تذكرته فى هذا اليوم، فى الطريق من القاهرة إلى الإسماعيلية، صورته لا تفارق ذهنى، وجه ملائكى، وابتسامة ساحرة، لم أره، ولكن صوره التى ملأت صفحات الجرائد والمجلات كانت تعكس شخصيته، إنه المقدم محمد مبروك، الذى وقف خلف القضية الأشهر التى حوكم فيها مرسى وقادة جماعة الإخوان الإرهابية والمسماة ب«قضية التخابر والهروب من سجن وادى النطرون»، وصدرت فيها أحكام بالسجن والإعدام. محمد مبروك هو بطل الحكاية منذ حصوله على إذن النيابة بتسجيل مكالمات مرسى وأحمد عبدالعاطى فى 10 يناير، أى قبل اندلاع أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير بخمسة عشر يوما. رصد اللقاءات التى كانت تجرى فى الخارج بين عناصر الإخوان وحماس والأتراك والأمريكان، تابع التحركات على الأرض، حذر من خطورة المؤامرة، وظل حتى اللحظة الأخيرة يرصد ويعد التقارير للقضية التى كان ينتظر تحريكها فى الوقت المناسب. عندما وصل الإخوان للسلطة، أدرك محمد مبروك أن البلاد مقبلة على مرحلة خطيرة فى حياتها، لم يخف أو يتراجع، ظل قابضا على مواقفه، كان يعرف أنهم يترصدون به، وأنهم يسعون للتخلص منه، لكنه ظل رابط الجأش، يودى عمله دون خوف أو تردد. لقد قدم محمد مبروك إلى جهات التحقيق الأدلة الكاملة على جرائم الإخوان، وبعد أن بدأت نيابة أمن الدولة فى استدعاء المتهمين من جماعة الإخوان، قام أحدهم بإبلاغ الآخرين عن الدور الحقيقى للمقدم مبروك فى الإيقاع بكوادر الجماعة الأساسيين. اتفق قادة الإخوان فى السجون على التخلص من محمد مبروك قبل إحالة القضية للمحاكمة، قالوا إن شهادته ستكشف كل الأوراق وستدفع بهم إلى حبل المشنقة، تواصلوا مع جماعة ما تسمى «أنصار بيت المقدس» واتفقوا على اغتياله، تحرك القتلة، راقبوا منزله، قسموا أنفسهم إلى مجموعتين، واحدة للرقابة والأخرى للقتل، عندما نزل من بيته فى التاسعة والنصف مساء، كان يقود السيارة وحيدا، كانت وجهته مقر جهاز الأمن الوطنى فى مدينة نصر، حاصروه فى شارع جانبى وأطلقوا عليه عشرات الرصاصات وتمكنوا من الهروب، حصلوا على المعلومات من ضابط زميله فى المرور، باع ضميره وارتضى أن يكون مجرد أداة فى يد الإرهابيين. لم يهدأ زملاؤه إلا بعد أن ألقوا القبض على القتلة الذين جرى إعدام بعضهم فيما سمى بقضية «عرب شركس». كان محمد مبروك بطلا جسورا وواحدا من أهم كوادر جهاز الأمن الوطنى، كانت خسارته كبيرة، أدى دوره بكل جد وإخلاص. تذكرته ونحن فى الطريق للمشاركة فى افتتاح قناة السويس الجديدة، تمنيت لو كان حيا وشاهد هذا الحدث العظيم، والذى كان هو أحد الذين مهدوا له بدوره الوطنى فى رصد الخونة وتقديمهم للمحاكمة. إذا كان جسد محمد مبروك غاب عنا فأظن أن عطاءه وأفعاله ستظل تخلد ذاكراه وتكتب اسمه فى سجلات التاريخ بأحرف من نور. فى غمار الفرحة بانتصار الإرادة، نتذكرك، ونعلم أبناءنا سيرتك، رحمك الله رحمة واسعة، وألهمنا جميعا الصبر على الخسارة الفادحة التى سببها غيابك عنا، ولكن حتما سنثأر من كل الخونة والمجرمين، حتى تهدأ روحك الطاهرة. ■ المصالحة السورية - السعودية باتت قاب قوسين أو أدنى، إذا حدثت المصالحة تغيرت الأوضاع فى المنطقة لصالح دعم الاستقرار وتقليص النفوذ الإقليمى. ■ الشرطة المصرية نجحت بامتياز فى تأمين حفل قناة السويس، أتمنى أن نبقى على حالة الاستنفار لمواجهة أى عمل إرهابى مفاجئ. ■ أتمنى أن يكون البرلمان القادم داعما للدولة الوطنية ومؤسساتها، لن يستطيع أحد أن يضحك على الشعب المصرى مرة أخرى. ■ الشارع ينتظر حركة محافظين وتعديلا وزاريا يتم فيه التخلص من كل من يعوق العمل ولا يتجاوب مع مطالب الجماهير. ■ مصر فى حاجة إلى رجال يتناغمون مع أداء الرئيس. ■ ما زلنا فى انتظار قانون الإرهاب، ما زلنا فى انتظار قانون التشريعات الصحفية والإعلامية، ما زلنا وما زلنا!! ■ بعد نجاح الرجال فى حفر القناة فى مدة وجيزة، الإرادة المصرية دخلت موسوعة جينيس، نحن نعيد اكتشاف أنفسنا من جديد.