أنهى البرلمان العربي أمس الخميس الموافق 8 أكتوبر، فعاليات الجلسة الأولى لدور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الأول بمقر مجلس نواب الشعب التونسي، التي ترأسها معالي أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي. وسبقت الجلسة الأولى لدور الانعقاد الرابع جلسة مراسيمية حضرها معالي السيد محمد الناصر رئيس مجلس نواب الشعب التونسي والذي أكد في كلمته على الدور النوعي الذي يقوم به البرلمان العربي، في مسيرة العمل العربي المشترك، ودعم تونس قيادة وشعبا لهذا الدور وهو ما تجسد في احتضان تونس لفعاليات الجلسة الأولى لدور الانعقاد الرابع. ووجه الشكر إلى البرلمان العربي، ورئيسه على المساندة المستمرة لتونس في مسيرة الانتقال الديمقراطي وبناء مؤسسات الجمهورية الثانية ومحاربة الإرهاب ومحاولات مدبريه اليائسة لتعطيل هذه المسيرة. وصادق البرلمان العربي في الجلسة الأولى لدور الانعقاد الرابع على تقارير اللجان الأربع التي تضمنت على وجه الخصوص خططا تفصيلية لتنفيذ برامج هذه اللجان خلال دور الانعقاد الجاري، وصادق البرلمان العربي على البيان الختامي بشأن مستجدات الوضع الأمني الصادر عن الاجتماع الأول لدور الانعقاد الرابع للجنة الشئون الخارجية والسياسية والأمن القومي. وتضمن البيان ما يلي: القضية الفلسطينية: استمعت اللجنة إلى شرح مفصل حول آخر المستجدات والتطورات في القضية الفلسطينية، حيث جرت خلال الفترة من يونيو إلى أكتوبر 2015 م، أحداثا كثيرة وتطورات متلاحقة بشأن القضية الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بتصاعد الاعتداءات ضد المواطنين الفلسطينيين في مدنهم ومجتمعاتهم وقراهم ومزارعهم، خاصة في مدينة القدسالمحتلة من قبل سلطة الاحتلال الإسرائيلي وعصابات الصهيونية المتطرفة والمتعصبين اليهود خاصة استمرار اقتحام ساحات المسجد الأقصى والعمل على فرض المخطط الإسرائيلي بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى مما يفتح الأبواب على مصراعيها أمام تحويل الصراع إلى حرب دينية مدمرة. وإلى جانب ذلك الاستمرار في سياسة التوسع الاستيطاني في جميع مناطق الضفة الغربية خاصة في القدس والإجراءات العقابية الوحشية من جانب سلطة الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين متمثلة في تصاعد عمليات القتل وتدمير منازلهم وحرق مزارعهم وتشديد الإجراءات العقابية بحقهم وارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية، كما جرى في قرية دوحا قرب مدينة نابلس بحرق عائلة الدوابشة بكاملها بما فيها من أطفال إلى جانب استمرار حصار قطاع غزة وفرض القيود على حرية العمل برًا وبحرًا. أكد البرلمان العربي على ما جاء في بياناته السابقة ويجدد دعوته لكافة الفصائل والفعاليات الفلسطينية من أجل الإسراع بتنفيذ اتفاق المصالحة الذي وقعت عليه جميعها والالتزام به نصا وروحا وتمكين حكومة التوافق الوطني من القيام بدورها ومسئولياتها في كل مناطق السلطة الفلسطينية وإعادة توحيد مؤسساتها باعتبار ذلك العامل الأساسي في إنهاء الانقسام وتحقيق الاستقلال الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. يدعو البرلمان العربي كل الأنظمة والقوى والفعاليات على امتداد الوطن العربي إلى تحمل مسئولياتها في مساندة ومشاركة الشعب الفلسطيني في معركة الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية وتوفير كل متطلبات دعم صمود أهالي القدس ماديا وسياسيا وتنفيذ قرارات القمم العربية الخاصة بذلك، خاصة المساهمة في صندوق القدس الذي أقرت القمة العربية إنشائه لدعم صمود القدس وحمايتها. أن البرلمان العربي في الوقت الذي يعبر فيه عن تقديره لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بالموافقة على رفع علم دولة فلسطينالمحتلة فوق مؤسسات الأممالمتحدة فإنه يتطلع لأن يتحمل المجتمع الدولي مسئولياته