لا تنبع قيمة الجائزة التي تم منحها لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء البحريني، من كونها جائزة عالمية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التنمية المستدامة، ويخصصها الاتحاد الدولي للاتصالات لرؤساء الدول والحكومات المتميزين، فالجائزة تعد فضلًا عن مكانتها وقيمتها أهم دعاية وترويج للنظام العربي الحالي، الذي يمثل رئيس الوزراء البحريني أحد دعائمه الرئيسية، في الوقت الذي تحاول فيه العديد من القوى العالمية والإقليمية القضاء على هذا النظام العربي لا سيما بعد مرحلة ما يعرف بالربيع العربي، حيث كثرت المؤامرة على بعض الدول العربية بدافع طائفي وسياسي واستعماري لتمزيقها وخلق نظام واهن يساير الغرب ويسير في فلك إيران، أسوة بالنظام العراقي الذي تم وضعه في المنطقة لتمزيق العراق، ولا يسعى للانتصار للحضارة العربية التي هي القاعدة الأساسية التي تشكلت على أثرها الحضارة الإسلامية. الجائزة التي تم منحها لصاحب السمو الملكي رئيس مجلس الوزراء البحريني، في احتفال عالمي كبير حضره رؤساء الدول والحكومات وكبار الشخصيات من مختلف دول العالم، بمقر الأممالمتحدة بنيويورك، كأول رئيس حكومة عربي، باعتباره من القادة الذين يناصرون بقوة تكنولوجيا المعلومات لتحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة، جاءت لتمثل الضربة القاضية لأوهام الحالمين بتغير النظام العربي لمواكبة خططهم وأهدافهم الرامية إلى تمزيق المنطقة وتقسيم دولها والوقوف دون أي طموح أو تقدم عربي على مستوى المنطقة لصالح التفوق الإيراني الذي يتم الآن برعاية أمريكية. وكان المخطط قائمًا منذ أن بدأ الربيع العربي يزحف على دول المنطقة الخليجية تحديدًا، حيث كانت المؤامرة ظاهرة جدًا في البحرين والسعودية والكويت والإمارات، الدول التي لم تعرف أزمات أسوة بأزمات دول الربيع العربي مثل مصر أو تونس، وقد كانت البداية من البحرين، وكان شخص صاحب السمو الملكي هو المعني بالاحتجاجات الطائفية، فالرجل هو الأقدر دون غيره على قيادة البحرين بمفهوم المواطنة، فلا وجود للسنة أو الشيعة في نظامه، وهذا ما كان يجعل البحرين، ولا يزال، بمعزل عن مخاطر الاختراق، ولم يكن وقتها أمام الغرب وإيران، الذين تلاقت مصالحهم لإسقاط البحرين، سوى إسقاط رئيس الوزراء، لتدخل الطائفية من بعده، فصاحب السمو هو من عصم البحرين من الطائفية، كما كان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، صمام الأمان في العراق، فلم يلبث أن تمزق سريعا بعد سقوط نظامه. وبعد انكشاف المخطط والمؤامرة على البحرين، ودخول الحكومة في مرحلة الحوار الوطني وما تلاها من أحداث عملت على تعافي البحرين من المؤامرة الدنيئة التي كانت تستهدفها، يأتي اليوم الاعتراف الدولي والعالمي بأحقية رئيس الوزراء في منصبه الذي فوضه الشعب فيه، ولتؤكد الجائزة الدولية على سلامة الطريق الذي يسلكه محور الاعتدال العربي، ممثلا في مصر والسعودية والبحرين والإمارات والكويت. هذا التكريم لصاحب السمو المكلي، ليس تكريمًا له فقط، بل هو تكريم لنظام الحكم في المملكة، التي نجحت في تسيد جيرانها في مجال التكنولوجيا والاتصالات، وهو تكريم لكل الشعب البحريني الذي فوض قائده في إدارة شئون البلاد بكل حكمة وخبرة وحنكة سياسية، ثم هو أخيرًا تكريم لكل الشعب العربي بوصف صاحب السمو مواطن عربي ذو ثقافة عربية خالصة لم يكن يومًا إلا راعيًّا لمصالح أمته العربية. وأخيرًا فإن هذا التكريم لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، يؤكد بقوة سلامة النظام العربي الحالي، الذي بدأ ينهض من غفوته ويستشعر حجم المخاطر القادمة من الشرق والغرب، كما يشير في الوقت ذاته إلى فشل المؤامرة على المنطقة بقيادة أمريكاوإيران بعد أن اعترف العالم كله بمكانة النظام البحريني، الذي هو جزء أساسي من النظام العربي.