هل كان عبدالناصر يضحك؟ قد ترى هذا السؤال غريبًا.. وقد يراه البعض متجاوزًا بعض الشىء.. لكنه سؤال عادى جدًا.. فعبد الناصر رغم عبقريته وتفرده ومعاركه ونضاله الوطني.. كان فى النهاية إنسانا عاديا مثلنا جميعا يبكى ويضحك.. يحب ويكره.. يغضب ويسامح.. صحيح أنه لم يكن ابن نكتة.. بل إنه لم يكن يتجاوب معها أو يضحك عليها بسهولة. وأعتقد أن الذين كتبوا عن عبدالناصر ساهموا فى ترسيخ هذه الصورة عنه.. فقد تعاملوا معه على أنه قديس.. وبطبيعة الحال فإن القديسين لا يضحكون.. وكان مذهلًا لى عندما عرفت أن سامى شرف مدير مكتب عبدالناصر لسنوات طويلة لم يكن يعرف لون عينى ناصر، لأنه كان لا يجرؤ على النظر إلى عينيه لما كانتا تحملان من قوة واقتحام ورهبة. لن يمنعنا هذا بالطبع من التفتيش فى أوراق جمال عبدالناصر ومذكرات الذين كتبوا عنه، فمن بين السطور الكثيرة تسربت خيوط يمكن أن ننسج منها شخصية عبدالناصر الضاحك.. الذى يصنع النكتة ويلقيها على من حوله.. بصرف النظر هل كان يضحك ناصر على نكتته أم أنه كان يلقيها والسلام. ■ بعد نجاح فيلم أبى فوق الشجرة قال عبدالناصر لسامى شرف: ماتروح يا سامى تشوفه، فقال له: ليه يا فندم؟ فرد عليه عبدالناصر: بيقولوا فيه 38 بوسة! ■ بعد مظاهرات 1968 التى خرج فيها الطلبة والعمال يرفضون سياسات عبدالناصر عُقد المؤتمر القومى العام للاتحاد الاشتراكي.. وخلاله تحدث الشيخ عاشور قائلاً: لقد تأخرت الأمة الإسلامية يوم أصبحت دولة كلامية، وحتى فى التطبيق الاشتراكي، لا نجد إلا الذين يتكلمون عن الاشتراكية، فقد حضرت المحاضرات عن الاشتراكية، ييجى المحاضر راكب عربية مرسيدس تمنها 7 آلاف جنيه وبعدين لابس خاتم يساوى ألفين جنيه، ويطلع من المحاضرة ياخد الشلة معاه يروح المطعم يتعشوا يدفع له سبعة تمانية جنيه، وهو فى المحاضرة لسه بيقول: اربطوا الحجر على بطنكم للجوع.. جوع إيه الله يخرب بيتك.. إنت خليت فيها جوع وإنت ما بتجوعش ليه.. هو الجوع مكتوب علىّ أنا.. هى الاشتراكية عليّ آه وعليك لأ. لم يكتف الشيخ عاشور بذلك.. بل طالب بمنع دخول النساء إلى مسجد «أبى العباس» بالمينى جيب.. ويبدو أنه أشار بيده إشارة أضحكت الموجودين، فطالبوه بالنزول من على المنصة! لم ينزعج جمال عبدالناصر من هذا الحديث.. بل علق عليه قائلاً: الشيخ عاشور أفادنا فى إنه رفه عننا شوية وسط هذا الاجتماع.. أما الكلام عن المينى جيب فهو غير مقبول.. لأن الكلام ده إذا إتقال فى مسجد أبوالعباس والناس ضحكت زى احنا ما ضحكنا النهارده تبقى العملية هزلية وليست عملية جدية. ■ فى اجتماع لمجلس الوزراء وكان وقتها ثروت عكاشة وزيرًا للثقافة.. قال له عبدالناصر: ريحهم يا ثروت وأوقف ثورة الزنج.. أنا جالى صداع بسبب تقارير الداخلية والاتحاد الاشتراكي.. واطمئن يا ثروت احنا قضينا على «الزنج».. ضحك