الاخلاقية والقانونية لتطبيق المواثيق والقوانين الدولية وقررات الأممالمتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية ومساعدة الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيه وتجسيد السيادة والاستقلال لدولة فلسطين وعاصمتها القدس وتمكين الفلسطينيين من ممارسة حق تقرير المصير والعودة إلى وطنهم وفقا لقرارات الشرعية الدولية، خاصة قرار الأممالمتحدة رقم 194. يدعو البرلمان العربي البرلمانات الوطنية العربية إلى التحرك الأوسع عربيا وإقليميا ودوليا من أجل دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني في الحصول على الاعتراف بدولته والعمل على أن تتحمل الأممالمتحدة مسئوليتها في توفير الحماية الدولية حتى يتم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال لأراضي دولة فلسطينالمحتلة العضو المراقب بالأممالمتحدة. ليبيا: أكد البرلمان العربي على دعمه اللامشروط ووقوفه مع الشعب الليبي وخياراته المتمثلة في مجلس النواب والحكومة المنبثقة عنه ويدعم الحوار الليبي الذي تشرف عليه الاممالمتحدة في محطاته المختلفة إنطلاقا من غدامس إلى بروكسيل إلى روما إلى الجزائر والقاهرة والصخيرات وذلك للحفاظ على وحدة الشعب وأراضيه والمسار الديمقراطي الذي يتبناه وفي نفس الوقت يندد بكل العمليات الإرهابية مؤكدا دعمه للتصدي لكل أشكال العنف الهادفة إلى تدمير ليبيا وتخريبها ويحي الشعب الليبي في سعيه الدؤوب لبناء دولة قوية، كما يدعو جميع الأطراف لإستكمال ما تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى في الصخيرات، ويطالب بضرورة تفعيل قرارات الجامعة العربية بشأن رفع الحظر عن الجيش الليبي. العراق: يتابع البرلمان العربي بحرص واهتمام بالغين الأوضاع في العراق الشقيق ويدعم أمنه واستقراره وإذ يعلن وقوفه إلى جانب الشعب العراقي لتجاوز هذه المرحلة العصيبة في تاريخه فإنه: - يدين التفجيرات الأخيرة والأعمال الإرهابية التي استهدفت المدنيين والأبرياء العزل من المواطنين في مختلف المناطق والمدن والتي تسعى لإثارة الفتن وتمزيق نسيج الوحدة الوطنية. - يرحب بالإصلاحات التي تقوم بها الحكومة العراقية برئاسة الدكتور العبادي في إطار تحقيق الحكم الرشيد وإجراء الإصلاحات والتصدي للفساد وهيكلة الدولة والتي جاءت استجابةً للمطالب الشعبية في إنهاء المحاصصة ونبذ الطائفية والتعصب والتكفير. - يدعو إلى التعاون مع العراق ومساعدته من أجل تحرير أراضيه ومدنه من مرتزقة داعش الإرهابي وإعادة النازحين إلى بيوتهم وإنهاء معاناتهم وإعمار المدن التي تعرضت للإرهاب - يشدد على أهمية المضي بمشروع المصالحة الوطنية وتعزيز المشاركة وحماية السيادة والاستقلال وعدم التدخل في شئونه الداخلية وحصر السلاح في يد المؤسسات والأجهزة الحكومية. سوريا: يعبر البرلمان العربي عن قلقه البالغ من إتساع دائرة العنف وسفك الدماء في سوريا ويجدد إدانته الشديدة للجرائم التي تفتح الأبواب للإرهاب والنيل من تاريخ وحضارة سوريا والتي تزداد يوما بعد يوم ويؤكد البرلمان على قرارات جامعة الدول العربية واتفاق جنيف (1) والتأكيد على قرار مجلس الأمن رقم 2118 الصادر سنة 2013 والذي دعا جميع الأطراف للحوار، مجددا دعواته للحوار المسئول بين أطراف الصراع من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية ويحافظ على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا ومؤسسات ووقف القتل والتدمير في إطار دولة القانون والمؤسسات والتعددية السياسية والديمقراطية واحترام خيارات الشعب السوري ووقف التدخلات الأجنبية كل. يدعو البرلمان العربي كل الاطراف وخاصة العربية منها إلى دعم هذا التوجه حقنا للدماء ولوقف معاناة الشعب السوري الشقيق ويدعو البرلمان إلى احترام حقوق الإنسان بما في ذلك مساعدة النازحين الذين اضطروا إلى مغادرة سوريا نتيجة النزاع المسلح فيها وتأمين