على غرار ما فعله تنظيم «القاعدة» الإرهابى في أكثر من مكان، أكدت مصادر خاصة، أن فرع تنظيم «داعش» في ليبيا، ينوى إرسال عدد من عناصره إلى مصر عبر الصحراء الغربية، لاستهداف عدد من المنشآت السياحية، وإعلان إمارة وهمية تسمى «سيوة»، لتخفيف الضغط عن «أنصار بيت المقدس» الفرع الأساسى في سيناء، ولرفع الروح المعنوية لعناصره هناك، بعد حملة الجيش القوية «حق الشهيد»، التي أدت إلى الوصول إلى عدد كبير من القادة. وعبر طرق التهريب المعروفة في هذه المنطقة، التي كانت تستخدم منذ وقت ليس بالقصير للتهريب، وهى طرق وعرة جدًا، يستخدم فيها المهربون سيارات دفع رباعى، وتسمى ب«طرق الجمال»، نجحت التنظيمات الإرهابية في الدفع بعناصر كثيرة عبر حدود مصر الغربية. وفى المقابل استعان الجيش وحرس الحدود، بالمواطن صالح قاسم سيد، وهو من أهالي الواحات، ومتخصص في «قص الأثر»، واستطاع الرجل بسهولة ويسر، أن يكشف عن مكان أعضاء جماعة بيت المقدس الإرهابية، وتحديدا في منطقة الواحات القريبة من سيوة. ووفق ما أكدته ذات المصادر، فإن التنظيم عن طريق بعض العناصر الموالية له، كشف أن صالح قاسم هو من دل القوات على مكانهم، بعد أن لاحظوا أن سيارات للشرطة بدأت تحوم حول المكان، فاختطفوه من منزله واقتادوه إلى الواحات، وذبحوه قبل وصول المأمورية الأمنية، التي أطلقوا عليها الأعيرة النارية فور ظهورها، قبل أن ترد عليهم. المصادر أكدت أن تلك العناصر وعددها نحو 50 شخصا يركبون 4 سيارات دفع رباعى، جاءوا من واحة جغبوب الليبية، القريبة من الحدود المصرية، وتبعد عن واحة سيوة بنحو 125 كيلومترا، ويربطهما معبر «جغبوب» الذي أغلق منذ توتر العلاقات بين مصر وليبيا، في عهد الرئيس الراحل أنور السادات. قوات الشرطة أبلغت الجيش الذي وصلت طائراته بعد وقت ليس بالقصير، سمح للعناصر الإرهابية بالارتداد إلى الداخل الليبى مرة أخرى، لتقصف الطائرات عن طريق الخطأ السياح المكسيكيين، بالمنطقة المشار إليها والمحظور دخولها. وهذه المنطقة يتصارع عليها تنظيمان، أولهما المرابطون، وثانيهما بيت المقدس الإرهابى الذي يستغل طريق معبر جغبوب القريب من سيوة، لتهريب عناصره، وصار من الخطوط الرئيسية للتهريب، بعد أن كان يقتصر قبل ثورة يناير على بعض السلع، بغية التهرب الجمركي، إضافة إلى التبغ والمخدرات، ثم تحول إلى خط رئيسى لتجارة مختلف أنواع السلاح عقب اندلاع الثورة الليبية، ووجود فائض من السلاح في ليبيا. «بيت المقدس» الموالى ل«داعش»، يخطط لتنفيذ عمليات ليس في مصر فحسب، بل في مناطق متعددة، للرد على زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهرى، الذي أعلن عن إمارات وهمية، لتأكيد الوجود والقوة لتنظيمه الذي تراجعت شعبيته بين الجهاديين. ويحاول «داعش» نقل المعركة إلى مناطق جديدة، ومنها الواحات، ومطروح، وهى مناطق مرشحة بقوة للعمليات الإرهابية المسلحة، بعد أن فقد التنظيم أكثر من 70٪ من قدراته بسيناء. ولا يوجد تهديد لمصر حاليا أكبر من تهديد الجماعات الموجودة في البيئة الليبية الفاشلة، إذ أن بعض الدول تستخدمها، وتوفر لها ملاذًا آمنًا، وترفض دعم الجيش الليبى بالسلاح لمواجهتها، بل وتسهل انتقال المقاتلين إليها من العراق والشام، ومن الدول الأفريقية المجاورة عبر البحر، أو الطائرات، أو عبر الحدود البرية. وعلى سبيل المثال فإن هشام عشماوى، المقدم السابق بالجيش المصرى، ومؤسس كتيبة المرابطين الإرهابية، المتورطة في أكثر من عملية إرهابية بمصر، يقيم الآن في مدينة درنة، ويشرف على المجلس العسكري لكتيبة شهداء بو سليم، التابعة لتنظيم القاعدة، كما يوجد معه، عمر رفاعى سرور، المفتى الشرعى الآن للتنظيم بليبيا، وتوفد هذه الكتيبة مقاتلين إلى مصر. التهديد الأكبر لمصر، متمثل في غياب المعلومات المتكاملة عن العناصر المصرية الموجودة في مثل هذه الإمارات التي تتبع القاعدة، أو تنظيم «داعش»، أو جماعة الإخوان، والتي اهتمت بكامل تشكيلاتها بتدريب العناصر المصرية، من أجل استخدامها في حرب جبهات مفتوحة، أو حرب عصابات في ما بعد، ضد الجيش المصرى، وهذا ما يحدث منذ ثورة 25 يناير، حينما أوفد أيمن الظواهرى، عبدالباسط عزوز، لإنشاء أول معسكر تابع لتنظيمه بجوار بن غازى.