أسماه الانجليز "شزام" بعد عدة عمليات كان يقفز خلالها عليهم من الأشجار بعد إعداد كمائن لاستيقاف عرباتهم، فتفاجأ في إحدى المرات بقائد انجليزى يشير له قائلًا باللغة الانجليزية "انظروا شزام" ليصبح اسمًا له بعد ذلك. و"شزام" هو اسم أحد الأبطال الخارقين في الستينات مثل البطل الخرافى "سوبر مان"، كما أنه اسم لطائر اسطورى قوى الانقضاض وسريع التحرك كالاشباح على غرار العنقاء. كوماندوز قهر اسمه الحقيقي، محمد محمد خليفة الشهير ب "كوماندوز _ شيزام"، وهو أحد أهم أبطال حرب أكتوبر، والمحارب الفدائي الذي قهر الإنجليز بأعماله الفدائية وعبر قناة السويس في حرب أكتوبر. ويجسد "شزام" الإسماعيلية، الكثير من حكايات منطقة القنال عن مقاومة الاحتلال التي كان أبرز وجوهها، بل كان قائد مجموعات المقاومة بالمنطقة. وولد "شزام" في عام 1928 واشتهر بارتدائه خوذته وحلته العسكرية المزينة بالميداليات والأنواط العسكرية، وكان يتجول في الشوارع بدراجته البدائية حاملا مذياعا صغيرا يحيي به المارة ويحكي به قصة كفاح المدينة، كما كان حريصا على الحضور بمظهره اللافت في كل المناسبات العامة والرسمية ليصافح الضيوف الرسميين والشعبيين قاصدا تذكير الجميع بتاريخ المقاومة الوطنية. ويعتز "شزام" كثيرا بقلم من الذهب الخالص أهداه إليه أحد أمراء المملكة العربية السعودية في أعقاب حرب أكتوبر، حيث أهداه للرئيس الراحل أنور السادات ليستخدمه الأخير في توقيع معاهدة السلام. ويفتخر بأن جده لوالده هو محمد زهران أحد شهداء مذبحة دنشواي الشهيرة التي قام بها الإنجليز وأعدموا عشرات من شباب القرية. بدأت حكاية الفدائي "شزام" مع المقاومة الشعبية، عندما سمع صرخات سيدة تستغيث به في شارع السلطان حسين بالإسماعيلية لينقذها من ذئبين إنجليزيين كانا يحاولان الاعتداء عليها واغتصابها. وقف بطل المقاومة "شزام" يتابع الموقف عن بعد حتى صدمته كلمات السيدة التي قالت له "انت واقف بتتفرج"، في تلك اللحظة اسرع شزام نحو الجنديين وقام بخنقهما وكسر رقبتهما حتى لفظا انفاسهما الأخيرة ولاذا بالفرار ليكتب بداية اسطورة تاريخية بانضمامه إلى كتائب التحرير والعمل الفدائى. وشارك "شزام" في عمليات كثيره ضد الانجليز، حيث تشكلت مجموعات للمقاومة المنظمة بمنطقة القنال بمساعدة الضباط " سامى حافظ وكمال رفعت وسعد عفره وعمر لطفى وغيرهم"، وشارك في خطف مورا هاوس كما حاول اغتيال "اكسهام" قائد القوات البريطانية في المنطقة بقنبلة وضعها في "ساندوتش" وتفجير كوبرى سالا الشهير بعربة البرتقال وخطف الجنود الانجليز وهو الأمر الذي أدى بعد ذلك لمعركة الخامس والعشرين من يناير، كما شارك مع الفدائيين أثناء العدوان الثلاثى في بورسعيد حتى تحقق الجلاء. في عام 1953 و1954 كانت حرب فلسطين ما تزال دائرة والقوات المصرية تقاتل القوات الاسرائيلية هناك صدرت الأوامر للواء 26 حرس وطنى وهو نواة القوات الخاصة فيما بعد بالذهاب إلى فلسطين لتحرير عدد من المواقع التي تم الاستيلاء عليها، وكانت مواقع الحرب في غزة شديد وأبيد والكاشف وعاطف وشاكر و69 قد هوجم بعضها من قبل عصابات اليهود ونجحوا في اقتحام بيراتهم وقتلهم واسر عدد كبير منهم وعادت باثنين منهم إلى القيادة واعطيناهم درس لم ولن ينسوه ابدًا". ثم لم تلبث الأمور أن تتسم بالهدوء حتى حدثت النكسة في العام 1967، حينها خيم الحزن على المدينة ولم يجد بدًا سوى أن يرتدى بزته العسكريه من جديد ويذهب إلى المكتب الخاص بالعمليات العسكرية ليجد مسئوله يرتدى "بيجامة"، فذهب وسأل عن الضابط حسن، ووجده يرتدى بيجامة وقال له ما يحدث فرد في تغطرس لا تخافوا جيشنا يقوم بعمليات الهجوم والدفاع فضربته لأعلمه بأن هذه الطائرات ليست مصرية، وقال: "كسرت مخزن السلاح ووزعته على المقاومة الشعبية وبعض المجندين وخرجت لأقف على الضفة الغربية للقنال حتى امنع عبور اليهود إلى الضفة الغربية إن حاولوا واساعد العائدين من الجيش المصرى". أعلن