حالة من القلق انتابت جموع الفلاحين فى مصر منذ بدء الحديث عن الازمة الدائرة بسبب المياة بين مصر ودول المنبع مما هدد نشاط واعمال الفلاح المصرى..حتى اصدرت بعض القرارات المحزنة للفلاحين لتقليص مساحة زراعة الارز لاقل من النصف او الي الربع... من هنا نتعرض خلال هذه الدراسة لبعض النتائج التي توصل اليها الباحث د.علي عبدالله ابوخليفة في دراستة حيث اكد الاستاذ المساعد بمركز البحوث والتدريب في الارز بكفر الشيخ في دراسة جديدة من نوعها وتجربة فريدة علي ارض الواقع ان الموقف الان اصبح موقف قلق وخوف شديد من مشكلة المياة فاصبح مبدا الرفض والقبول يزيد من عملية الضغط علي الراي العام وعلي الحكومة والمزارعين , الامر الذي جعل الحكومة تصدر بعض القرارات التي تؤدي الي تقليص المساحة المنزرعة من محصول الارز الي النصف بزعم ان الارز يهدد كمية كبيرة من مياه الري. واوضح د. ابوخليفة في دراسة جديدة ان الارز اقل استهلاكا للمياة من المحاصيل الصيفية المماثلة وذلك عن طريق تجربة عملية داخل الحقل وذلك كان بتقييم خمسون صنفا ما بين المتوسط والقصير والمبكر النضج تحت مواعيد زراعية مختلفة وتم اختيار 10 اصناف تقل عمرها عن 120 يوم وتم اجراء المعاملات الزراعية الحديثة عليها والتي تقلل من استهلاك المياة عن طريق عمل مشاتل خارج الحقل في المراوي والمصارف والتي تستخدم 3 م3 فقط في تربية مشتل فدان لمدة شهر من عمر الارز عن طريق القمر الغمر المستمر, ثم منع المياة في فترات غير حساسة لمنع المياة مثل فترة ما بعد الشتل بحوالي 10 ايام ويتم المنع لمدة 15 يوم بدون نقص في نمو المحصول بل يعمل علي الزيادة المستمرة في النمو عن طريق زيادة تهوية الجزور وزيادة نسبة الاكسجين حولها ثم الفطام بعد عملية التزهير ب 10 ايام الامر الذي يوفر شهرا اخر من عمر الارز. ومن هنا توصلنا الي انه يتم توفير 60 يوم من عمر استهلاك المياه في انتاج الارز المتعارف عليه عن المزارعين وهو 120 يوم الذي يحتاج فيه الي عملية الغمر المستمر وهي 60 يوم فقط وهذه المدة لازمة في اراضي المناطق الشمالية من الدلتا لغسيل التربة حيث ان الماء الارضي هناك قريبة من سطح التربة وذلك نتيجة قرب سطح البحر من هذه المناطق وهذه المدة التي تساوي 60 يوم تحتاجها الارض من كل 360 يوم ليس هذا لسواد عيون محصول الارز ولكن لعدم تمليح التربة وجعلها ار قلوية ذات نسبة عالية من الملوحة فتكلف الدولة ملايين الجنيهات في اعادة خصوبتها مرة اخري ووضح الباحث في حساب دقيق الاستهلاك اليومي لمحصول الارز 50 م3 يوميا لذا فان ال 60 يوم الذي يحتاجه الارز من الغمر المستمر من المياة × ال 50 م3 الذي يستهلك يوميا = 3000 م3 نضيف 500 م3 في خدمة الارض الاولي وفترة تربية المشتل نجد نسبة الاستهلاك المياة الذي تصل الي 3500 م3 من مياة الري بينما اكد الخبراء والباحثين في زراعة المحاصيل الصيفية المماثلة للارز كالذرة مثلا انه يستهلك من 4000 م3 ال 4500 م3 للفدان ومحصول القطن يستهلك 5000 م3 للفدان فثبت من ذلك ان محصول الارز اقل استهلاك للمياة ولاهمية المتر المكعب من مياه الري المستخدمة في انتاج محصول الارز قام الباحث باجراء تجربة تحميل محصول السمك في حقول الارز حيث ان تفتت الملكية ادي الي زيادة المساحة الغير مستقلة بين حقول الارز علي هيئة مراوي ومصارف وتقدر بحوالي 20 % من اجمالي المساحة المزروعة بما يقدر ب 200 الف فدان مساحة غير مستقلة من اجمالي مليون فدان كل عام مخصص لزراعة الارز وهذه المساحة الغير مستقلة تساوي تقريبا ضعف مساحة البرلس وبحيرة قارون ويمكن استغلال هذه المساحة في انتاج الاسماك بالاضافة الي مساحة الحقول الامر الذي يساعد علي زيادة انتاج الثروة السمكية بنفس كمية المياه المستهلكة من الارز في 60 يوم الغمر المستمر ولكن هنا مشكلة تواجة المربين للاسماك في حقول الارز وهو المبيدات التي تقضي تماما علي الثروة السمكية فقد توصل الباحث الي تصنيع ماكينة الحشائش اليدوية وذلك لتقاوة الحشائش في الارز بطريقة سهلة ونظيفة وقد قام بتسجيل برائة الاختراع عام 2009 حيث تساعد علي انتاج 1000 كجم من الاسماك علي الاقل في كل فدان بالاضافة الي 4000 كجم من الارز الشعير الامر الذي يساعد علي زيادة العائد من 1 م3 من 2.5 الي 13 جنية علاوة علي ان استعمال مكنة الحشائش في الارز توفر 3 لتر تقدر ب 200 جنيه مما يوفراجماليا علي الدولة 200 مليون جنيه فى العام الواحد كثمن المبيد لمقاومة الحشائش وقتل الاسماك والكائنات الحية الدقيقة في التربة وتقلل من تلوث البيئة مع العلم ان ثمن هذه الماكينة لا تعادل 200 جنيه وتستطيع ان تنقي 2 فدان في اليوم الواحد دون أي تعب او مشقة.