حمدي الجمل يبدو أن شتاء قارصا ينتظر مستقبل العلاقات التركية الروسية، بعد إسقاط طائراتها بصاروخ تركي، فرغم أن روسيا ترفض سياسية العقوبات الاقتصادية التي اتبعها الغرب وأمريكا معها منذ 8 أشهر بسبب ملف أوكرانيا وجزيرة القرم، فإن روسيا ربما تسخدم نفس الأسلوب مع تركيا، لأن البديل حرب عسكرية، ترفض روسيا أن تستنزاف قوتها خلالها. وبعد وقف روسيا تصدير نصف احتياجات اسطنبول من الغاز، وضرب قوافل داعش التي اتهمها الورس بتهريب بترول العراق وسوريا ليتم بيعه إلى تركيا بالمجان تقريبا، حيث لم يزد سعر البرميل على 5 دولارات، فإن شتاء تركيا قد يكون باردا جدا، ليس هذا فحسب بل إن الأمر قد يمتد ليصل إلى إيقاف تنفيذ مشروع "السيل التركي" الهادف لنقل الغاز الروسي إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا حيث من المتوقع أن تبلغ القدرة التمريرية نحو 63 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، ووقف هذا المشروع يمكن أن يقوض مساعي تركيا في التحول إلى مركز إقليمي لتوزيع الطاقة. يضاف إلى ذلك أن التبادل التجاري بين البلدين سيصبح على المحك، حيث إن قيمة التبادل التجاري للبضائع يتجاوز ال 30 مليار دولار سنويا، يضاف إليها استثمارات متبادلة متراكمة بأكثر من ملياري دولار وكان ينتظر أن يصل التبادل التجاري بين البلدين إلى 100 مليار دولار عام 2023، كما أن وقف مشروعات الطاقة النوية الأربعة التي تقيمها روسيا في تركيا بقدرة 1200 ميجا وات، ووقف الاستثمارات الروسية في تركيا، وحركة العبّارات بين البلدين، يمكن أن يكون مؤلما للأتراك ناهيك عن الدعوة لمقاطعة البضائع التركية، والسفر إليها، حيث بلغ عدد السياح الروس الذين قصدوا تركيا في عام 2014 نحو 4.38 مليون سائح، وذلك من أصل 42 مليون سائح، أدخلوا ما يقارب 36 مليار دولار إلى الاقتصاد التركي، ويأتي السياح الروس بالنسبة لتركيا في المرتبة الثانية بعد ألمانيا التي صدرت نحو 5.4 مليون سائح العام الماضي. وتعد تركيا خامس أكبر شريك تجاري لروسيا بحصة تبلغ 4.6% من إجمالي التجارة الخارجية الروسية، وذلك بحسب بيانات إدارة الجمارك الروسية للفترة ما بين يناير وسبتمبر من العام الحالي، وتأتي تركيا في هذا المركز بعد الصين، وألمانيا، وهولندا، وإيطاليا. مصائب أرودغان مكاسب مصرية.. على المستوى الاقتصادي، فإن المحاصيل الزراعية المصرية مرشحة بقوة لتصل إلى الأسواق الروسية بعد التسهيلات التي تقدمها وزارة التجارة والصناعة المصرية لسد العجز بالأسوق الروسية ويقدر حجم مبيعات مصر من الخضراوات والفاكهة بنحو 5 مليارات يورو إضافة إلى الجلود والملابس. كذلك يتوقع عودة السياح الروس إلى مصر بعد مقاطعة السياحة التركية، فقد يرتفع عدد السياح الروس لمصر من 3.5 مليون سائح قبل حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء إلى 7 ملايين تقريبًا، وهذا من شأنه أن يرفع إيرادات السياحة إلى 15 مليار دولار.