بفستان أبيض طويل، وبكلمات كاشفة، قادمة من سبعينيات القرن الماضى، جاءت شاكيرا إلى مبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة، متسلحة بدرس الموسيقى، وحلم الحرية، لتلقى حجرا على رؤوس الحاضرين، وهى تشدو برائعة مطرب الروك الأمريكى الأشهر جون لينون «تخيل» التى احتلت عام 2004 المركز الثالث بين أفضل 500 أغنية فى التاريخ. كلمات جون لينون، وغناء شاكيرا، فى حضور البابا فرنسيس الأول بابا الفاتيكان، وزعماء دول العالم، رسالة لا تخلو من معانٍ للقمة التى ينبغى أن تحسم العديد من الملفات المعلقة حول العالم، فقد جاءت شاكيرا لتلاحق الفقر والحدود والجوع، وهى تطرب الرؤساء، والملوك، والحكام، ورجال الدين.. وتحدثهم جميعا عن عالم بلا حدود، ولا سماوات، ولا أديان أو فقراء. وبعد كلمة للبابا فرنسيس، وقبل أخرى للباكستانية ملالا يوسف، عادت المطربة الكولومبية، وسفيرة النوايا الحسنة لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسيف»، لتذكر العالم بمأساة الطفل السورى «إيلان كردى» الذى غرق خلال محاولة أسرته الفرار إلى أوروبا، وهى تتحدث عن الحلم بسلام عالمى. وقبل أن تغنى، قالت شاكيرا: «نحن نعيش فى عالم فيه الكثير ممن ولدوا فقراء، وسيموتون فقراء، والأمر متروك لنا لكى نكون أول من نعمل على القضاء على الفقر، وتحقيق العدالة والمساواة للأكثر حرمانا على وجه الأرض»، وأضافت «أولادنا لهم الحق فى المساواة فى الفرص وفى النشأة، وفى أن يكونوا سعداء وأصحاء وآمنين». لكى تبدأ رحلة الموسيقى مع «تخيل» التى تقول كلماتها: «تخيل أنه ليس هناك جنة، إنه أمر سهل لو جربته، تخيل أنه ليس هناك جهنم تحتنا.. تخيل أن ما فوقنا ليس سوى السماء. تخيل لو أن كل الناس يعيشون من أجل اليوم.. تخيل أنه ليس هناك حدود، ولا بلدان.. ليس من الصعب أن تفعل ذلك.. لا شىء لتقتل أو تموت من أجله، ولا حتى أديان. تخيل أن كل الناس يعيشون فى سلام، بإمكانكم أن تقولوا إننى شخص حالم، ولكننى لست الوحيد، وآمل أن تنضموا إلينا يومًا ما، ليصبح العالم كله شخصا واحدا. تخيل أنه ليس هناك ملكيات.. أتساءل إن كنتم تستطيعون الحياة بلا طمع أو جوع، بأُخوّة فى الإنسانية، تخيل أن كل الناس يتقاسمون كل العالم.. ربما تقولون إننى شخص حالم، لكننى لست الوحيد، وأتمنى أن تنضموا جميعا إلينا فى يوم ما، لكى يعيش العالم كله كشخص واحد». قبلها بأيام، قالت شاكيرا، فى مؤتمر صحفى بنيويورك، إن الأطفال يجب ألا يدفعوا ثمن الحرب، إن صورة الطفل الصغير الذى قذفته الأمواج على الشاطئ مأساوية، ويجب ألا ننساها أو نتجاهلها، ويتعين أن تضفى طابعا إنسانيا على معاناة اللاجئين، لأن الأطفال يجب ألا يدفعوا ثمن الحرب، ولأننا جميعا نتحمل مسئولية لا يمكننا الفرار منها»، مشيرة إلى العنصرية الكامنة وراء الأزمة التى يواجهها اللاجئون. وبعد الموسيقى، جاء دور ملالا يوسف التى تحولت إلى أيقونة بعد تعرضها لهجوم فى 2012 من قبل حركة طالبان فى أثناء عودتها إلى منزلها، لتحرك مشاعر الحضور فى القمة. قالت الناشطة الباكستانية «إن العالم يحتاج إلى تغيير»، مذكرة بمعاناة ملايين الأطفال حول العالم، مشيرة إلى صور اللاجئين الذين لقوا مصرعهم فى البحر المتوسط والذين يواصلون الهروب من سوريا ودموع الآباء الذين اختطفت جماعة بوكو حرام فى نيجيريا بناتهم، وطالبت ملالا جميع الحكومات بالاتحاد لضمان حصول جميع الأطفال على حقهم فى التعليم. واختتمت بقولها إن «التعليم هو الأمل.. التعليم هو السلام».