سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انتهاك العورات داخل الإعلام المصري إلى أين؟.. غانم: الله جعلنا هداة ولسنا قضاة.. مختار: من يتتبع عورة أخيه المسلم يتتبع الله عورته.. وصلاح عيسى: على المتضرر اللجوء للقضاء
نهي الله تعالي عن الخوض في عورات المسلمين، وهو ما تجلي في القرآن الكريم وكان جزءا لا يتجزأ من تعاليم الدين الإسلامي السمحة التي وجهنا لها الرسول عليه الصلاة والسلام. ولكن في الوقت الحاضر أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، نافذة من نوافذ انتقاد هذا، والحديث حول ذاك، وما يزيد الطين بله قيام بعض المنابر الإعلامية على الإنترنت وعبر الإعلام المصري بالتفنن في الحديث عن ذلك، وتخصيص مساحات واسعة له بدعوي إثارة الانتباه وجذب "الترافيك" والمشاهدات، وهو الأمر الذي يحمل الكثير من الانتقادات لدور الإعلام من ذلك النوع. وفي ذلك السياق "البوابة نيوز" ألقت الضوء على تلك الظاهرة لتشخيص بعدها الاجتماعي والديني داخل مصر. متى تقبل رواية الإنسان؟ يؤكد الدكتور خالد السيد غانم، قسم الدعوة والتربية الإسلامية بالجامعة المصرية للثقافة الإسلامية (نور مبارك)، أن الإسلام يغلق الباب على كل من يعتدي على عرض الغير حتى بكلمة صادقة بعد أن ستره الله تعالى، فان كانت صادقه يعدها غيبة، أو كاذبة فيعدها بهتانا، يقول الرسول عليه السلام: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته، فالخوض بالحق غيبة، والخوض بالباطل افتراء وبهتان، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ النبي عليه الصلاة والسلام: " مَنْ أَشَاعَ عَلَى مُسْلِمٍ كَلِمَةً لِيُشِينَهُ بِهَا بِغَيْرِ حَقٍّ، شَانَهُ اللَّهُ فِي النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". وأضاف غانم، أن الإسلام يوضح الأثر البالغ والضرر الكبير فيمن يبحث وراء السلبيات، وينقب عن العورات ويبحث عن عيوب الغير وعن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم". ولفت غانم، إلى أن الخير دائما في الإنسانية، لكن المرء الذي يحب دينه ويعمل لوطنه لا ينظر إلى السلبيات إلا ليقوّمها، ولا يفتش عن العيوب إلا ليصلحها، ويكون مثالا للبناء وليس للتخريب، وأداة للنقد البناء لا معول هدم، فالله تعالي جعلنا هداة ولسنا قضاة وأشار إلى أنه ذكر المشتغلون بعلم الحديث، أن الحديث لا يقبل إلا إذا كان صحيح السند سليم المتن، وهكذا يمكن أن نقول في كل نقل أو كلام منقول عن الغير لا يقبل إلا إذا كان الكلام صادقا والناقل ثقة وأمينا، أما إذا سقط شرط من الشرطين رأينا الفرد والمجتمع يخوض في غمار الشائعات ويسبح في ركام المفتريات. ويضيف الشيخ عبد الفتاح مختار، أنه على الذين يخافون مقام ربهم الامتناع عن الخوض مع الخائضين في الحديث عن عورات المسلمين والمسلمات حتى وإن كان المسلم مخطئا، مشيرا إلى أن الله عز وجل حذر المسلمين من ذلك فقال تعالي في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إنّ بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم"، مستنكرا ما يعرضه وسائل الإعلام المختلفة عن أخبار ليس لها مصداقية الغرض منها انتهاك عورات وحرمات المسلمين ونجد ورائهم الكثير من المتحدثين والمعلقين الذين ممن يتناولون تلك الحرمات وهو مالا يرضي الله تعالي. وأضاف مختار أن الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر الحديث عن العورة وما تؤدي إليه حيث قال عليه الصلاة والسلام "يا مَعشرَ مَن أسلمَ بلِسانِهِ ولم يُفضِ الإيمانُ إلى قَلبِهِ، لاَ تؤذوا المسلِمينَ ولاَ تعيِّروهم ولاَ تتَّبعوا عَوراتِهِم، فإنَّهُ مَن يتبِّعُ عورةَ أخيهِ المسلمِ تَتبَّعَ اللَّهُ عورتَهُ، ومَن يتبِّعِ اللَّهُ عورتَهُ يفضَحْهُ ولَو في جَوفِ رَحلِهِ" أي أن الله تعالي يفضح من يتتبع عورة أخيه المسلم. إعلاميا: صلاح عيسى الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، يؤكد أن الصحافة الإلكترونية للأسف نجد أنها خارج نطاق الرقابة المهنية في العديد من الألوان الإخبارية أو التغطيات الخاصة مثل الفيديوهات التي تبرز جهل المواطن وغباءه المهني، وهو الأمر الذي يجعل أنه من الوارد أن ترتكب العديد من الجرائم المهنية التي تتصل بحريات المواطنين أو التي تعمل على إهانتهم وهنا يحق على المتضرر أن يلجأ للقضاء المصري الذي يتولي التحقيق في القضية. وأشار إلى أنه هناك حالة من الاهتمام لتغيير المناخ الإعلامي السلبي الذي تواجهه الصحافة والإعلام المصري وهو ما يتجلى في إصدار المشروع النهائي لقانون التشريعات الصحفية والإعلامية والذي تم الانتهاء من وضعه مؤخرا والذي تم وضع معايير معينة تعمل على إخضاع الصحف الإلكترونية لتنظيم قانوني مشابه للقانون الأساسي الخاص بالصحفيين ومن ثم محاسبة المواقع الإخبارية على ما ينشر بها وهو ما سيساعد على الضبط القانوني والمهني. ولفت عيسى إلى أن ما تنشره المواقع الإلكترونية قد يقلل من مصداقية تلك المنابر على حسب ما يعرض بها وبالتالي هو ما يؤثر على صناعة الصحافة داخل مصر ويؤدي لإحجام الكثير عنها في الوقت الذي نجد فيه أن البعض يحب التعرض لمثل تلك الرسائل الإعلامية الهابطة.