في صبيحة يوم الثاني والعشرين من أغسطس عام 1969 أحرق الأسترالي اليهودي مايكل دينس روهن، المسجد الأقصى، كي يعجل ببناء هيكل سليمان المزعوم. لم تكن تلك الحادثة صدفة ارتكبها مجنون كما قيل عنه، بل كانت حادثة مدبرة نتيجة لفكر صهيوني متطرف متأصل يسعى لهدف واحد هو هدم المسجد الأقصى المبارك، وإقامة الهيكل على أنقاضه في توقيت كانت تعيش فيه الدول العربية حالة من الوهن في أعقاب نكسة 1967. توقيت وجده اليهود ملائما لتحقيق حلمهم المؤجل وتمر السنوات وتشتد وتيرة الحرب على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس بنفس الأساليب القديمة من تدنيس واقتحامات وحفريات حاملين نفس الفكر العقائدي الذي لم ولن يتغير. حادثة تلو الأخرى أشهرها اقتحام السفاح شارون للمسجد الأقصى عام 2000، ليشعل انتفاضة جديدة .. وتمر السنوات وتتحول الفكرة لمشروعات قوانين يناقشها الكنيست الإسرائيلي ودعوات علنية من رئيس الوزراء الإسرائيلي وبعض وزراء حكومته لتدنيسه وتدميره من أجل الهيكل. التصعيد الأخير في قرارين أحدهما في إدراج الكنيست الذي قرر تأجيل مناقشته ويختص بنقل الوصاية على المسجد الأقصى من الأردن إلى إسرائيل، والثاني قرار رئيسة لجنة الداخلية والبيئة في الكنيست الإسرائيلي ميري ريجيف، بتعيين لجنة للإشراف على تنفيذ ملف "صعود اليهود إلى جبل الهيكل" أي تنظيم اقتحامات جماعية وترتيب صلوات يهودية في المسجد الأقصى.. وبين قرارات الكنيست والحفريات المستمرة منذ سنوات أسفل وبجوار المسجد الأقصى و الجهود المستميتة لتهويد القدس وطمس هويتها ومعالمها الإسلامية وسرقة تاريخها وانشغال العالم العربي في ثوراته وأوضاعه الداخلية غير المستقرة.. كان لزاما علينا أن ننقل جزءا من واقع مؤلم يعيشه الأقصى كل يوم في انتظار شعوبا تنتفض لنصرته. وإذا تحدثنا بلغة الأرقام ففي التقرير السنوي الصادر عن مؤسسة القدس الدولية بعنوان "عين على الأقصى" رصد لأهم الانتهاكات التي تعرض لها الأقصى خلال عام 2013، والذي جاء فيه أن المسجد الأقصى شهد هذا العام أكثر حوادث التدنيس والاقتحامات ليس من قبل المتطرفين فقط وإنما من قبل المسئولين الإسرائيليين وقوات الاحتلال على حد سواء. وأرجع التقرير السبب في ذلك إلى تنامي تأثير "الائتلاف من أجل المعبد " الذي يضم 19 جمعية يهودية تحظى بدعم دولي وحكومي والتي أصبحت قريبة من دائرة صنع القرار السياسي، حيث أتت الانتخابات النيابية الأخيرة بسبعة من أفراده كنواب في الكنيست منهم وزراء ونواب وزراء فأصبح تنفيذ الحكومة التي يترأسها اليمين المتطرف للمخطط الصهيوني شيئا عاديا .حيث أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرارا تأييده لبناء المعبد ( هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى). وقد تبنت الحكومة الإسرائيلية علنا هذا التوجه من خلال الأفلام والتقارير التي تروج لبناء المعبد وعليه تحولت مهمة شرطة الإحتلال إلى تسهيل وحماية اقتحام المتطرفين للمسجد وتقييد دخول المسلمين في المقابل، ثم جاء الحديث عن نقل الوصاية على الأقصى من الأردن كي تكتمل المؤامرة. الوصاية الأردنية يتحدث النائب يحي السعود رئيس لجنة فلسطين في البرلمان الأردني عن القرار التاريخي الذي أتخذه البرلمان ردا على الطلب الإسرائيلي لنقل الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى، قائلا:"وصل إلى مسامعنا في البرلمان الأردني أن الكنيست بصدد مناقشة موضوع نقل الوصاية عن المسجد الأقصى، وأنا بصفتي رئيس لجنة فلسطين ومعي كل النواب أردنا أن يتخذ البرلمان موقفا, فطلب منا رئيس البرلمان الانتظار وبعد أن تأكدنا من إقدام الكنيست على مناقشة الموضوع أتخذ مجلس النواب الأردني قراره بالأغلبية بوجود خطوات تصعيدية أولها طرد السفير الإسرائيلي من الأردن واستدعاء السفير الأردني وإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل وهي القرارات التي لاقت ترحيبا في الشارع الأردني". وتابع:" أن الحل في رأيي هو إلغاء اتفاقية السلام "وادي عربة" التي أبرمت مع إسرائيل عام 1994 والتي أسميها اتفاقية الذل والعار التي لم تأتي للأردن غير بالويلات والتي نصت المادة التاسعة منها على حق الوصاية الأردنية على المقدسات الفلسطينية". وأوضح أن السيطرة الأردنية على المسجد الأقصى هي سيطرة خدمية، بينما تسيطر عليه إسرائيل أمنيا وهي من تسمح بالدخول والخروج أي أن الوضع على الأرض من سيئ إلى أسوء. ويؤكد النائب يحي السعود، أن الحملة الإسرائيلية الأخيرة للنيل من المسجد الأقصى سواء ما يخص رفع الوصاية الأردنية و زيادة أعداد اليهود