تعيش إسرائيل هذه الأيام على فوهة بركان غضب، فبعد حادث حرق الرضيع الفلسطينى «على دوابشة» فى قرية دوما، والأمور تتجه للأسوأ، فبحسب تقارير الاستخبارات الإسرائيلية، فإن قنبلة موقوتة تُسمى «التطرف اليهودي» فى طريقها إلى الانفجار داخل الدولة العبرية، وهو ما تسبب فى قلق كبير لحكومة نتنياهو، وقلق أكبر بين قادة المستوطنات، على اعتبار أن جرائم المتطرفين اليهود تحدث غالبًا فى تلك المستوطنات، فبدأوا يشعرون بفقدان السيطرة على الأرض، وأن خلافا كبيرا سينشأ بينهم وبين اليمين العلمانى خلال الأيام المقبلة، الذى أعطاهم حقوقًا كبيرة، ولم يستطعُ مواجهة التطرف الذى نشأ على أراضيهم. كل ذلك جعل الإدارة الإسرائيلية تنشط خلال الأيام الأخيرة تجاه المتطرفين اليهود، وتوجه لبعض المذنبين أوامر باعتقالهم إداريا، مثل الذى يطبق ضد الفلسطينيين، واُعتقل على إثره نحو 400 فلسطيني، وقبل سنوات قليلة كان عددهم 3 آلاف فلسطيني. ولوحظ أن جميع المعتقلين ينتمون لثلاث مدارس للتطرف اليهودى فى إسرائيل، هم حركة كاخ للحاخام كهانا، نظرية الحاخام غنزبورغ وتأثيراتها المسيحانية المتطرفة، ومدرسة هار همور الدينية، وهذه المدارس تدعو المتدينين إلى الانغلاق أمام المجتمع الإسرائيلى العلمانى وتريد العودة للمملكة الصهيونية التى تحدث عنها الرب فى التوراة. أول المعتقلين هو «مئير إتينجر»، وبدأ تدينه مستندا إلى تعاليم الحاخام غنزبورغ، وطور نظريات الحاخام التى رأى أنها هادئة نوعًا ما، فى الوقت الذى كان فيه إيتنجر يسعى للتطرف، وبالفعل أنشأ هو وأصدقاؤه وثيقة كتب فيها البنية التحتية للجماعة، وقد عثر على هذه الوثيقة أثناء إحدى حملات الاعتقال للشاباك فى بيت إحدى الناشطات فى مارس الماضي. وأشارت التقارير إلى أن «إتينجر» مع رفاقه المُتطرفين هم من خططوا لقتل الطفل الرضيع، وأن الأمر لم يأتِ مُصادفة بإلقاء مولوتوف لحرق المنزل فقط، فهو ورفاقه يحملون أيديولوجية لقتل العرب وخاصة الرضع، لأن حسب تعاليم التوراة قتل الرضيع يعتبر قربانًا للرب. أما ثانى المعتقلين هو «أفيتار سالونيم» وعمره 20 عامًا، يعيش فى منطقة الخليل، وهو الذراع اليمنى لإتينجر، وكان لدى «الشباك» معلومات حول تورطه فى إحراق مبنى فى قرية كفر الديرات فى جبل الخليل، ونجت العائلة من الحريق فى اللحظات الأخيرة، ولم يتم اعتقاله، لأنه حسب التحقيقات لم تكن هناك أدلة كافية لتورطه. ثالث المعتقلين هو «مردخاى ماير»، يسكن فى «معاليه أدوميم»، ورغم أن عمره 18 عاما، إلا أن تاريخه ممتلئ بالجرائم التى ارتكبها ضد الفلسطينيين، فكان مُشتبها به أن يكون ضمن المجموعة التى أحرقت كنيسة الخبز والسمك، وكذلك كنيسة دورمى تسيون فى القدس، وصدر ضده أمر اعتقال لمدة ستة أشهر. أما رابع المعتقلين، ويعتبر الزعيم الإيديولوجى للتنظيم هو موشيه أورباخ، وعمره 24 عامًا، وهو من أهم نشطاء البؤر الاستيطانية، وكتب وثيقة العمل فى المُنظمة بمُشاركة إتينجر.