حقوقهم وفقًا للقانون الدولي الإنساني في كل الدول التي لجأ اليها هؤلاء إلى أن يعودوا إلى بيوتهم ووطنهم بعد إحلال السلام فيه. البحرين: يستنكر البرلمان العربي محاولات التدخل الإيراني في الشئون الداخلية لمملكة البحرين الشقيقة وتهديد أمنها واستقرارها ويؤكد حقها المشروع في التصدي لكل هذه المحاولات عبرالأطر القانونية والسياسية في إطار القوانين والأعراف الدولية حفاظًا على النسيج الاجتماعي الذي تعيشه البلاد من تعايش وتجانس للطوائف بما يحفظ سيادتها وأمنها القومي. السودان: يتابع البرلمان عن كثب المجهودات الجادة التي يقوم بها السودان من إصلاحات سياسية من خلال الإعداد والدعوة إلى مؤتمر الحوار الوطني السوداني سوداني بين كل القوى السياسية والمكونات الاجتماعية والذي يقوم على اشراك الجميع دون اقصاء ويضم كل الأحزاب والتنظيمات السياسية بما فيها حاملي السلاح الذين منحوا ضمانات لمشاركتهم في مؤتمر الحوار، وإذ يؤكد دعمه ومساندته للسودان في هذه الخطوات يتطلع لأن تفضي مخرجات هذا الحوار إلى نتائج ومخرجات عملية تنهي حالة عدم الاستقرار في بعض مدن السودان بما يؤدي إلى استتباب الأمن والسلام والتنمية وتعزيز التعايش السلمي بين كل مكونات المجتمع السوداني والاحتكام إلى الشعب في التداول السلمي للسلطة. الصومال: يدعو البرلمان العربي إلى تفعيل المؤسسات الدستورية في الصومال الشقيق وتطوير موارده الطبيعية وبسط مفاهيم الديمقراطية والعدل والمساواة لكافة شرائحه تمكينا له من بسط الأمن والاستقرار وسيطرة حكومته على سياساتها التي تفضي إلى سياسات تعليمية تحافظ على الهوية الثقافية العربية. . يؤكد ضرورة دعم بناء الجيش الوطني الصومالي لبسط الأمن والاستقرار وسيطرة حكومته على سيادتها ووضع سقف زمني للقوات الأفريقية الموجودة حاليًا في الأراضي الصومالية، كما يرفض إلقاء المواد السامة في السواحل الصومالية ويستنكر الصيد غير المشروع في المياه الإقليمية الصومالية. اليمن: يتابع البرلمان العربي باهتمام شديد الوضع في اليمن الشقيق ويؤكد في هذ الصدد على ما سبق وأن أصدره من البيانات المؤيدة للشرعية الدستورية المتمثلة في رئيس الجمهورية عبد ربه منصور مع الدعوة لاستئناف الحوار والعملية السياسية استنادًا إلى المبادرة الخليجية ولمخرجات مؤتمر الحوار الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي ومن ضمنها القرار2216. . يرفض البرلمان العربي التدخلات الخارجية في شئون اليمن الداخلية ويحث الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية إلى تقديم المساعدات الضرورية للشعب اليمني ويدعم كل الجهود الرامية إلى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء ويؤكد مجددًا على الإلتزام الكامل بثوابت الوحدة اليمنية والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه ومساعدته على بلوغ التنمية الشاملة من خلال تمكينه من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والنظام السياسي الذي يتفق عليه. جزر القمر يؤكد البرلمان العربي على وحدة شعب وأراضي جزر القمر وسيادتها الكاملة على جزيرة مايوتا وهويتها العربية، كما يدعم كل المجهودات التي تقوم بها جزر القمر من تحضير لإجراء انتخابات رئاسية مطلع العام القادم لبناء دولة قوية، ويدين كل أشكال الإرهاب المنظم الرامي إلى عرقلة تقدمها. الإمارات العربية المتحدة: يؤكد البرلمان العربي على نهج دولة الإمارات العربية المتحدة السلمي الحريص على اتباع الحوار وحسن الجوار، ومن هذا المنطلق يدعو الجمهورية الإيرانية للجلوس إلى طاولة الحوار حسمًا لقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ( طنب الكبرى – طنب الصغرى – أبو موسى )، أو قبول الإحتكام لمحكمة العدل الدولية إنصافًا لدولة الإمارات التي حرصت دائمًا على احترام الجوار مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.