لدخول الأقصى هي تكتيك حكومي وليس برلماني فهناك انشغال عربي استغلته إسرائيل وحزب الليكود الإسرائيلي هو الذي أثار القضية من أجل الحصول على ثقة الشارع الإسرائيلي وللضغط على حلفائهم لدعم الحكومة وكسب مزيد من الوقت والمال والسلاح، لذا يجب أن يواجه هذا القرار من الأمة العربية والإسلامية، ويجب أن نعي أن هناك منظمات عالمية صهيونية تدفع المليارات من أجل طرد أهل القدس من ديارهم وتهويد المدينة، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.. هؤلاء قتلة أنبياء ولا يحترمون المواثيق ولا العهود ووجودهم كتلة سرطانية في المنطقة العربية. ويشير عريب الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية، أن التصعيد الإسرائيلي الأخير يأتي في سياق منهجي منظم متبع منذ سنوات طويلة هدفه تهويد مدينة القدس والمقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى الذي يريدون هدمه وفقا للرواية التوراتية لأنه يقع فوق الهيكل المزعوم. وأضاف:"هناك قوى وحركات إسرائيلية كثيرة من اليمين المتطرف تسعى للسيطرة على الأقصى .. وإسرائيل تحاول إعادة السيناريو الذي أتبعوه في المسجد الإبراهيمي الشريف على المسجد الأقصى بتقسيمه نصفين بين العرب واليهود والتقسيم له شكلين مكاني وزماني بناء حوائط وعمل أبواب خاصة لليهود وأخرى للمسلمين، وتقسيم زماني أيام لليهود وأيام للعرب و في الحالتين المسجد سينتهك.. ليس هذا فقط بل نتحدث هنا عن خطوة تصعيدية إضافية تقدم عليها إسرائيل ضمن إستراتيجية السيطرة على مدينة القدس وتهويدها وتغيير كل معالمها العربية والإسلامية والمسيحية.. فإسرائيل تستهدف الرعاية الأردنية للمقدسات حتى تنفذ خططها التي يجري تطبيقها على الأرض. وحول طبيعة الدور الأردني في المسجد الأقصى، قال إن الرعاية الأردنية للأقصى قديمة تعود لعهد الشريف حسين المدفون في القدس والتي استمرت حتى في وجود الاحتلال البريطاني مرورا بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وتم التأكيد على هذا الدور في معاهدة السلام مع إسرائيل، مشيرا إلى أن الرعاية خدمية وليست سيادة بالمعنى القانوني فإسرائيل هي من تتحكم في من يدخل ويخرج من المسجد الأقصى. وأشار رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث، ومدير المسجد الأقصى السابق د. ناجح بكيرات، إلى أن الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى ممتدة منذ عام 1924 وحتى اليوم وتعتبر دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس، وصاحب الحق الحصري في إدارتها ورعايتها وإعمارها وتدبير كل شؤونها، وذلك بموجب القانون الدولي. وأوضح أنه من المستحيل في الوقت الحالي أن تسحب إسرائيل الوصاية من الأردن لعدة اعتبارات من أهمها انه لا يمكن أن تضحي باتفاقية "وادي عربة" ولا حدودها الآن ولكنها تدفع الصراع نحو مرحلة جديدة، ويجب أن تقف الدول العربية بجانب الأردن في معركتها مع إسرائيل التي لا يعنيها أبدا السلام ولكنها تسعى لتنفيذ هذه المخططات مستقبلا. وبعيدا عن الوضع الإداري سألت د.ناجح، حول حقيقة ما يحدث داخل المسجد الأقصى بصفته كان مسئولا عنه، فأجاب انه منذ بدء هذا العام وهناك حالة من الإرباك اليومي المتعمد في ساحة المسجد الأقصى وفي القدس حيث تريد إسرائيل تهويد القدس وهذا لا يتسنى لها إلا بتغيير الوجود العربي والإسلامي في المنطقة بأكملها.. وتحاول إسرائيل وضع العراقيل أمام المصلين حيث تمنع من هم دون الخمسين من الصلاة في الأقصى حتى من المقدسيين، مؤكدا تدخل إسرائيل في اختيار الخطباء للمسجد، وأنها قامت بمنع الشيخ عكرمة صبري خطيب الأقصى عدة مرات من دخول المسجد ومنعته هو شخصيا لأكثر من سنتين وحتى هذه اللحظة.. وفي المقابل هناك حملة شرسة من قبل الاحتلال لزيادة عدد اقتحامات المتطرفين اليهود ففي عام 2012 كان عددهم 6200 صهيوني وفي العام الماضي زاد العدد إلى عشرة آلاف متطرف، هذا فضلا عن اقتحامات الجيش وقمع المصليين وإرهابهم بالرصاص والقنابل. سرقة التاريخ وعن ذلك الشبح المخيف الملقب بالحفريات التي أصبحت تهدد المسجد الأقصى من كل جانب يقول د. ناجح، منذ النكسة في عام 1967 ونحن نشهد حرب أخطر من حرب الصواريخ وهي الحفريات وسرقة تاريخ مدينة القدس، حيث تم تحويل القصور الأموية إلى مقاعد للهيكل المزعوم وامتدت الحفريات أسفل المسجد الأقصى وإذا دخلتوا تلك الأنفاق ستشاهدون مجسات ومنصات تتحرك ويعرضون كل ما تم اكتشافه على أنها آثار يهودية وأنها دليل على عصر الهيكل. وتابع:"نحن أمام تطور خطير بعد تحول هذه الأماكن والأنفاق إلى مزارات