كشفت تحريات الأمن العام الإسرائيلي، «شاباك»، أن اليمينى المتطرف «مئير اتينجر»، الذى قبض عليه لاتهامه بقتل الرضيع الفلسطيني حرقا، شكل منذ سنوات تنظيما دينيا متطرفا، على طريقة الجماعات الجهادية، يناهض قوانين الدولة العبرية الوضعية، ويعتبرها «باطلة»، لأنها، من وجهة نظره، تخالف تعاليم التوراة. وورث «اتينجر» تطرفه من جده «مائير كهانا»، الحاخام الإسرائيلى الذى أسس حركة «كاخ» المتطرفة، والذى عرف بكراهيته الشديدة للعرب، وكان الشاباك قد طلب اعتقال «اتينجر»، العام الماضي، بعد أن جمع عنه معلومات خطيرة، إلا أن النيابة العامة رفضت، ومنعته فقط من دخول القدس والضفة الغربية، وهو ما قد يشير إلى أن التحقيقات التى تجرى معه حاليًا، لن تكون جدية. وبعد إلقاء القبض عليه، كتب «اتينجر» مقالًا نشره على صفحته فى موقع «الصوت اليهودي»، وقال فيه إنه يقترح على «الشاباك» أن يبحث عن آخرين يتهمهم بتهم زائفة، لتبييض وجوههم أمام العالم، ويظهر من المقال مدى تطرفه وتمسكه بتعاليم التوراة وعدم الاعتراف بقوانين الدولة، التى وصفها بأنها باطلة، وذلك على طريقة الأصوليين الإسلاميين، الذين يرون أن القوانين الوضعية «تعبير عن الطاغوت»، وفتح المتطرف الإسرائيلى النار على الحاخامات، مشيرًا إلى أنهم «يخافون من قول كلمة الله بشكل واضح»، ثم كشف عن تطرفه تجاه المسيحيين، مؤكدا أنه سيظل يحارب «الوثنية» المتمثلة فى الكنائس والأديرة. ويعود إلقاء القبض على «اتينجر»، إلى تقرير أمنى كتبه الجيش الإسرائيلي، رأى فيه أن أى عملية انتقامية من جانب الفلسطينيين ستكون منفردة وستقتصر تنفيذ عمليات طعن أو دهس أو اغتيال، لكن إذا حدث هجوم جديد على الفسطينيين، وأدى إلى مقتل أحدهم، من دون اعتقال القتلة خلال أيام من الحادث، وإذا لم تثبت إسرائيل أنها تبذل جهودا مكثفة فى هذا الشأن، فإن فرص الانفجار ستكون كبيرة، وربما يتطور الوضع إلى انتفاضة جديدة.