قال المحلل السياسي اليمني محمد الكاف، إنه منذ بدء الحرب في اليمن، تم تدمير أكثر من 60 موقعا أثريا في عهود مختلفة، بدء من العهود القديمة لحضارة سبأ وحمير أو الدول الإسلامية أو المساجد والقباب لإعلام وعلماء اليمن وتدمير القلاع التاريخية والمكتبات التراثية ودور العبادة من كنائس ومعابد الملل المختلفة جراء القصف الجوي أو التعدي البشري". وأكمل: "ونجد صور أخرى من التدمير والإفناء الأرضي الفردي، وهو ما يقوم به التكفيريون من الدواعش والوهابية من استهداف اضرحة الاولياء والصالحين وال البيت النبوي، كما حدث في تدمير قبة الإمام عمر بن على بن أبي بكر السقاف في مدينة الوهط بلحج، من نسف قبة الامام أحمد بن صالح بن الشيخ أبوبكر في الشحر وغيرهم كثير، كذلك تشويه وخرق تمثال الملكة فكتوريا الموجود بعدن منذ الحقبة الإنجليزية إبان القرن 18 وتدمير مسجد الحسين الأثري المصمم على الطراز الهندي المغولي بعدن والعائد للطائفة الشيعية الاثناعشرية (الخوجة) وغيرها". وتابع: "لست بصدد الحصر أو التعداد لهذه الجرائم البشعة في حق التراث الإنساني الذي هو ملك للبشرية جمعاء تحت دعوى أن هذه اوثان واصنام تعبد من دون الله فتجب ازالتها وتزال على يد هؤلاء الذين لا يعون قيمة الآثار والتراث الحضاري للبشرية والذين ليس لهم من تاريخ إلا تواريخ الصحاري وأعمال الأعراب من التعامل مع الشاة والبعير". وأضاف الكاف في تصريح ل''البوابة نيوز''، اليوم الإثنين، أن هناك صورة أخرى من هذه الجرائم في حق الآثار والموروث الحضاري لليمن كما حدث بعد خروج قوات أنصار الله الحوثي من عدن وتولي قوات التحالف وحلفائها على الأرض من جماعة الإخوان الإدارة المحلية في عدن فحصلت عمليات السطو على بعض المتاحف والمكتبات الاثرية والاستيلاء على مخطوطات نفيسة وتحف وأثاث تخص السلاطين وحكام عدن والملكة اليزبث الثانية ابان زيارتها لمحمية عدن في عام 1954 ونهبت وبيعت على الأرصفة والطرقات فيبيعها من لا يعلم قيمتها وقد يكون البيع لمثله. وتابع الكاف: "وكذلك ما تفعله القاعدة التكفيرية الوهابية في المكلا من تهديد قصر السلطان القعيطي ومكتبته النفيسة العامرة بالتدمير أن ما يحدث الآن في اليمن من جناية عظمى على التراث البشري والحضارات الإنسانية المتعاقبة عبر العصور والضاربة في عمق التاريخ العربي والإنساني تعد مسئولية حمايتها في الدرجة الأولى على كل العالم بمنظماته المختصة كمنظمة اليونسكو ودول التحالف وعلى رأسها العربية السعودية ومن ثم على من عينوا في السلطات المدنية سواء من قبل اللجان الشعبية أو حكومة الشرعية المنفية والحفاظ على هذا الموروث التاريخي والحضاري الضخم الذي ينذر لنا بزواله أن لم نحمه ضمن تلك الدوائر والمنظمات والتعاون الشعبي الواعي والمثقف".