سياحية طمست فيها كل المعالم الإسلامية وأولها المسجد الأقصى الذي يضعون بدلا منه صورة لهيكلهم المزعوم في دليل مزاراتهم السياحية.. نحن بحاجة لقرار فلسطيني موحد باتجاه القدس وقرار عربي وإسلامي موحد ويجب أن تحاكم إسرائيل على جرائمها.. لا يمكن أن نستمر في تقديم المبادرات وهي تريد أن تنقل السيادة عن الأقصى وتريد أن تهدمه لبناء هيكلها المزعوم". في حين تحدث النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي الشيخ طلب أبو عرار، حول حقيقة القوانين التي تخص المسجد الأقصى داخل الكنيست، قائلا إنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيها أعضاء اليمين المتطرف مشروعات قوانين تخص الأقصى فهم يريدون تقسيمه بين المسلمين واليهود كما فعلوا في الحرم الإبراهيمي. وأضاف أنهم أقروا قانونا آخر بزيادة عدد اليهود الذين يدخلونه كل يوم وكثير من محاولاتهم تبوء بالفشل بسبب تصديهم لهم .. وهو ما حدث مع قرار نقل الوصاية الأردنية الذي يهدفون من خلاله إلى فرض سيطرتهم الكاملة على الأقصى الشريف ولولا صمود أهلنا في القدس وخوفهم من الغضب العربي والإسلامي ما كانوا تراجعوا. وتابع:"لا تقتصر القوانين المشبوهة على الأقصى فقط بل أنهم أقروا قبل أيام قانون آخر لتقسيم عرب 48 ، حيث يريدون التفريق بين العرب المسلمين والمسيحيين من أجل أن يحصل المسيحيين على قوانين خاصة باعتبارهم طائفة منفصلة وهي سياسة تمييز عنصري هدفها تقسيم العرب كما اعتادت إسرائيل أن تقسم وتشتت كل شيء". أما السلطة الفلسطينية فقد استنكرت الخطوات التصعيدية الإسرائيلية، ووصفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.حنان عشراوي، الطلب الإسرائيلي بأنه إهانة واستفزاز صارخ لمشاعر المسلمين في كل العالم، وإستخدام إسرائيل للدين بإعتباره ذريعة لفرض الولاية على أماكن دينية ليست ملكها سيجر المنطقة بأكملها نحو مواجهات لا تحمد عقباها. وأوضحت أن مجموعة القوانين والاقتراحات التي يحاول الكنيست الإسرائيلي إقرارها هي محاولة لنقل المعركة إلى الأرض وتحويل الصراع إلى صراع ديني لفرض الفكر الصهيوني على العالم عامة وعلى الجانب الفلسطيني خاصة بإصرارها على تهويد فلسطين. متطرفون برخصة وتعليقا على القرار الإسرائيلي بزيادة عدد اليهود الذي يدخلون الأقصى يوميا يؤكد وزير الأوقاف السابق وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ يوسف سلامة، أنه قرارا باطلا وجائر لا نعترف به لأن المسجد الأقصى هو مسجد الإسلام بقرار رباني.. وعندما نتحدث عن المسجد الأقصى فنحن نتحدث عن أقدس المقدسات الإسلامية لأكثر من مليار مسلم فهي البقعة الوحيدة على وجه الأرض التي شهدت عقد مؤتمر قمة حضره كل الأنبياء من آدم إلى محمد عليه السلام.. وهي البقعة الوحيدة التي سنعبر منها عند انتهاء الكون "المكان القريب" الذي جاء في القرآن هو صخرة بيت المقدس بوابتنا إلى السماء. وقد سبق وقامت قوات الاحتلال بإجراءات لتجعل القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل ومحاولة فرض السيادة الإسرائيلية على الأقصى وقرارهم بعمل مكتب موازي لإدارة شئون الأقصى في القدسو كلها قرارات تتخذها سلطة غير شرعية ومحتلة. وأكد أن كل المحاولات الإسرائيلية لفرض أمر واقع جديد في المسجد الأقصى، هى محاولات فاشلة، مضيفا:" نحن في أمس الحاجة لأن تتعافى الأمة الإسلامية وتعود دائما قوية للحفاظ على الأقصى الذي هو ملك للأمة العربية والإسلامية". بينما حمل الشيخ عكرمة صبري خطيب وإمام المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس مسئولية ما يحدث لإسرائيل والعرب، حيث قال: "حينما فشلت الجماعات اليهودية في تحقيق أهدافها لجأت إلى الكنيست الإسرائيلي لتشريع قوانين تبيح لها تدنيس المسجد الأقصى وحين فشل الكنيست في اتخاذ أي قرار يخص الأقصى بدءوا في استفزاز المسلمين بالتصعيد وإثبات وجودهم بأن لهم أي حق في الأقصى هذه التصعيدات مرفوضة وأهدافها مفضوحة في فرض واقع جديد وقد فشلوا فشلا ذريعا خلال عام 2013 ويريدون خلال هذا العام أن يحققوا شيئا في الأقصى. وتابع:"الجماعات اليهودية كالسارق يحاول أن يسرق للمرة الأولى فيفشل، فيعيد الكرة مرات إلى أن ينال ما يريد ونحن ندين هذه الاعتداءات المتكررة ونحذر الحكومة الإسرائيلية اليمينية من المس بحرمة الأقصى لأنها من تحمي هذه الجماعات اليهودية". وأضاف:"في الوقت نفسه نحمل العرب والمسلمين المسئولية لأن الأقصى لا يعني الفلسطينيين وحدهم بل لجميع المسلمين في العالم.. والواجب على الدول العربية تكثيف حملاتها الدبلوماسية العربية