تناول كتاب مقالات الصحف المصرية اليوم الإثنين العديد من القضايا التي تهم الرأي العام، أبرزها استمرار الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، ونيل الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس جائزة نوبل للسلام. كتب مفتي الجمهورية د.شوقي علام تحت عنوان "المسجد الأقصى" في مساحة رأي بجريدة (المصري اليوم) " يحتل المسجد الأقصى مكانًا خاصًّا في قلب ووجدان كل مسلم فهو أولى القبلتين، وثالث الحرمين، وهو أحد المساجد الثلاثة المفضلة في الإسلام على جميع المساجد الإسلامية لقوله صلى الله عليه وسلم «لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجدي، ومسجد الأقصى» (متفقٌ عليه). وقال علام" ومنذ الاحتلال الغاشم لهذه البقعة الغالية على العرب، والمسلمين لم يترك فرصة إلا اقتنصها للاعتداء على القدس الشريف، بل تنوعت وسائله لانتهاك حرمته، وقدسيته، ولا ريب فهذا عهدهم بالمقدسات حيث لم يحفظوا حرمة المسجد الأقصى في غابر الأزمان". وأضاف" ولم يزل هذا المسلسل من الاعتداء على القدس الشريف والمسجد الأقصى - فضلًا عن الاعتداء على الفلسطينيين في الداخل، أو ما يطلق عليهم عرب 48 – مستمرًا إلى وقتنا هذا، ولعل ما شهدته الأسابيع الماضية من صور الاعتداء على المسجد الأقصى، والقدس الشريف خير دليل على ما نقول، غير أن اللافت للنظر في هذه الحالة الأخيرة هو التطور النوعي المستمر من الكيان الإسرائيلي من اقتحامه لباحات المسجد الأقصى لأيام متتالية واعتدائه على المصلين المعتكفين، فضلًا عن إطلاق الرصاص المطاطي عليهم، والقنابل الحارقة". ولفت إلى أن الاعتداء الإسرائيلي بات غير مكترث بشيء لا بالقيم الإنسانية، ولا الدينية، ولا بالقانون الدولي، بل ضرب بكل ذلك عرض الحائط، ولم يكترث بالعالم العربي فقد استغل انشغال العرب بوضعهم الداخلي فصعَّد من وتيرة الاعتداء على هذه المقدسات، والذي لم ينقطع يومًا. وقال" ما يساعد على تواصل هذا الاعتداء من قبل هذا الكيان هو حالة التشرذم التي يعيشها الشعب الفلسطيني، والتي لم يعد لها مبرر في استمرارها في هذا الوقت الفارق من حياة الأمة العربية، والإسلامية، ومن هنا يجب على الفلسطينيين بمختلف فصائلهم الاعتصام بقضيتهم، والتوحد ونبذ الخلاف، وأن يدافعوا بكل قوة عن المقدسات في مواجهة هذا الإرهاب الإسرائيلي". واختتم بالقول" ولا ينبغي للمجتمع الدولي أن يقف مكتوف الأيدي أمام الإرهاب الإسرائيلي، بل يجب عليه القيام بدوره، وكذلك كل الهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وسلامة المقدَّسات". من جهته قال رئيس تحرير صحيفة الجمهورية فهمي عنبه في عموده (على بركة الله) تحت عنوان "يبقى الأقصى وفلسطين" خلال عشرة أيام دامية اعتقلت إسرائيل أكثر من 400 فلسطيني، وقتلت العشرات، وهدمت مئات المنازل، وأخلت قوات الاحتلال المناطق المحيطة بحرم الأقصى، وتركتها ليعبث بها اليهود المتشددون الذين يقتلون كل من يواجههم طالما أنهم محميون من قوات الجيش الإسرائيلي". وأضاف" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يتورع عن إعطاء أوامره الصريحة للجنود بالتعامل الوحشي مع الأطفال الفلسطينيين العزل، ويعلم هو والإسرائيليون جميعًا قبل غيرهم كذب الادعاء بوجود الهيكل أسفل الأقصى، وخرجت دراسات عديدة من خبراء يهود تعلن ذلك..