينة والدراما السينمائية فقدم أولى تجاربه الفنية للدراما السينمائية عام 1988 من خلال فيلم "أيام الرعب" الذي أخرجه المخرج سعيد مرزوق ووضع له السيناريو والحوار الكاتب يسري الجندي، بطولة محمود ياسين وميرفت أمين، ثم ألحقه بعمله السينمائي الثاني "حكايات الغريب "، إخراج إنعام محمد علي. ووضع سيناريو وحوار الفيلم السيناريست محمد حلمي هلال، وقام ببطولته محمود الجندي، ومحمد منير، وشريف منير، ودارت أحداثه في فترة حرب أكتوبر وما بعدها. وفي عام 1995 انتقل إنتاج جمال الغيطاني الفني إلى الدراما التليفزيونية، من خلال رائعته الشهيرة "الزيني بركات" التي دارت أحداثها في فترة انهيار دولة المماليك وصعود الدولة العثمانية وقام بإخراجه يحيى العلمي وأعدها للتليفزيون الكاتب محمد السيد عيد، بطولة أحمد بدير ونبيل الحلفاوي، ثم قدم مسلسل "سنوات الغضب" عام 1996 الذي دارت أحداثه عن عالم رجال الأعمال والسلطة وأخرجه المخرج عبدالله الشيخ وأعد له السيناريو والحوار مصطفى أبراهيم وشارك في بطولته صلاح السعدني وعزت العلايلي وشرين سيف النصر. وعاد "الغيطاني" عام 1999، للدراما السينمائية من خلال فيلمه الجريء "كلام الليل" الذي تعرض من خلاله عالم الدعارة وعلاقته بعالم رجال الأعمال ورجال السلطة وقام ببطولته يسرا وجالا فهمي وأشرف عبدالباقي، كما وضع له السيناريو والحوار الكاتب بشير الديك ومن إخراج إيناس الدغيدي. ويأتي العمل الفني السادس لجمال الغيطاني عام 2006، من خلال مسلسل "حارة الزعفراني" الذي تعرض خلاله لحياة أهل منطقة الغورية عن طريق أحد المشايخ الذي يعمل بالدجل والشعوذة ويستغلهم في إيجاد حياة أمنة داخل حارة الزعفراني وهو من إخراج أيمن دعيبس وسيناريو وحوار ياسر عبدالرحمن أحمد. وانتهت علاقة الأديب جمال الغيطاني بالدراما مع آخر أعماله للدراما السينمائية في فيلم خمس نجوم الذي أُنتج عام 2007 ودارت أحداثه حول مشاكل الشباب من خلال ثلاثة أشخاص جامعيين يعملون داخل أحد الفنادق الخمس نجوم وكان من إخراج حاتم موسى وسيناريو وحوار بشير الديك. ولدَ الغيطاني في مدينة جهينة في سوهاج، بصعيد مصر، في التاسع من مايو عام 1945، وفي مرحلة الابتدائية انتقل إلى مدينة القاهرة ليلتحق بمدرسة الجمالية الابتدائية ومنها لمدرسة محمد علي الإعدادية، ثم التحق بمدرسة الفنون والصنائع بالعباسية ليتخرج منها عام 1962 متخصصًا في فن تصنيع السجاد الشرقي. بدأ حياته العملية كرسام ومشرف على إنتاج السجاد الشرقي بالمؤسسة المصرية العامة للتعاون الانتاجي وفي عام 1965 استبدل جمال الغيطاني عمله ليتجه على عشقه لفن صناعة الكلمة، حيث عمل كمراسل حربي لمؤسسة أخبار اليوم لينتقل بعدها إلى قسم التحقيقات بنفس المؤسسة حتى عام 1985 ليترقى بعدها إلى رئيس قسم الأدب بمؤسسة أخبار اليوم حتى عام 1993 الذي أسس فيه مجلة الأدب داخل مؤسسة أخبار اليوم، ليترأس تحريرها ليستمر بعدها مشواره الأدبي، الذي تُرجم منه الكثير إلى لغات مختلفة، والذي حصل من خلاله على العديد من الجوائز المصرية والدولية مثال جائزة الدولة التقديرية للرواية عام 1980، جائزة سلطان بن على العويس للرواية عام 1997، وسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس عام 1987، جائزة الدولة التقديرية عام 2007.