والدولية للضغط على الاحتلال لمنعه من هذه الاستفزازات وواجبنا نحن في القدس كجماعات أن نتصدى لهم بإمكاناتنا المتاحة". أكذوبة الهيكل تعددت البحوث العربية والأجنبية التي تنفي وجود أي آثار لهيكل سليمان المزعوم وتكذب الإدعاءات اليهودية ومنها أبحاث لأساتذة آثار إسرائيليين مثل يسرائيل فنكلشتاين ورافاييل جرينبرج و مائير بن دوف، الذين اعترفوا بكذب الإدعاءات الإسرائيلية وأن الأنفاق والآثار الموجودة آثار إسلامية و أن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على أية شواهد تاريخية وأثرية تدل على وجود الهيكل، وقالوا عنها إنها مجرد خرافة ليس لها وجود وأن كتبة التوراة في القرن الثالث أضافوا قصصا خيالية لم تحدث قط. ومن أحدث الأبحاث العربية عن الهيكل البحث الذي قدمه مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحرى وسيناء د.عبد الرحيم ريحان، تحت عنوان " حقيقة الهيكل المزعوم" حول ما يحدث في المسجد الأقصى والذي أكد أن هناك مؤامرة ترصد لها الأموال الطائلة من منظمات وجماعات يهودية منذ عام 1967 وحتى الآن تهدف إلى هدم المسجد الأقصى. وأضاف د.عبد الرحيم، أن كل التنقيبات منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين وحتى اليوم فشلت في تقديم أدلة على وجود الهيكل المزعوم وبالتالي فلا وجود للهيكل، والمسجد الأقصى هو الحقيقة الدينية والأثرية والتاريخية التي أكدها الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند فتح القدس 15 ه ، 636م وأول ما فعله هو البحث عن مكان المسجد الأقصى والصخرة المقدسة واضعا نصب عينيه الرواية التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء وسأل الصحابة والأحبار وبطريرك القدس وكان المكان مطمورا بالأتربة التي تكاد تخفى معالمه فقام الخليفة عمر بن الخطاب بأول أعمال حفائر بالموقع نتج عنها أن المكان خالي تماماً من بقايا أي مباني سابقة أو أي شواهد أثرية تدل عليها رغم ما يزعمه اليهود، وأمر عمر بن الخطاب بإقامة مسجد موضع المسجد الأول وهى البقعة المباركة التي أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم إليها وصلى فيها إماماً بجميع الأنبياء، وأقام ظلة من الخشب فوق الصخرة المقدسة التي عرج منها للسموات العلى. أرقام وإحصائيات عن المسجد الأقصى هو ثاني مسجد وُضِعَ في الأرض وبناه الأنبياء بعد المسجد الحرام بأربعين عاما. المسجد الأقصى به سبعة مساجد هي الجامع القبلي والمصلى المرواني ومصلى الأقصى القديم ومسجد قبة الصخرة ومسجد البراق ومسجد المغاربة وجامع النساء. يحتوي الأقصى على 15 قبة و15 باب يستعمل منها 10 أبواب وتسيطر إسرائيل على باب المغاربة منذ نكسة 1967. والأبواب المفتوحة هي باب الأسباط ، وباب حطة ، وباب العتم ، وباب الغوانمة ، وباب المطهرة ، وباب القطانين ، وباب السلسلة ، وباب المغاربة ، وباب الحديد ، وباب الناظر . حائط البراق وهو الجزء الجنوبي الغربي من جدار المسجد ويبلغ طوله حوالي (50 متراً ) وارتفاعه حوالي (20 متراً ) وهو جزء من المسجد الأقصى ، ويعد من الأملاك الإسلامية ، ويطلق عليه اليهود الآن ( حائط المبكى ) حيث يزعمون بأنه الجزء المتبقي من الهيكل المزعوم . يوجد بالمسجد الأقصى العديد من الأسبلة لتوفير المياه و26 مصطبة اشتهرت بتقديم العلم فضلا عن المدارس الملحقة به. صدر 17 قرارا من الأممالمتحدة ومجلس الأمن يخص الوضع في مدينة القدس أعتبر جميعها القدسالشرقية جزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة في عام 1967 وتنطبق عليها اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 وأن جميع الإجراءات التشريعية العنصرية التي يقوم الكنيست الإسرائيلي بسنها باطلة وتنتهك جميع قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بشان القدسالمحتلة والمسجد الأقصى. بلغ عدد الحفريات أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه 47 حفرية تسببت في انهيارات كثيرة في شوارع القدس.. وتستكمل إسرائيل بناء مدينة يهودية تزعم أنها مدينة الملك داوود أسفل المسجد الأقصى انتهت حتى الآن من بناء 55% منها، فضلا عن تنفيذ مخططات أخرى تقضي ببناء كنيس يهودي يربط بالأنفاق وتوسيع ساحة البراق وإقامة شبكة قطارات تصل بين شوارع القدس القديمة وحائط البراق. أتمت إسرائيل حتى الآن بناء 60 كنيس يهودي يحاصرون المسجد الأقصى. الحجر الذي صعد منه الرسول (ص) للسماء في المسجد الأقصى المصلين المسلمين في حاجز امني قبل دخول الاقصى في صبيحة يوم الثاني والعشرين من أغسطس عام 1969 أحرق الأسترالي اليهودي