تشهد الساحة السياسية والانتخابية بالدائرة الأولى في محافظة مطروح، تنافسًا شديدًا بين المرشحين لخوض انتخابات مجلس النواب المقبلة. وتلعب التحالفات بين المرشحين دورًا مؤثرًا في السباق الانتخابي، والتي قد تحسمه لصالح 4 مرشحين لخوض جولة الإعادة. فيما تسببت هذه التحالفات في إرباك حسابات المرشحين وقبائلهم. وشهدت الدائرة تحالفين انتخابيين، كان أولهما الذي تم بين المرشح القادم من الدائرة الثانية، ابن مدينة الحمام، المهندس صالح سلطان، المنتمى لقبيلة سنقر لأولاد على الأبيض، مع الحاج عبد الله عبد اللطيف وشهرته عبد الله أبو المسمارية، المنتمى لقبيلة العشيبات أكبر قبائل أولاد على الأحمر، حيث أقيم سرادق ضخم بوسط مدينة مرسي مطروح، بحضور الآلاف من المؤيدين للمرشحين، وأعدت وليمة كبيرة لإطعامهم، وأعلن تحالف المرشحين بحضور عمد ومشايخ وعواقل قبيلتيهما. وعقد التحالف الثاني، في مدينة النجيلة - 70 كيلو متر غربي مرسي مطروح - بين مرشح قبيلة أولاد خروف لعلى الأبيض، سليمان فضل العميرى، الذي ينافس بقوة ومن أقرب المرشحين بالفوز بأحد المقعدين بالدائرة الأولى، والذي تحالف مع المرشح فوزي مصيبع أبو زريبه وشهرته مهدي العمدة، مرشح قبائل القطعان بالسلوم وبرانى، وخرج العميرى بمسيرة حاشدة من مرسي مطروح، والعمدة بمسيرة مماثلة من السلوم، وتقابلا في مدينة النجيلة على مأدبة غذاء لأكثر من 4 آلاف شخص. جدير بالذكر، أن قبائل أولاد على الأبيض تهيمن على مجريات الأمور السياسية في المحافظة، بما لها من كثافة عددية كبيرة وثقل سياسي واجتماعي، حيث تشمل أكثر من 35 قبيلة، وحصلت على 50% من المقاعد المخصصة للمحافظة في الانتخابات البرلمانية لمجلسي الشعب والشورى حسب نصوص الاتفاقية، بعد أن كانت تستحوذ على جميع المقاعد. وبالرغم من الاتفاقية القبلية التي التزم بها سكان الصحراء الغربية مدة تزيد على 45 عامًا، منذ أن تم إبرامها بين القبائل الخمس الكبرى في عهد الرئيس الراحل السادات في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وتم توثيقها وتفعيلها منذ ذلك الحين في كل الانتخابات البرلمانية، إلا أن المشهد الانتخابي ينذر بضياع هذه الاتفاقية لخروج الكثير عنها وترشح أكثر من شخص من القبيلة الواحدة ومنها القبيلة التي أصابها الدور.