فالأمر عن نتنياهو لا يخرج عن كونه خداعًا ودغدغة لمشاعر المتدينين من المسيحيين، واليهود في العالم لاجتذابهم للسياحة ودفع المليارات..أي إنها مسألة "بيزنس" وفي نفس الوقت إيجاد مبرر لتهويد مدينة القدس، وإخراج الفلسطينيين منها". واختتم بالقول" ستظل زهرة المدائن عربية..والأقصى أولى القبلتين مسجدًا للمسلمين..وستتحرر فلسطين يوما مهما طال الزمن". على جانب آخر، وفي عموده (نقطة نور) بجريدة الأهرام قال الكاتب مكرم محمد أحمد تحت عنوان (قبل أن يبدأ تعمير سيناء!)" أتمنى ألا تنتهي عملية حق الشهيد خاصة في المنطقة ما بين العريش، ورفح، وشمال سيناء قبل أن يتم تدمير كل الأنفاق الباقية، وضمان ذلك الوحيد إتمام مشروع الخندق المائي الذي يمتد بطول الحدود مع قطاع غزة؛ لأن إغراق هذه الأنفاق بمياه البحر هو الحل الباتر القاطع الذي يقضي عليها بصورة نهائية". وأضاف" إن الأنفاق تمثل خطرا على أمن سيناء، وأمن مصر، فضلا عن أنها لعبة حماس الوحيدة للعبث بأمن مصر! ليس فقط لأن الأنفاق هي أداة تهريب كميات ضخمة من السلع المدعومة إلى قطاع غزة، ولكن لأنها تمثل أهم مصادر الإمداد بالرجال، والسلاح لجماعات الإرهاب في سيناء، فضلا عن استخدامها كملاذات آمنة يلجأ إليها الإرهابيون هربا إلى قطاع غزة بعد ارتكاب جرائمهم!" وأعرب عن أمله في أن تستند عملية التنمية الشاملة بهذه المناطق إلى عدد من القواعد الأساسية تمنع بشكل واضح غير المصريين من تملك أي من هذه الأراضي، وتعاقب بمصادرة الأرض إن تم مخالفة هذا الشرط، وتجعل المشاركة في تنمية المنطقة وقفا على رءوس الأموال الوطنية تحت الرقابة الصارمة للدولة. من جهته قال الكاتب فاروق جويدة في عموده (هوامش حرة) بصحيفة الأهرام تحت عنوان "نوبل للنخبة التونسية" إن النخبة التونسية نجحت في تجاوز الكثير من سلبيات ثورات الربيع العربي التي انطلقت شرارتها الأولى على أرض تونس حيث نالت هذه النخبة جائزة نوبل للسلام ممثلة في الرباعي الراعي للحوار الوطني، والذي تكون من أربع منظمات أهلية قامت بدور الوساطة بين القوى السياسية". وأضاف الكاتب" إن تقرير جائزة نوبل أكد أن هذا الحوار هو الذي جنب تونس الحرب الأهلية، والتي كان من الممكن أن تعصف بكل إنجازات ثورة الياسمين". وأشار إلى أن الشعب التونسي قد عاش تجارب سابقة أكثر عمقا مع الديمقراطية، وكان الاقتراب من الغرب خاصة فرنسا من أهم أسباب هذا الانفتاح الفكري، والثقافي، والسياسي، ولابد من الاعتراف أن تجربة الثورات العربية قد تعثرت أمام ظروف اجتماعية، وثقافية كانت تونس لحد ما بعيدة عنها، ومن هنا خرجت الثورة التونسية من المأزق، وحققت مكاسب كثيرة. واختتم بالقول" لقد أثبت الشعب التونسي أن الديمقراطية ليست مستحيلة، وأن الحوار ليس بعيدا، وأن الثورات يمكن أن تكون طريقا للبناء، والرخاء، والحرية...مبروك للشعب التونسي الشقيق".