مايكل دينس روهن، المسجد الأقصى، كي يعجل ببناء هيكل سليمان المزعوم. لم تكن تلك الحادثة صدفة ارتكبها مجنون كما قيل عنه، بل كانت حادثة مدبرة نتيجة لفكر صهيوني متطرف متأصل يسعى لهدف واحد هو هدم المسجد الأقصى المبارك، وإقامة الهيكل على أنقاضه في توقيت كانت تعيش فيه الدول العربية حالة من الوهن في أعقاب نكسة 1967. توقيت وجده اليهود ملائما لتحقيق حلمهم المؤجل وتمر السنوات وتشتد وتيرة الحرب على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس بنفس الأساليب القديمة من تدنيس واقتحامات وحفريات حاملين نفس الفكر العقائدي الذي لم ولن يتغير. حادثة تلو الأخرى أشهرها اقتحام السفاح شارون للمسجد الأقصى عام 2000، ليشعل انتفاضة جديدة .. وتمر السنوات وتتحول الفكرة لمشروعات قوانين يناقشها الكنيست الإسرائيلي ودعوات علنية من رئيس الوزراء الإسرائيلي وبعض وزراء حكومته لتدنيسه وتدميره من أجل الهيكل. التصعيد الأخير في قرارين أحدهما في إدراج الكنيست الذي قرر تأجيل مناقشته ويختص بنقل الوصاية على المسجد الأقصى من الأردن إلى إسرائيل، والثاني قرار رئيسة لجنة الداخلية والبيئة في الكنيست الإسرائيلي ميري ريجيف، بتعيين لجنة للإشراف على تنفيذ ملف "صعود اليهود إلى جبل الهيكل" أي تنظيم اقتحامات جماعية وترتيب صلوات يهودية في المسجد الأقصى.. وبين قرارات الكنيست والحفريات المستمرة منذ سنوات أسفل وبجوار المسجد الأقصى و الجهود المستميتة لتهويد القدس وطمس هويتها ومعالمها الإسلامية وسرقة تاريخها وانشغال العالم العربي في ثوراته وأوضاعه الداخلية غير المستقرة.. كان لزاما علينا أن ننقل جزءا من واقع مؤلم يعيشه الأقصى كل يوم في انتظار شعوبا تنتفض لنصرته. وإذا تحدثنا بلغة الأرقام ففي التقرير السنوي الصادر عن مؤسسة القدس الدولية بعنوان "عين على الأقصى" رصد لأهم الانتهاكات التي تعرض لها الأقصى خلال عام 2013، والذي جاء فيه أن المسجد الأقصى شهد هذا العام أكثر حوادث التدنيس والاقتحامات ليس من قبل المتطرفين فقط وإنما من قبل المسئولين الإسرائيليين وقوات الاحتلال على حد سواء. وأرجع التقرير السبب في ذلك إلى تنامي تأثير "الائتلاف من أجل المعبد " الذي يضم 19 جمعية يهودية تحظى بدعم دولي وحكومي والتي أصبحت قريبة من دائرة صنع القرار السياسي، حيث أتت الانتخابات النيابية الأخيرة بسبعة من أفراده كنواب في الكنيست منهم وزراء ونواب وزراء فأصبح تنفيذ الحكومة التي يترأسها اليمين المتطرف للمخطط الصهيوني شيئا عاديا .حيث أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرارا تأييده لبناء المعبد ( هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى). وقد تبنت الحكومة الإسرائيلية علنا هذا التوجه من خلال الأفلام والتقارير التي تروج لبناء المعبد وعليه تحولت مهمة شرطة الإحتلال إلى تسهيل وحماية اقتحام المتطرفين للمسجد وتقييد دخول المسلمين في المقابل، ثم جاء الحديث عن نقل الوصاية على الأقصى من الأردن كي تكتمل المؤامرة. الوصاية الأردنية يتحدث النائب يحي السعود رئيس لجنة فلسطين في البرلمان الأردني عن القرار التاريخي الذي أتخذه البرلمان ردا على الطلب الإسرائيلي لنقل الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى، قائلا:"وصل إلى مسامعنا في البرلمان الأردني أن الكنيست بصدد مناقشة موضوع نقل الوصاية عن المسجد الأقصى، وأنا بصفتي رئيس لجنة فلسطين ومعي كل النواب أردنا أن يتخذ البرلمان موقفا, فطلب منا رئيس البرلمان الانتظار وبعد أن تأكدنا من إقدام الكنيست على مناقشة الموضوع أتخذ مجلس النواب الأردني قراره بالأغلبية بوجود خطوات تصعيدية أولها طرد السفير الإسرائيلي من الأردن واستدعاء السفير الأردني وإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل وهي القرارات التي لاقت ترحيبا في الشارع الأردني". وتابع:" أن الحل في رأيي هو إلغاء اتفاقية السلام "وادي عربة" التي أبرمت مع إسرائيل عام 1994 والتي أسميها اتفاقية الذل والعار التي لم تأتي للأردن غير بالويلات والتي نصت المادة التاسعة منها على حق الوصاية الأردنية على المقدسات الفلسطينية". وأوضح أن السيطرة الأردنية على المسجد الأقصى هي سيطرة خدمية، بينما تسيطر عليه إسرائيل أمنيا وهي من تسمح بالدخول والخروج أي أن الوضع على الأرض من سيئ إلى أسوء. ويؤكد النائب يحي السعود، أن الحملة الإسرائيلية الأخيرة للنيل من المسجد الأقصى سواء ما يخص رفع الوصاية الأردنية و زيادة أعداد اليهود لدخول الأقصى هي تكتيك حكومي وليس برلماني فهناك انشغال عربي استغلته