الموجودون جميعا لأنهم فهموا إشارة عبدالناصر إلى أنه أعطى السادات إجازة ليستريح خلالها فى بيته. ■ كان عبدالناصر فى موسكو يجلس مع خروشوف عندما حان وقت صلاة الجمعة.. ولأن جمال أراد أن ينهى الجلسة حتى لا تفوته الصلاة.. فإن خروشوف احتراما لشعور الضيف الديني.. أوصى مدير المخابرات فى الاتصال تليفونيا بإمام مسجد موسكو ليؤجل صلاة الجمعة ساعتين فقط حتى لا تضيع فرصة الصلاة على جمال عبدالناصر ومن معه. سمع عبدالناصر ذلك فانفجر فى الضحك وقال لخروشوف: إن خصومنا سيقولون إن الروس أقنعوا عبدالناصر بأن يكفر.. فرد عليه خروشوف بذعر: إذن قم يا صاحب السعادة ولا تجلب لنفسك ولنا المشاكل. ■■■ الواقعة هذه المرة حقيقية.. فقد اعتاد الكاتب والروائى عبدالحميد جودة السحار أن يمر على بائع صحف ينظر فى الصفحة الأولى ثم ينصرف وهو يقول لم يمت بعد.. استوقفه بائع الصحف مرة ليسأله عما يبحث فى الصفحة الأولى كل يوم.. فرد عليه السحار: بادور على خبر موت واحد يا سيدي، فرد البائع لكن الخبر ده تلاقيه فى صفحة الوفيات يا أستاذ.. فرد السحار ساخرًا : لا.. اللى العين عليه هينشروا خبر موته فى الصفحة الأولي. كان السحار يقصد جمال عبدالناصر، وقد انتشرت النكتة حتى إنها وصلت إلى الرئيس ضمن التقرير الذى كانت ترفعه إليه الأجهزة الأمنية عن النكت التى يرددها المصريون فى الشوارع والمقاهى كل يوم.. وأغلب الظن أن السحار لم يسلم من تنكيته القاسى على عبدالناصر. ■■■ مات جمال عبدالناصر مرة واحدة.. لكن أسباب ذلك كانت مختلفة. ففى التقرير الطبى الذى يسجل الحادث الحزين كتب أطباؤه: أثناء توديع سمو أمير الكويت بالمطار فى الساعة الثالثة والنصف مساء يوم 28/9/1970 الموافق 27 رجب 1390 هجرية، شعر سيادة الرئيس بدوخة مفاجئة مع عرق شديد وشعور بالهبوط وقد توجه سيادته بعد ذلك فورًا إلى منزله بمنشية البكرى حيث حضر على الفور الأطباء، ووجدوا عند سيادته أزمة قلبية شديدة نتيجة انسداد للشريان التاجى للقلب وقد أجريت لسيادته جميع الإسعافات المطلوبة اللازمة بما فى ذلك استعمال أجهزة تنظيم ضربات القلب ولكن مشيئة الله قد نفذت وتوفى إلى رحمة الله فى الساعة السادسة والربع أثناء إجراء هذه الإسعافات والتوقيع كان للدكاترة رفاعى محمد كامل، ومنصور فايز، وزكى الرملي، والصاوى حبيب، وطه عبدالعزيز. وفى رأى د. أنور المفتى أحد أطباء عبدالناصر أن الرئيس أصيب بمرض السكر فى فترة مبكرة من حياته دون أن يعرف، وأن المرض وصل إلى حالة خطيرة لدرجة إصابة عبدالناصر بالتهاب شريانى ينمو ويزداد فى الأعضاء كلها وسيؤثر ذلك على قواه العقلية. قال المفتى ذلك لأحد أصدقائه فقد حكى أن عبدالناصر وقع تحت ضغط عربى شديد وأن تصرفاته غير طبيعية نتيجة ذلك، وكانت تظهر عليه أعراض عصبية ونفسية تجعل تصرفاته غير منضبطة.. وخلص