سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد تصريحات أردوغان عن خسارة روسيا صداقة تركيا.. أنقرة لن تستطيع تحمل تكلفة فاتورة تحدي الدب الروسي.. بلاد الأناضول فقيرة من حيث احتياطي الغاز الطبيعي.. وموسكو وحلفاؤها هم المورد الأول
انتقدت تركياروسيا بشكل قوي بسبب العمليات الجوية الروسية في سوريا وانتهاك مقاتلاتها الحربية للمجال الجوي التركي على الحدود مع سوريا لأكثر من مرة، حتى أن رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان أكد مؤخرا في تصريحات له أنه إذا خسرت روسيا صداقة تركيا، فعند ذلك ستخسر الكثير. ولكن حتى مع هذه الانتقادات يرى الكثير من المتابعين للعلاقات التركية الروسية ومدى تشابكها وتقاطعها،أنه لن يمكن لتركيا أن تتلفظ لروسيا بعبارة "One Minute"، "دقيقة واحدة"، التي رددها أردوغان تسع مرات متتالية في 30 يناير 2009 عندما قاطع منسق جلسة عقدت على هامش منتدى "دافوس" الاقتصادي في سويسرا، ليرد على كلمة دافع فيها الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز عن الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، ثم انسحب من المؤتمر، وتحولت لاحقا هاتان الكلمتان إلى شعار مهرجان ضخم نظمه "التجمع التركي للسلام العالمي" بأحد ميادين اسطنبول، وهلل له العالم العربي وقتها. لن يستطيع أردوغان ترديد هذه العبارة لروسيا مثلما رددها لإسرائيل لأن تركيا مرتبطة تماما الارتباط بروسيا، وهناك علاقات حاسمة بين البلدين في كثير من المجالات، وخاصة في حلبتي العلاقات السياسية والاقتصادية، بل يمكن القول إن تركيا لن تستطيع تحمل تكلفة فاتورة تحدي روسيا لعدة أسباب. ويأتي على رأس هذه الأسباب أن تركيا بلد فقير من حيث احتياطي الغاز الطبيعي، وهو ما يدفعها لاستيراد الغاز لسد احتياجاتها، وأغلب وارداتها من الغاز من روسيا، حيث يغطي الغاز الروسي نسبة 43.5% من احتياجات تركيا من الغاز، وبذلك تأتي روسيا على قمة الدول التي تستورد منها تركيا الغاز الطبيعي، ثم تليها إيران، حليفة روسيا، التي تغطي 22.8% من احتياجات تركيا من الغاز، ثم أخيرا تأتي آذربيجان، الدولة المقربة من تركيا، لتغطي 14% فقط، حيث تمر تركيا كل عام بموسم شتاء قارص وتتكرر الأزمة بينها وبين روسيا حول تدفق كميات الغاز الطبيعي.