إسرائيل وحزب الليكود الإسرائيلي هو الذي أثار القضية من أجل الحصول على ثقة الشارع الإسرائيلي وللضغط على حلفائهم لدعم الحكومة وكسب مزيد من الوقت والمال والسلاح، لذا يجب أن يواجه هذا القرار من الأمة العربية والإسلامية، ويجب أن نعي أن هناك منظمات عالمية صهيونية تدفع المليارات من أجل طرد أهل القدس من ديارهم وتهويد المدينة، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.. هؤلاء قتلة أنبياء ولا يحترمون المواثيق ولا العهود ووجودهم كتلة سرطانية في المنطقة العربية. ويشير عريب الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية، أن التصعيد الإسرائيلي الأخير يأتي في سياق منهجي منظم متبع منذ سنوات طويلة هدفه تهويد مدينة القدس والمقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى الذي يريدون هدمه وفقا للرواية التوراتية لأنه يقع فوق الهيكل المزعوم. وأضاف:"هناك قوى وحركات إسرائيلية كثيرة من اليمين المتطرف تسعى للسيطرة على الأقصى .. وإسرائيل تحاول إعادة السيناريو الذي أتبعوه في المسجد الإبراهيمي الشريف على المسجد الأقصى بتقسيمه نصفين بين العرب واليهود والتقسيم له شكلين مكاني وزماني بناء حوائط وعمل أبواب خاصة لليهود وأخرى للمسلمين، وتقسيم زماني أيام لليهود وأيام للعرب و في الحالتين المسجد سينتهك.. ليس هذا فقط بل نتحدث هنا عن خطوة تصعيدية إضافية تقدم عليها إسرائيل ضمن إستراتيجية السيطرة على مدينة القدس وتهويدها وتغيير كل معالمها العربية والإسلامية والمسيحية.. فإسرائيل تستهدف الرعاية الأردنية للمقدسات حتى تنفذ خططها التي يجري تطبيقها على الأرض. وحول طبيعة الدور الأردني في المسجد الأقصى، قال إن الرعاية الأردنية للأقصى قديمة تعود لعهد الشريف حسين المدفون في القدس والتي استمرت حتى في وجود الاحتلال البريطاني مرورا بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وتم التأكيد على هذا الدور في معاهدة السلام مع إسرائيل، مشيرا إلى أن الرعاية خدمية وليست سيادة بالمعنى القانوني فإسرائيل هي من تتحكم في من يدخل ويخرج من المسجد الأقصى. وأشار رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث، ومدير المسجد الأقصى السابق د. ناجح بكيرات، إلى أن الوصاية الأردنية على المسجد الأقصى ممتدة منذ عام 1924 وحتى اليوم وتعتبر دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس، وصاحب الحق الحصري في إدارتها ورعايتها وإعمارها وتدبير كل شؤونها، وذلك بموجب القانون الدولي. وأوضح أنه من المستحيل في الوقت الحالي أن تسحب إسرائيل الوصاية من الأردن لعدة اعتبارات من أهمها انه لا يمكن أن تضحي باتفاقية "وادي عربة" ولا حدودها الآن ولكنها تدفع الصراع نحو مرحلة جديدة، ويجب أن تقف الدول العربية بجانب الأردن في معركتها مع إسرائيل التي لا يعنيها أبدا السلام ولكنها تسعى لتنفيذ هذه المخططات مستقبلا. وبعيدا عن الوضع الإداري سألت د.ناجح، حول حقيقة ما يحدث داخل المسجد الأقصى بصفته كان مسئولا عنه، فأجاب انه منذ بدء هذا العام وهناك حالة من الإرباك اليومي المتعمد في ساحة المسجد الأقصى وفي القدس حيث تريد إسرائيل تهويد القدس وهذا لا يتسنى لها إلا بتغيير الوجود العربي والإسلامي في المنطقة بأكملها.. وتحاول إسرائيل وضع العراقيل أمام المصلين حيث تمنع من هم دون الخمسين من الصلاة في الأقصى حتى من المقدسيين، مؤكدا تدخل إسرائيل في اختيار الخطباء للمسجد، وأنها قامت بمنع الشيخ عكرمة صبري خطيب الأقصى عدة مرات من دخول المسجد ومنعته هو شخصيا لأكثر من سنتين وحتى هذه اللحظة.. وفي المقابل هناك حملة شرسة من قبل الاحتلال لزيادة عدد اقتحامات المتطرفين اليهود ففي عام 2012 كان عددهم 6200 صهيوني وفي العام الماضي زاد العدد إلى عشرة آلاف متطرف، هذا فضلا عن اقتحامات الجيش وقمع المصليين وإرهابهم بالرصاص والقنابل. سرقة التاريخ وعن ذلك الشبح المخيف الملقب بالحفريات التي أصبحت تهدد المسجد الأقصى من كل جانب يقول د. ناجح، منذ النكسة في عام 1967 ونحن نشهد حرب أخطر من حرب الصواريخ وهي الحفريات وسرقة تاريخ مدينة القدس، حيث تم تحويل القصور الأموية إلى مقاعد للهيكل المزعوم وامتدت الحفريات أسفل المسجد الأقصى وإذا دخلتوا تلك الأنفاق ستشاهدون مجسات ومنصات تتحرك ويعرضون كل ما تم اكتشافه على أنها آثار يهودية وأنها دليل على عصر الهيكل. وتابع:"نحن أمام تطور خطير بعد تحول هذه الأماكن والأنفاق إلى مزارات سياحية طمست فيها كل المعالم الإسلامية وأولها المسجد الأقصى الذي يضعون بدلا منه صورة لهيكلهم