الرئيس جمال عبدالناصر عن حرب الاستنزاف وكان "شزام" من الملبين وبدأ في مهمه اعاده ترتيب وتدريب وتكوين الجيش المصرى وطلب من شزام أن يساعدهم مما جعله دليلًا لقدرته على معرفة المنطقة وتدريبه العسكري وحصل على عدة دورات وفرق عسكرية. استطاع شزام العبور ثلاث مرات مع الفرق 33 و39 قتال للقيام بعمليات خلف خطوط العدو واسر عدة جنود اهمهم كان طيارًا رأى طائرته تتهاوى فقام بتتبعه إلى عمق سيناء واسره ولا يزال يحتفظ بمسدسه حتى الآن كما شارك في عملية نسف الموقع 6 انتقامًا لاستشاد عبدالمنعم رياض في أحد الأيام جلس في مركز المراقبه بمبنى الارشاد حين شاهد الجنود على الجبهة يقومون بإطلاق النار على شيء يشبه الكلب يسبح في القناة فقام بالركد اليهم وأمرهم بالتوقف وقام بإطلاق النار من رشاش نوع " كارلو بوستاف " وغطس إلى مياه القناة وخنقته وأخذه إلى مقر القيادة. وفى اليوم التالى جاء اليه أحد أفراد المقاومة الشعبية يرتعش ويقول، عم شزام انظر إلى القناة وحين نظر وجد باقات من نبات ورد النيل تقترب في تشكيل متواز فأمر بإطلاق النار وقتها جاء قائد المجموعة 33 قتال ويدعى ممدوح وتساءل لماذا تضرب وعندما شاهد المنظر فأطلق من مسدسه طلقه إشارة استجابت الجبهة لها بإطلاق النار على ورد النيل ليقتلوا ضفادع بشرية كانت تعبر تحته إلى هذه ضفتنا. كان العبور هو لحظة تتويج مسيرته، حيث كان المدنى الوحيد الذي عبر مع القوات المسلحة في أكتوبر 1973 وأسر 3 جنود دفعة واحدة، حيث قام بتكتيفهم وربطهم إليه بحبل وأجبرهم على العوم أمامه في القنال حتى مقر القيادة وتسليمهم. كما قام بعملية أخرى وهى نسف موقع الفردان، حيث كانت تبة حصينة وصدرت الأوامر بالعبور حاملين جراكن وقاموا بافراغها في هويات الموقع وما أن عادوا حتىى انطلقت القاذفات تحرق الموقع بمن فيه. وشارك شزام في اقتحام جبل المر الذي يسمى الآن بجبل الفاتح بعد معاناة في فتح الجبل والاستيلاء على نقطته الحصينة، حيث كان الجبل يذيق مدينة السويس الويل أثناء فترة الاحتلال وتوجه مع القائد محمد الفاتح وحاصروا الجبل ولم يكن لدينا الكثير من الأسلحة وفوجئوا ب"رتل" من الدبابات يتحرك تجاههم فقام أحد الضباط المتواجدين بضرب طلقه ار بى جى على الدبابة لكنه أصابه الرمال مما احدث ستارًا دخانيًا ثم قام بقذف أول دبابة في السرب بطلقه صاروخية اصابتها فانفجرت في دبابتين أخريين ليخرج الجميع يسلم نفسه وتمكنوا هم من اقتحام الجبل واسر من فيه والسيطرة على الموقع ولذلك قام الناس بإطلاق لقب كوماندوز عليه نسبة لاشتراكه في تلك العمليات. وعلى الرغم من كل تلك البطولات إلا إن شزام أو كوماندوز لم يوف حقه من التكريم، فالشخص الذي اهداه "عبدالناصر" شقه تنازل عنها لاحد الجنود واسرته ليتمكن من اعالتهم واهداه "السادات" سياره وحصل على العديد من الانواط والنياشين يعيش في منزل صغير داخل محافظة الاسماعيليه، ويشعر بالاهانه من تجاهله وتجاهل تاريخ المحافظه العظيم، رغم أنه يعتز بحصوله على وسام نجمه سيناء ووسام صقر قريش الذي يعتبر من ارفع الاوسمه. وكانت علاقه كوماندوز بالرئيس السادات مميزة، حيث كان صديقه ويعتبره الفدائى الشخصى له نظرًا لتطوعه للعمل الوطنى دون مقابل، وفى أحد أعياد ميلاد الرئيس السادات قبيل توقيع اتفاقيه السلام قام كوماندوز باخذ قلم لديه من الذهب الخالص "كان قد اهداه اليه الأمير نواف" من السعوديه، وحلف على الرئيس أن يقوم بتوقيع اتفاقيه السلام القائمة على الحق والعدل وليست القائمة على شقاء وتعاسة الآخرين، وقتها بحسب رواية الفدائى فرح الرئيس السادات وقال له نعم وكأنه كان ينتظر تلك الكلمات منه ليثبت قدمه لخطوته القادمة. وكان من اعظم إنجازات "شزام" أن يرى ولده يشارك في الثورة المصرية في 25 يناير و30 يونيو ويقود التظاهرات مع زملائه ليتسلم جيل جديد راية الحق والنضال من جيل أفنى عمره في حب وخدمه الوطن وأضاع أحلامه وآماله السفهاء والفاسدون.