المفتى من ذلك إلى أن الحكام يجب أن يخضعوا لكشف طبى دورى للتأكد من صلابتهم الجسمانية والنفسية.. ومن بين ما يقال إن المفتي دفع ثمن ثرثرته، حيث قتلته الأجهزة الأمنية بالسم! وهناك من يرى أن عبدالناصر قتلته السجائر.. فقد كان يدخن 80 سيجارة فى اليوم، وقد علمه عبدالحكيم عامر هذه العادة عندما كانا ضابطين حديثى التخرج ويسكنان معا فى السكاكينى بمنطقة الظاهر، وكان فى البداية يدخن من علبة سجائر عبدالحكيم، ثم أصبح يشترى سجائره ومع ازدياد الأعباء تزايد عدد السجائر ولأنه كان يستمتع بالتدخين فلم تقتصر على نوع واحد، وفى بداية الثورة لاحظ الدبلوماسيون الأجانب أنه يفضل سجائر «كنت» الأمريكية.. وبعد حرب السويس تحول إلى سجائر «كرافن» الإنجليزية.. وقبل أن يقلع نهائيًا عن التدخين سنة 1968 كان قد تحول إلى السجائر المصرية، وفى تلك الفترة بدأ الملح يخفف من الطعام وبدأ الفحص الشامل يصبح عادة أسبوعية. أنصار نظرية المؤامرة ألقوا بمسئولية قتل عبدالناصر على شخص بعينه هو على العطفي.. وقبل أن تسأل من هو على العطفى أقول لك إن ناصر أصيب بجلطة فى ساقه اضطرته للسفر إلى «تسخا لطوبو» فى الاتحاد السوفيتى لإجراء جراحة عاجلة. وبعد عودته كانت معه توصية بإجراء جلسات علاج طبيعي، فقامت رئاسة الجمهورية بترشيح الدكتور على العطفى لهذه المهمة.. وكان على العطفى متزوجًا من سيدة إيطالية اشتهرت فى الأوساط الرياضية باسم «ولتيا» وكانت دائمة السفر إلى روما لزيارة أسرتها وهناك نجحت المخابرات الإسرائيلية فى تجنيدها والاتصال بها وتسليمها مرهمًا خاصا ليقوم زوجها باستخدامه فى تدليك ساق عبدالناصر، وقد تشربت المسام المرهم الممزوج بالسم فأدى ذلك إلى إصابة الرئيس بأزمة قلبية أنهت حياته. ■■■ كل هذه قد تكون أسبابا وجيهة فى كتابة كلمة النهاية لحياة عبدالناصر التى كانت مليئة بالقلق والتوتر والتجهم والمؤامرات.. لكن هناك سببا آخر قد يكون لعب دورًا فى التنكيد على عبدالناصر وتعكير صفو أيامه فقد كان يعتقد أنه قدم كل ما لديه للشعب المصري، وبدلًا من أن يقف الشعب المصرى إلى جواره ويسانده سخر منه وبدأ فى التنكيت عليه.. وهذا بعض ما حدث. ■ تخفى عبدالناصر كى يتفقد أحوال الناس فسمع موظفًا يقول لزميله إن راتبه ينتهى فى اليوم العاشر من الشهر وسأله زميله؟ وكيف تعيش باقى أيام الشهر؟ فقال له: أعيش على الستر، فأصدر جمال عبدالناصر قرارًا فى اليوم التالى بتأميم الستر. ■ عثر على تمثال فرعونى احتار علماء الآثار فى تحديد أصله فاقترح جمال عبدالناصر إرساله إلى المخابرات لكشف غموضه وبعد ساعات قالوا له: لقد تأكدنا أنه تمثال رمسيس الثاني، فسألهم كيف؟ فقالوا: اعترف بنفسه يا أفندم. ■ وفى الستينيات قابل فيل أرنبا على الحدود فسأله الأرنب: على فين؟ فرد الفيل: سأهرب من البلد، فقال الفأر، ليه؟ فرد الفيل: لأنهم يحبون الفئران، فقال الفأر: لكنك فيل مش فأر.. فرد الفيل ساخرًا: أيوه لكن إزاى أثبت لهم كده! يمكن أن تضحكك النكتة أو تمر عليها مرور الكرام.. لكنها كانت تصيب جمال عبدالناصر بالدوار.. كانت ترهق أعصابه.. كان كثيرًا ما يشعر أن الشعب المصرى ناكر للجميل.. والدليل أنه ورغم كل ما قدمه له من تضحيات لا يقابل ذلك بالشكر أو العرفان بالجميل.. سهام السخرية تصله حتى غرفة نومه. وقد يكون عبدالناصر علم مبكرا أن الشعب المصرى ينسج علاقته بالآلهة والقديسين وأولياء الله الصالحين والزعماء على مزاجه الخاص فهو يحبهم ويعشقهم ويمرغ وجهه على أعتابهم.. لكن لا يمنعه ذلك من أن يسخر منهم وينكت عليهم ويجعلهم فرجة لكل أهل الله.. ولذلك صبر على النكت التى كانت تصله.. لكنها كانت تغضبه بدليل أنه لم يكن يرددها فى جلساته، كان يقرأها ثم يطويها متحسرًا على ما يحدث. ■■■ لكن كيف كانت النكتة تصل إلى جمال عبدالناصر؟ مفتاح الإجابة هذه المرة عند صلاح نصر مدير المخابرات المصرية أيام ناصر.. فقد كانت من بين مهامه أنه كان يجمع النكت التى تتردد فى الشارع المصرى ويضعها فى تقارير دورية ثم يرفعها إلى الرئيس الذى كان يقرؤها بعناية شديدة.. ولم يكن صلاح نصر ينسى أن يضع فى التقرير النكت التى كان يصنعها رجال عبدالحكيم عامر وذلك أثناء الصراع الهائل الذى دار بين رئاسة الجمهورية والقوات المسلحة. كان كل من جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر يتصارعان على من تكون له السيطرة.. وفى الصراع استخدم كل منهما الأسلحة الممكنة وغير الممكنة وكانت النكتة سلاحا فتاكا فرغم أنه يفجر ضحكات لكن كانت له أنياب وأظافر يجرح بها ويترك آثارا لا يستطيع الزمن أن يمحوها.. لقد كان عبدالناصر منتشيًا بحب الشعب المصرى له وإقباله عليه.. فهو الشعب الذى هتف له ورفعه على أكتافه وخرج فى مظاهرات كى يطالبه بالبقاء.. فجاءت النكتة بهذا الشعب من قفاه ووضعته أمام عبدالناصر وقالت له إن الشعب يكرهك وينكت عليك ويسخر منك، ولولا أن عبدالناصر يعرف طبيعة الشعب المصرى ويقدرها لمات كمدا مما قيل عنه وتردد حوله.. لقد سخرت النكتة من ديكتاتورية عبدالناصر وتسلطه وجبروته. ■ التقى صديقان قال أحدهما للآخر: هل علمت أن فلانًا لا يستطيع خلع ضرسه من فمه فسأله صديقه: ولماذا لم يخلعه من فمه فرد عليه قائلا: هو حد يقدر يفتح بقه؟ ■ سألوا مصرى وسودانى وعراقى.. ما رأيك فى أكل اللحمة؟ فأجاب المصرى يعنى إيه لحمة، وأجاب السوداني، يعنى إيه أكل، وأجاب العراقي: يعنى إيه رأي! والنكتة واضحة فعبدالناصر الذى قال إنه حرر الناس من الاحتلال عاد واستعبدهم مرة أخري.. وعبد الناصر الذى وعد بأن يعوض المصريين عن أيام الاضطهاد والجوع حرمهم من أكل اللحمة للدرجة التى لا يعرفونها فيها من الأساس. ■■■ الغريب أن عبدالناصر كان يضحك فى الأوقات غير المناسبة.. والواقعة يرويها محمود الجيار سكرتير عبدالناصر فى مذكراته يقول: فوجئت بالرئيس عبدالناصر مساء 8 يونيو 67 يأمر بإعداد سيارته للذهاب إلى القيادة ونزل من غرفته وقد تحول إلى شخص آخر مختلف تماما شديد المرح منعم بالسعادة متشوق إلى المزاح.. وكنت أرتدى بوشرتا عسكريا وهو زى يشبه الأفرول فإذا به يمد يده إلى فتحة الزى ويسحب من تحته فانلتى إلى أعلى ويضحك. كانت حالة عبدالناصر بالنسبة للموجودين فى مقر قيادة الجيش مفاجأة.. لقد كان يبتسم ويتبادل معهم الضحكات والإفيهات، وكان السؤال الذى اقتحم الجميع وجعلهم فى حيرة من أمرهم: هل يمكن لإنسان فى مثل مسئوليته أن يبتسم فى مثل هذه الظروف.. لم يستوعب أحد ما كان يراه بعينيه، لكن هذا ما حدث فعلا.. قد تكون هذه محاولة من عبدالناصر لأن يقاوم الهزيمة بالضحك لكن ما فعله لم يكن مناسبا.. لأن الظرف نفسه لم يكن مناسبًا كذلك! ■■■ لقد اهتم الجميع بحالة عبدالناصر الصحية.. لكن أحدًا لم يهتم بحالته المزاجية.. وهذا موقف لابد أن يروي، فبعد وفاة عبدالناصر زار وفد مصرى الصين وعندما قابلوا شواين لاي.. سألهم لماذا مات جمال عبدالناصر! فؤجئ الوفد بالسؤال صدموا من المنطق الذى صيغت به كلماته.. فلا أحد فى مصر يسأل لماذا يموت الناس.. لم يرد أحد على السؤال الصدمة حتى يمر دون تورط منهم فى إجابة غير طبيعية، لكن شواين الذى كان رئيسًا لوزراء الصين كان مصرًا على توريطهم. قال لهم: متى ولد عبدالناصر؟ فأجابوا فى 15 يناير 1918. فسألهم ومتى مات؟ فقالوا: 28 سبتمبر 1970. فقال! إذن فقد عاش 52 سنة و8 أشهر و31 يوما.. ثم قال مندهشا؟ هل هذا يمكن؟ شعر أعضاء الوفد بالحيرة تتوالى عليهم فقالوا كما يقول المصريون فى هذه المواقف.. هذه مشيئة الله. فقال لهم: لاتحملوا الله مسئولية ما نفعل لا بد من سبب، لقد مات عبدالناصر شابا فى ال 52 سنة، سن صغيرة إننى الآن فى الثانية والسبعين ولا أزال أعمل وفى صحة جيدة، إننى لا أستطيع أن أتصور كيف مات وكانت تتوافر له أفضل العناية الطبية، كيف سمحتم له أن يموت. وأضاف شواين لاي أن عبدالناصر مات من الحزن والقهر.. مات كسير القلب.. أما الذنب فهو ذنب الاتحاد السوفيتي، فقد خدعه السوفيت ودفعوه إلى مأزق ثم تخلوا عنه وتركوا فؤاده يتحطم وينكسر! قال شواين لاى كل ما عنده بصراحة.. لكنه لم يقل ما فعله الشعب المصرى بعبدالناصر وقد يكون ذلك لسبب بسيط أنه لم يكن يعرفه.. فقد كان لنا دور كبير للغاية فى الحزن الذى كسا قلب عبدالناصر وكسره، قسونا عليه وحملناه أكثر من طاقته، حولنا أعماله إلى نكت نتندر بها وعليها وعليه.. ولم ننس أنه قدم كثيرًا من أجلنا.. وعلى ما يبدو أنه لم يكن يضحك فى وجوهنا لأنه كان يعتقد أننا لا نستحق حتى ضحكاته.. وأظن أن هذا صحيح!