حقق الأسبوع الأول من عمر حملة مقاطعة اللحوم "بلاها لحمة" بالأقصر نسبة نجاح ملحوظة، حيث أتت الحملة ثمارها سريعا بعد أن شهدت بعض مناطق محافظة الأقصر انخفاضًا في الأسعار ووصل سعر كيلو اللحم إلى 70 جنيهًا بدلًا من 80 جنيهًا فيما يعد أولى علامات نجاح الحملة. وكانت الفكرة التي دشنتها مجموعات شبابية على مواقع التواصل الاجتماعي مطلع الأسبوع الماضي قد لاقت إعجابا كبيرا من المواطنين في مختلف أنحاء المحافظة وخاصة فئة الشباب الذين أيدوا الفكرة وامتنعوا عن شراء اللحوم منعا لاستغلال التجار والجزارين تضامنا مع الحملة في محاربة الغلاء ومواجهة الارتفاع الجنوني في أسعار اللحوم بعد أن وصل سعر الكيلو إلى 80 و90 جنيها في الأسواق. وبالتزامن مع توقعات بزيادة الإقبال على شراء اللحوم قبل عيد الأضحى خلال الأسابيع القادمة خاصة وأن هناك مواطنين لا يمكنهم الاستغناء عن شراء اللحوم خاصة في الأعياد رصدت "البوابة نيوز" آراء المواطنين والجزارين في مدى استمرار الحملة بعد انقضاء أسبوعها الأول بنجاح. بداية قال ممدوح الطاهر مسئول حملة "بلاها لحمة" بالأقصر: إن الفكرة انتشرت في أيام قليلة بعد تدشين الحملة بسبب ارتفاع أسعارها ووصولها إلى 80 جنيها كحد أدنى لسعر الكيلو الواحد في الأسواق بدلًا من 60 جنيها، خاصة مع اقتراب موسم عيد الأضحى، مضيفا "أنا ممكن أجيب اللحمة حتى لو كانت غالية، لكن في ناس غلابة ما تقدرش يبقي لازم نقف أيد واحدة" مشيرا إلى أن المشكلة تتمثل في طمع الجزارين ولكن هذا لا يمنع أن هناك بعض الجزارين استجابوا للحملة وخفضوا الأسعار ولكنهم لم يستمروا كثيرا بعد الضغط الذي مورس عليهم من قبل بقية الجزارين. وطرح الشباب أفكارهم الخاصة لحل الأزمة والضغط على الجزارين والمسئولين في المحافظة للحد من الارتفاع غير المبرر للحوم في الآونة الأخيرة كما طالب الشباب محافظ الأقصر محمد بدر أن يحذو حذو محافظ أسوان في التدخل ووضع تسعيرة جبرية للحوم في المحافظة والضغط على الجزارين لوضع تسعيرة مناسبة يستطيع معها الفقير أن يحصل عليها. واقترح بعض الشباب المشاركون في حملة المقاطعة التواصل مع القوات المسلحة لعمل شادر للحم تابع للجيش في بعض المناطق فيما طرح آخرون فكرة تفعيل الحملة عن طريق توعية الأهالي بمدى أهمية المقاطعة، من خلال نشر مجموعة من مدشنين الحملة بكافة القرى والنجوع وطبع أوراق دعاية لحملة المقاطعة لتصل إلى كل الناس. فيما قال عبد الناصر نجار مدرس أنه بعد ارتفاع كيلو اللحمة من 60 إلى 80جنيها، قرر عدم شراء اللحوم إلا كل شهرين أو ثلاث شهور مؤكدا أن سبب ارتفاع الأسعار يرجع إلى عدم وجود رقابة حقيقية على محال الجزارة والجزارين، ما تسبب في انصراف المواطنين خاصة من محدودي الدخل عن شرائها متهما المسئولين بالتقاعس عن عملهم في تلك الأزمة وخاصة جهاز حماية المستهلك. وأكدت فوزية السيد ربة منزل، أنها مقاطعة الجزارين وتشتري اللحوم من منافذ بيع الحكومة لأنها الأقل سعرا عن جزارين الأسواق والتي وصلت إلى 55 جنيها لسعر الكيلو مشيرة إلى أنها تشترى منها أكثر من كيلو خوفا من ارتفاع سعرها بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة. كما طالب المواطنين القائمون على الحملة بضرورة تعميم فكرتها على جميع المنتجات الغذائية وليست اللحمة فقط لمنع استغلال التجار وتوعية الناس بعدم الانسياق وراء رفع الأسعار وعدم القبول بها مهما كانت الأسباب. وفي المقابل أثارت حملة "بلاها لحمة" انزعاج عدد كبير من الجزارين خاصة بعد انتشارها الشديد في وسائل الإعلام مؤكدين "مفيش زباين واتخرب بيتنا بعد الحملة" لافتين إلى أن صعوبة حركة البيع والشراء للحوم قضت على المكاسب اليومية للجزارين وأنهم لا يجدوا ما يدفعوا به الإيجارات ورواتب العاملين خاصة وأن ضعف الإقبال أجبر بعض الجزارين على خفض أسعار اللحوم. وأشار الجزارون إلى أن سبب غلاء اللحمة هو ارتفاع أسعار جميع السلع بالأسواق وكذلك ارتفاع سعر الأبقار والجاموس عن كل عام واختلاف سعرها قبل الذبح وبعده الأمر الذي يضطر الجزار إلى رفع سعرها حتى يجد مكسبا في الكيلو الواحد مؤكدين إنه خلال فترة ارتفاع أسعار اللحوم كانت نسبة الإقبال متوسطة على غير المعتاد خاصةً في المناطق الريفية ومع المقاطعة انخفضت النسبة بشكل كبير ولو استمرت الحملة فقد يتسبب في خفض الأسعار أكثر من ذلك. كما أكد أحد الجزارين بإسنا أنه لم يغلي سحر اللحمة وأنه يبيعها بسعر 60 و70 جنيها وليس أكثر من ذلك وهناك كثير من المواطنين يقبلون على الشراء منه. فيما سلك سعيد منعم صاحب محل جزارة منحى آخر ناصحا زبائنه من أنصار حملة لمقاطعة شراء اللحوم بعمل إضراب لخفض الأسعار مشيرا إلى إنه يبيع كيلو اللحمة ب 70جنيها، وكيلو اللحمة الصافي ب80 جنيها ولكنه يؤيد فكرة تنظيم إضراب لرفض الوضع الحالي للضغط لخفض أسعار السلع المعروضة. وفي سياق متصل دعمت مديرية التموين بالأقصر حملة مقاطعة شراء اللحوم للحد من جشع الجزارين والتصدي لتلاعبهم بأسعار اللحوم وقال سيد الطاهر، وكيل مديرية التموين بالأقصر، أن المقاطعة هي الطريق الصحيح للحد من ارتفاع أسعارها وذلك لأن المديرية لا تستطيع تحديد تسعيرة للحوم لأنها سلعة حرة مناشدا المواطنين بمواصلة حملة المقاطعة لمواجهة "جشع" الجزارين مؤكدا أن الحملة ستلقى دعمًا من جانب المديرية عن طريق طرح كميات من اللحوم المستوردة بالأسواق بأسعار مناسبة وفي متناول يد المواطن محدود الدخل إلى جانب تفعيل دور الرقابة من التموين والطب البيطري على المجازر. من جانبه أعلن محمد بدر محافظ الأقصر عن وصول كميات طازجة من اللحوم السودانية إلى المحافظة خلال الأيام المقبلة عن طريق محجر سفاجا الصحي ليتم ذبحها داخل المجازر المصرية وتوزيعها على الجمعيات التعاونية ومنافذ المحافظة لبيع اللحوم بأسعار مخفضة بالتزامن مع ارتفاع أسعار اللحوم لافتا إلى أن هناك كميات أخرى من اللحوم السودانية ستصل قبيل عيد الأضحى للتخفيف على المواطنين حيث سيتم بيعها بأسعار 60 جنيها للكيلو. كما شهدت منافذ بيع اللحوم التابعة لمحافظة الأقصر والقوات المسلحة، إقبالا كبيرا من المواطنين حيث يبلغ سعر كيلو اللحمة 55 جنيها وهو أرخص سعر موجود بالأسواق للحوم المستورة والتي تباع طازجة وليست مجمدة.