يقال إن رجلا ذهب ذات يوم إلي متجر لبيع الدجاج.. وبمجرد أن وطأت قدماه المتجر استقبله رجل بابتسامة عريضة أدخلت في قلبه السرور وسأله عما يرغب.. فأجاب الزبون أريد شراء دجاجة.. فقال له البائع أتريدها حية أم مذبوحة .. فقال لا .. مذبوحة فطالبه بالصعود للطابق الأعلي وهناك استقبله عامل بنفس الابتسامة وسأله هل تريدها مخلاة أم بالعظم .. فقال بل مخلاة فطالبه بالصعود للطابق الأعلي وهناك وجد نفس حفاوة الاستقبال وسأله البائع هل تريدها مجمدة أم طازجة... فقال لا بل طازجة فطالبه بالصعود للطابق الأعلي وهناك استقبله المدير بنفس حفاوة الاستقبال وقال له للأسف لايوجد دجاج اليوم.. لكن إيه رأيك في النظام ؟؟؟؟ هذا نصا ماحدث معي في سنترال المريوطية بالهرم حيث أعلنت الشركة المصرية للاتصالات عن طرح خطوط تليفونات جديدة وسارعت للتعاقد علي تليفون ضوئي وذلك قبل سبعة أشهر تقريبا وأخبرني الموظف وقتها بابتسامة عريضة أنه سيتم توصيل الخط لي في غضون أسبوع علي الأكثر فقمت بالتعاقد علي الفور والتفاؤل يملؤني خاصة أن الإجراءات تمت في سهولة ويسر شديدين وبعد أن خرجت .. مر أسبوع ثم شهر ثم ثلاثة أشهر ولم يصل الخط فعاودت زيارة السنترال مضطرا للسؤال عن سبب التأخير فلم أصل لجملة مفيدة وقيل لي سنخطرك حين نصل لمسلسل تعاقدك.. وظللت أربعة أشهر أخري من الانتظار إلي أن فوجئت بورود إشارة تطالبني بالتوجه للسنترال للتعاقد رسميا واضطررت لتأجيل كل التزماتي والتفرغ لقضاء هذه المهمة وبالفعل تعاقدت وحصلت علي رقم التليفون وقيل لي سيصل إليك عامل لتوصيل الخط خلال يومين وبالفعل بعد ثلاثة أيام وصل العامل المنتظر وقام بتوصيل السلك بمنتهي الإهمال دون التأكد من إحكام ربطه بالبوكس وقال إن الحرارة ستصل خلال يومين.. كان ذلك قبل عيد الأضحي المبارك بأسبوع تقريبا.. لكن جديدا لم يحدث علي الاطلاق وحتي كتابة هذه السطور مازال تليفوني جثة هامدة أو مجرد قطعة ديكور في منزلي وقبل أيام قمت بالاتصال بخدمة العملاء بالشركة المصرية للاتصالات فرد عليّ الموظف بمنتهي الأدب بعد سماع اسطوانة إجبارية تحذر المتصل من أن المكالمة قد تكون مسجلة.. ودار بيننا الحوار التالي.. السلام عليكم اسمي محمد كذا فقلت له السلام عليكم وأنا اسمي كذا .. ورقم تليفوني هو " 35946075 " الكائن في 38 شارع الهداية من المريوطية التابع لسنترال المريوطية .. وقلت له أن الحرارة لم تصلني رغم توصيل الخط منذ 20 يوما تقريبا أو يزيد.. فقال لي الأمر بسيط يافندم سأسجل شكواك وأرسلها وإذا لم يأت العامل لإصلاح الخط خلال يومين فعليك أن تتوجه للسنترال للبحث عنه واصطحابه معك لإصلاح العطل.. فقلت له ماذا تقول.. وما قيمة الاتصال بك إذن وما قيمة خدمة العملاء .. ولماذا تخصص الشركة مكاتب وموظفين وأجورا لهذا الغرض إذا كنتُ في النهاية سأضطر للتوجه إلي السنترال لحل مشكلتي بنفسي.. يالها من مأساة .. هذا المقال بالطبع ليس هدفه علي الإطلاق مجرد توصيل الحرارة لتليفوني... فقد تنازل التليفون الأرضي عن عرشه منذ فترة بعيدة لشركات المحمول وباتت الغالبية العظمي خاصة في القاهرة الكبري لا يعنيها كثيرا مثلما كان في السابق.. بدليل أني أتعايش بدون تليفون أرضي منذ سبعة أشهر تقريبا تاريخ تقدمي بطلب التعاقد ومازلت حتي الآن حيا أرزق والحمد لله.. وإنما الأساس والهدف من المقال هو كشف وجه من أوجه القصور الذي نعاني منه في مختلف مرافق الدولة .. فالسنترال ليس مهمته فقط مجرد تنفيذ إجراءات روتينية تبدأ وتنتهي بالتعاقد أو قصر الاهتمام علي شريحة معينة من العملاء محال أن تقطع عنهم الخدمة وحدهم .. بل يجب عليه الاهتمام بخدمة عملائه بشكل عام دون تفرقة أو توصية ومتابعتهم والتأكد دوريًا من أن الخدمة تصل إليهم بانتظام وتعمل بكفاءة تساوي الضريبة التي يتم تحصيلها علي الفاتورة مقابل خدمة العميل.. فالعامل المهمل الذي أوصل سلك التليفون لمنزلي لم يكلف نفسه مجرد التأكد من أن الحرارة وصلت بالفعل بعد توصيلها من السنترال وإنما نفذ مهمته التي يتقاضي أجره عنها بمنتهي الإهمال ورحل وبات عليك أنت كعميل أنت تلهث وراء سيادته لكي ينعم عليك ويأتي معك بالترضية طبعا.. لإصلاح العطل .. إنها مهزلة بكل المقاييس أن نظل في نفس الدائرة المغلقة من الإهمال وانعدام الضمير.. وبت الآن أخشي أن أتوجه إلي السيد مدير السنترال فيقول لي وابتسامة عريضه علي وجهه .. لاتوجد حرارة بس إيه رأيك في النظام.. إنني أهدي هذه الواقعة للسيد وزير الاتصالات والسيد رئيس الشركة المصرية للاتصالات.. وللحديث بقية. [email protected]