في درجة حرارة مرتفعة، تخوص المرأة في كفر الشيخ رحلة عمل شاقة يوميا للبحث عن لقمة عيش كريمة لها ولأولادها، وبينما يخرج الأب الفقير إلى العمل باليومية، حيث لا مصدر رزق ثابت أو مستقر، تقرر النساء في الأرياف امتهان أعمال بسيطة لكنها شاقة لتساعد الزوج على تسيير عجلة الحياة. في السطور التالية رصد بسيط لأوضاع العاملات في بيع الذرة المشوية على الطرق بالمحافظة، وكذلك العاملات بالحقول في تنقية الحشائش أو زراعة المحاصيل أو جنيها. من المهن التي تتطلب الوقوف في الحر بائعات الذرة المشوية، واللواتي يمارسن عملهن على جوانب الطرق سواء كانت السريعة أو التي تربط المراكز والمدن ببعضها البعض، أو داخل المدن. تفترش فادية الأرض وتضع أفران الغاز التي يخرج منها اللهب لشوي الذرة، بينما تلهب جبهتها أشعة الشمس الحارقة. تقول فادية، التي تبيع الذرة منذ سنوات، إنها تخرج للعمل في الثامنة صباحًا وحتى بعد غروب الشمس لكي تساعد في تدبير نفقات بيتها، وإعالة أولادها الأربعة، لأن زوجها يعمل ب"اليومية"، ودخله غير منتظم. وتحكي فادية أنه تجلب بضاعتها من الحقول ثم تنقلها للطريق الواقع ما بين كفر الشيخ ودسوق، ويساعدها في ذلك نجلها الأكبر، الذي يلوح للزبائن بالذرة المشوية من على أحد المطبات على الطريق. تقول فادية، إن حرارة الشمس شديدة و"لكن أكل العيش مر"، مشيرة إلى أنها بجانب ذلك تتعرض لمشاكل مع موظفي المحليات، وكذلك السائقين الذين يتسببون في حوداث لبعض العاملات في نفس مجالها. في سياق آخر، تعاني العاملات في قطاع الزراعة من ارتفاع درجة الحرارة، ويعملن في الأرض في الحر الشديد، مما يسبب لهن متاعب كثيرة. مجال عمل الفتيات والنساء في الزراعة بكفر الشيخ متسع، هناك من يعملن في تنقية أرض الأرز من الحشائش، وكذلك الذرة الصفراء، إضافة إلى زراعة الخضراوات والفواكه، ويبدأن يومهن من الصباح الباكر وحتى غروب الشمس، بينما تقدر "اليومية" ب30 جنيها فقط. تحكي "نوال"، إحدى العاملات، أنها اضطرت للعمل في الحقول ب"اليومية" بعد وفاة زوجها، الذي كان يعمل "مبيض محارة"، تاركًا لها 3 بنات في سنوات التعليم. ورغم صعوبة العمل والحر الشديد، تؤكد نوال أن العمل بشرف أفضل مليون مرة من سلوك الطرق المشبوهة، وتطالب بشمولها وباقي العاملات في هذا المجال في مظلة التأمين الصحي والاجتماعي للتخفيف عنهن.