الآن سكنت رياح الربيع العربي إلاقليلا عند الأشقاء في ليبيا واليمن. هدأت طبول التمرد وخلع الحكام وكما يقول المثل راحت السكرة وجاءت الفكرة حان وقت التفكير العقلي في البناء وترميم مادمرته هذه الثورات من تراث تمتلكه الإنسانية.. كلها بغض النظر عن الدولة الموجود فيها. فمثلا متحف الفن الاسلامي في مصر الذي دمره الارهاب تراث انساني ملك الانسانية جمعاء وليس مصر أو الأمة الاسلامية فقط وأيضا آثار الحضاره الفينيقية والاسلامية في سوريا وليبيا واليمن. طالت كل هذه الآثار النادرة يد الحرق والتخريب في أعقاب ما اصطلح علي تسميته بثورات الربيع العربي الأممالمتحدة بجلالة قدرها عينها بصيرة ويدها قصيرة في اعادة ترميم هذا التراث الانساني. الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقه رجل معروف بغيرته علي التراث الانساني الذي تضمه بلداننا العربية فذهب في نهاية عام2011 والتقي الأمين العام الأممالمتحدة بان كي مون وأبدي استعداده لأن تحتضن الشارقة المركز الاقليمي لمنظمه( ايكروم) في الشرق الأوسط ومنظمه ايكروم هذه لها تاريخ قديم معنا في مصر فقد قامت بنقل معبد فيله من أرض النوبة القديمة إلي موقعة الحالي بجوار خزان أسوان وذلك بعد شروع مصر في بناء السد العالي عام1957 الشيخ الدكتور سلطان القاسمي مصري الهوي لأنه خريج كليه الزراعة جامعه القاهره فهو يعشق تراب مصر ولا يعبر عن هذا العشق بالكلام المعسول ولكن بالفعل علي الأرض. فقد انفطر قلبه عندما شاهد علي شاشات التلفاز احتراق المجمع العلمي بشارع القصر العيني للأسف الذي حرقه مجموعة من الثوريين ؟؟ بادر الرجل بالتبرع لإعادة بناء المجمع وترميم كنوزه التي لا تقدر بثمن كما تبرع بمجموعه من المقتنيات الأثرية النادرة التي يمتلكها في مكتبته الخاصة للمجمع أشهرها النسخة الاصليه لكتاب وصف مصر عندما علم باحتراق النسخه التي كانت تملكها مصر بايدي من سمو انفسهم ثوريين. وعلي صعيد آخر أمر د. القاسمي بتخصيص10 أفدنة في قلب الشارقه لانشاء المقر الاقليمي لمنظمة ايكروم التابعة للأمم المتحده وتكون مهمتها حماية التراث الثقافي في الوطن العربي وتعزيز قدرات المؤسسات القائمه في كل دولة عربية علي اداره وصيانه هذا التراث من خلال دعمها ماليا وفنيا بتدريب كوادرها البشريه علي أحدث التقنيات العلميه لصيانته التقيت السيد زكي أصلان مدير المركز الاقليمي لمنظمة( ايكروم) بالشرق الأوسط فأكد لي ان الشيخ د. القاسمي مهموم بالتراث الذي بناه اجدادنا في مختلف بلداننا العربيه هذا الموروث الحضاري تتمني دولة مثل أمريكا أو استراليا أن يكون لديها البعض القليل منه ليضعه الامريكان والاستراليون فوق رءوسهم أن لم يكن في أعينهم ومن هنا جاء ت فكرة انشاء المقر الاقليمي لمنظمة( ايكروم) بالشارقة, ومن المنتظر أن يتم افتتاحه في14 ديسمبر المقبل لنحفظ موروث اجدادنا في كل البلاد العربية.