المزعوم في دليل مزاراتهم السياحية.. نحن بحاجة لقرار فلسطيني موحد باتجاه القدس وقرار عربي وإسلامي موحد ويجب أن تحاكم إسرائيل على جرائمها.. لا يمكن أن نستمر في تقديم المبادرات وهي تريد أن تنقل السيادة عن الأقصى وتريد أن تهدمه لبناء هيكلها المزعوم". في حين تحدث النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي الشيخ طلب أبو عرار، حول حقيقة القوانين التي تخص المسجد الأقصى داخل الكنيست، قائلا إنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيها أعضاء اليمين المتطرف مشروعات قوانين تخص الأقصى فهم يريدون تقسيمه بين المسلمين واليهود كما فعلوا في الحرم الإبراهيمي. وأضاف أنهم أقروا قانونا آخر بزيادة عدد اليهود الذين يدخلونه كل يوم وكثير من محاولاتهم تبوء بالفشل بسبب تصديهم لهم .. وهو ما حدث مع قرار نقل الوصاية الأردنية الذي يهدفون من خلاله إلى فرض سيطرتهم الكاملة على الأقصى الشريف ولولا صمود أهلنا في القدس وخوفهم من الغضب العربي والإسلامي ما كانوا تراجعوا. وتابع:"لا تقتصر القوانين المشبوهة على الأقصى فقط بل أنهم أقروا قبل أيام قانون آخر لتقسيم عرب 48 ، حيث يريدون التفريق بين العرب المسلمين والمسيحيين من أجل أن يحصل المسيحيين على قوانين خاصة باعتبارهم طائفة منفصلة وهي سياسة تمييز عنصري هدفها تقسيم العرب كما اعتادت إسرائيل أن تقسم وتشتت كل شيء". أما السلطة الفلسطينية فقد استنكرت الخطوات التصعيدية الإسرائيلية، ووصفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.حنان عشراوي، الطلب الإسرائيلي بأنه إهانة واستفزاز صارخ لمشاعر المسلمين في كل العالم، وإستخدام إسرائيل للدين بإعتباره ذريعة لفرض الولاية على أماكن دينية ليست ملكها سيجر المنطقة بأكملها نحو مواجهات لا تحمد عقباها. وأوضحت أن مجموعة القوانين والاقتراحات التي يحاول الكنيست الإسرائيلي إقرارها هي محاولة لنقل المعركة إلى الأرض وتحويل الصراع إلى صراع ديني لفرض الفكر الصهيوني على العالم عامة وعلى الجانب الفلسطيني خاصة بإصرارها على تهويد فلسطين. متطرفون برخصة وتعليقا على القرار الإسرائيلي بزيادة عدد اليهود الذي يدخلون الأقصى يوميا يؤكد وزير الأوقاف السابق وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ يوسف سلامة، أنه قرارا باطلا وجائر لا نعترف به لأن المسجد الأقصى هو مسجد الإسلام بقرار رباني.. وعندما نتحدث عن المسجد الأقصى فنحن نتحدث عن أقدس المقدسات الإسلامية لأكثر من مليار مسلم فهي البقعة الوحيدة على وجه الأرض التي شهدت عقد مؤتمر قمة حضره كل الأنبياء من آدم إلى محمد عليه السلام.. وهي البقعة الوحيدة التي سنعبر منها عند انتهاء الكون "المكان القريب" الذي جاء في القرآن هو صخرة بيت المقدس بوابتنا إلى السماء. وقد سبق وقامت قوات الاحتلال بإجراءات لتجعل القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل ومحاولة فرض السيادة الإسرائيلية على الأقصى وقرارهم بعمل مكتب موازي لإدارة شئون الأقصى في القدسو كلها قرارات تتخذها سلطة غير شرعية ومحتلة. وأكد أن كل المحاولات الإسرائيلية لفرض أمر واقع جديد في المسجد الأقصى، هى محاولات فاشلة، مضيفا:" نحن في أمس الحاجة لأن تتعافى الأمة الإسلامية وتعود دائما قوية للحفاظ على الأقصى الذي هو ملك للأمة العربية والإسلامية". بينما حمل الشيخ عكرمة صبري خطيب وإمام المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس مسئولية ما يحدث لإسرائيل والعرب، حيث قال: "حينما فشلت الجماعات اليهودية في تحقيق أهدافها لجأت إلى الكنيست الإسرائيلي لتشريع قوانين تبيح لها تدنيس المسجد الأقصى وحين فشل الكنيست في اتخاذ أي قرار يخص الأقصى بدءوا في استفزاز المسلمين بالتصعيد وإثبات وجودهم بأن لهم أي حق في الأقصى هذه التصعيدات مرفوضة وأهدافها مفضوحة في فرض واقع جديد وقد فشلوا فشلا ذريعا خلال عام 2013 ويريدون خلال هذا العام أن يحققوا شيئا في الأقصى. وتابع:"الجماعات اليهودية كالسارق يحاول أن يسرق للمرة الأولى فيفشل، فيعيد الكرة مرات إلى أن ينال ما يريد ونحن ندين هذه الاعتداءات المتكررة ونحذر الحكومة الإسرائيلية اليمينية من المس بحرمة الأقصى لأنها من تحمي هذه الجماعات اليهودية". وأضاف:"في الوقت نفسه نحمل العرب والمسلمين المسئولية لأن الأقصى لا يعني الفلسطينيين وحدهم بل لجميع المسلمين في العالم.. والواجب على الدول العربية تكثيف حملاتها الدبلوماسية العربية والدولية للضغط على الاحتلال لمنعه من هذه الاستفزازات وواجبنا نحن في القدس كجماعات أن نتصدى لهم