القارئ: م. ك - لبنان أحببت فتاة بجنون، وهي أيضا أحبتني، وكنت على استعداد للتضحية بكل شيئ لأجلها، ولرغبتي الشديدة في الارتباط بها. صارحت والدي للتقدم لخطبتها إلا أن رده كان أني مازلت صغيرًا كوني لم أتخرج من الجامعة بعد، وفي ذات الوقت كان أهلها يتساءلون متى سأتقدم لخطبتها، وهو ما حدث بالفعل بعد مرور عامين، حيث تخرجت من الجامعة، وذهبت مع أهلي لخطبتها. أصر والدي أثناء حديثهم مع أهل العروس على بيان أني مازلت صغيرًا، وأريد بناء مستقبلي بنفسي، وأبحث عن وظيفة، وهو ما أصاب أهل العروسة بخيبة أمل، كونهم يعلمون أن أبي يعمل في الخليج، وكانوا يأملون بمساعدته لي في مستلزمات الزواج. وبعد زيارة أهلي لأهلها، كان المتفق عليه، أن يرد أهل العروس الزيارة، وتحديد موعد الخطبة، لكنهم لم يأتوا أو يتصلوا، وهنا للأسف غضب أهلي كثيرًا، واتخذوا موقفًا بعدم إتمام أي شيئ، وظللت أنا وحبيبتي على خلاف، وفي هذه الأثناء سافرت للعمل في الخليج. وكانت هي دائمًا تحاول أن تفرق بيني وبين أهلي، وتخيرني بينها وبينهم، كما أنها حاولت التعرف على شخص آخر، وسامحتها، إلا أننا في كل مرة كنا نتخاصم ونتصالح، وبرغم حبنا كنا نعلم أن للحياة رأي آخر. ومن فترة قصيرة، قالت لي إنها لن تستطع التحدث معي بعد الآن، لأن هناك من تقدم لخطبتها، ولا أعرف لماذا أصابني إحساس بالبرود وقتها، ولم اهتم ظننا مني أنها خُدعة، ولكن منذ يومين فقط، رأيتها ترتدي فستان الخطبة، والدبلة في إصبعها، ولا أدري بما أحسست غير أني أختنق في كل ثانية ولا أستطيع التفكير في سواها... ما الحل؟؟؟ ريح قلبك – هدى زكي عزيزي صاحب الرسالة، أسعدتني حروف كلماتك التي جاءت إلينا مُعبقة بنسمات لبنان الجميلة، وذكرتني رسالتك بقول "محمود درويش"، لا أحد يتغير فجأة ولا أحد ينام ويستيقظ متحولًا من النقيض للنقيض! كل ما في الأمر ! أننا في لحظة ما ! نغلق عين الحب ونفتح عين الواقع! فنرى بعين الواقع من حقائقهم ما لم نكن نراه بعين الحب! . ربما يا صديقي كان حبك وإخلاصك لحبيبتك قد أغلق عليك عين الواقع، فأصبحت لا تبصر إلا حبك لها فسامحتها على محاولتها التفريق بينك وبين أهلك، وسعيها للتعرف على آخرين، وأنت في كل هذا تتبع قلبك وليس عقلك، فلو أنها أحبتك، ما كانت مُساعدة أبيكَ في زواجك، ستشكل لها أي فارق، فقط لو أنها أحبتك، ما كانت أبدًا لترى سواكَ. وللتعليق على رسالتك، تقول الدكتورة نيبال جبارة، أستاذ علم النفس الاجتماعى، بجامعة عين شمس: "أنت شاب لازلت في بداية طريقك ومستقبلك يا عزيزي، وأنت بوفائك هذا جوهرة غالية، تتمنى أغلب الفتيات أن تضعها على رأسها، لذلك ستأتي ملكة ذات يوم، تشاركك حياتك، وليست عبده تُباع بالمال، فاحذر يا عزيزي هذه الفتاة، كانت تبحث عن المال فقط، ولا تحبك لذاتك، وكان أهلها يطمعون في مال أبيكَ بمنتهى البساطة، ولكن عندما كشفهم والدكَ حاولوا إبعادك عن أهلك، لذلك عليك التأني في الاختيار، والارتباط بفتاة تحبك فعلاً لذاتك، فتاة صلبة تثق بها، وتبنى معك مستقبلك. للراغبين في مراسلة "ريح قلبك" يمكنكم عرض مشكلاتكم وتلقي الردود عليها من قبل المختصين عن طريق التواصل على البريد الإلكتروني التالي: [email protected]