بإمكاناتنا المتاحة". أكذوبة الهيكل تعددت البحوث العربية والأجنبية التي تنفي وجود أي آثار لهيكل سليمان المزعوم وتكذب الإدعاءات اليهودية ومنها أبحاث لأساتذة آثار إسرائيليين مثل يسرائيل فنكلشتاين ورافاييل جرينبرج و مائير بن دوف، الذين اعترفوا بكذب الإدعاءات الإسرائيلية وأن الأنفاق والآثار الموجودة آثار إسلامية و أن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على أية شواهد تاريخية وأثرية تدل على وجود الهيكل، وقالوا عنها إنها مجرد خرافة ليس لها وجود وأن كتبة التوراة في القرن الثالث أضافوا قصصا خيالية لم تحدث قط. ومن أحدث الأبحاث العربية عن الهيكل البحث الذي قدمه مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحرى وسيناء د.عبد الرحيم ريحان، تحت عنوان " حقيقة الهيكل المزعوم" حول ما يحدث في المسجد الأقصى والذي أكد أن هناك مؤامرة ترصد لها الأموال الطائلة من منظمات وجماعات يهودية منذ عام 1967 وحتى الآن تهدف إلى هدم المسجد الأقصى. وأضاف د.عبد الرحيم، أن كل التنقيبات منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين وحتى اليوم فشلت في تقديم أدلة على وجود الهيكل المزعوم وبالتالي فلا وجود للهيكل، والمسجد الأقصى هو الحقيقة الدينية والأثرية والتاريخية التي أكدها الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند فتح القدس 15 ه ، 636م وأول ما فعله هو البحث عن مكان المسجد الأقصى والصخرة المقدسة واضعا نصب عينيه الرواية التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء وسأل الصحابة والأحبار وبطريرك القدس وكان المكان مطمورا بالأتربة التي تكاد تخفى معالمه فقام الخليفة عمر بن الخطاب بأول أعمال حفائر بالموقع نتج عنها أن المكان خالي تماماً من بقايا أي مباني سابقة أو أي شواهد أثرية تدل عليها رغم ما يزعمه اليهود، وأمر عمر بن الخطاب بإقامة مسجد موضع المسجد الأول وهى البقعة المباركة التي أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم إليها وصلى فيها إماماً بجميع الأنبياء، وأقام ظلة من الخشب فوق الصخرة المقدسة التي عرج منها للسموات العلى. أرقام وإحصائيات عن المسجد الأقصى هو ثاني مسجد وُضِعَ في الأرض وبناه الأنبياء بعد المسجد الحرام بأربعين عاما. المسجد الأقصى به سبعة مساجد هي الجامع القبلي والمصلى المرواني ومصلى الأقصى القديم ومسجد قبة الصخرة ومسجد البراق ومسجد المغاربة وجامع النساء. يحتوي الأقصى على 15 قبة و15 باب يستعمل منها 10 أبواب وتسيطر إسرائيل على باب المغاربة منذ نكسة 1967. والأبواب المفتوحة هي باب الأسباط ، وباب حطة ، وباب العتم ، وباب الغوانمة ، وباب المطهرة ، وباب القطانين ، وباب السلسلة ، وباب المغاربة ، وباب الحديد ، وباب الناظر . حائط البراق وهو الجزء الجنوبي الغربي من جدار المسجد ويبلغ طوله حوالي (50 متراً ) وارتفاعه حوالي (20 متراً ) وهو جزء من المسجد الأقصى ، ويعد من الأملاك الإسلامية ، ويطلق عليه اليهود الآن ( حائط المبكى ) حيث يزعمون بأنه الجزء المتبقي من الهيكل المزعوم . يوجد بالمسجد الأقصى العديد من الأسبلة لتوفير المياه و26 مصطبة اشتهرت بتقديم العلم فضلا عن المدارس الملحقة به. صدر 17 قرارا من الأممالمتحدة ومجلس الأمن يخص الوضع في مدينة القدس أعتبر جميعها القدسالشرقية جزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة في عام 1967 وتنطبق عليها اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 وأن جميع الإجراءات التشريعية العنصرية التي يقوم الكنيست الإسرائيلي بسنها باطلة وتنتهك جميع قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بشان القدسالمحتلة والمسجد الأقصى. بلغ عدد الحفريات أسفل المسجد الأقصى وفي محيطه 47 حفرية تسببت في انهيارات كثيرة في شوارع القدس.. وتستكمل إسرائيل بناء مدينة يهودية تزعم أنها مدينة الملك داوود أسفل المسجد الأقصى انتهت حتى الآن من بناء 55% منها، فضلا عن تنفيذ مخططات أخرى تقضي ببناء كنيس يهودي يربط بالأنفاق وتوسيع ساحة البراق وإقامة شبكة قطارات تصل بين شوارع القدس القديمة وحائط البراق. أتمت إسرائيل حتى الآن بناء 60 كنيس يهودي يحاصرون المسجد الأقصى. الحجر الذي صعد منه الرسول (ص) للسماء في المسجد الأقصى المصلين المسلمين في حاجز امني قبل دخول الاقصى يهود عند باب المغاربة المحتل منذ 67 المدينة اليهودية التي تبنيها اسرائيل اسفل الاقصى اسفل المسجد الأقصى المقدسيون جيش الدفاع عن الاقصى متطرفين يهود يؤدون صلواتهم اسفل الاقصى هيكل سليمان المزعوم