سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خطباء جمعة اليوم: افتتاح قناة السويس إنجاز كبير.. وإيذان من الله بالنصر المظفر على أعدائه.. فاتحة خير على مصر.. ولا تعارض بين الوطنية والإسلام.. و"الفرحة حلال"
شهدت خطب اليوم الجمعة موضوعات حول أهمية قناة السويس الجديدة التي افتتحت أمس الخميس بحضور كوكبة من رؤساء العالم، وأكد الأئمة أيضًا على أهمية الفرحة بالقناة، مؤكدين أن الفرحة ليست بالحرام ولكنه واجب شرعي، كما أثني الخطباء على حب الوطن ومصر التي كرمها الله سبحانه وتعالي. وقد أكد الشيخ محمود أحمد صابر، إمام وخطيب مسجد مجمع التوحيد بطور سيناء في خطبة الجمعة، أن بلدنا الغالي مصر لها مكانة عالية في كتاب الله تعالى وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أحوجنا أن نحرص عليها ونعمل بإخلاص من أجل رفعتها وتقدمها، ولا نسمح لأي أحد أن ينال من قدر مصر العالي، مشيرا إلى أن مصر لها مكانة عظيمة في الإسلام؛ ولذلك ذكرت في القرآن خمس مرات صراحة، وفي مصر مشاهد تاريخية تفيض بالذكريات الغالية، مثل نهر النيل المبارك، وطور سيناء الذي كلم الله فيه موسى تكليمًا، فمصر على أرضها ولد موسى وهارون عليهما السلام، وعاش على أرضها إبراهيم وتزوج منها، ودخلها نبي الله يعقوب عليه السلام وأولاده الأحد عشر وسبقهم إليها نبي الله يوسف عليه السلام، وقدم إليها نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام، ومن هنا لا بد أن نحرص على حماية هذا الوطن الغالي، فحب الوطن وحمايته والحفاظ عليه من الإسلام، ولا تعارض أبدًا بين هذه الوطنية والإسلام، وها هي ساعات العمل قد دقت بعد أن وهب لنا الله سبحانه وتعالى أمس قناة السويس الجديدة لتكون بإذنه تعالى فاتحة خير على العباد فمصر أرض الجود والكرم، فنكد ونعمل باتقان كما أمرنا رسول الله من أجل رفعة مصر. وفى الأقصر، تناول عدد من المساجد موضوع خطبة الجمعة حول قناة السويس الجديدة، تحت عنوان "افتتاح قناة السويس مثال للإرادة والعمل"، وأكد الشيخ محمد صالح، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الأقصر، أن تناولت موضوع افتتاح قناة السويس الجديدة، كنموذج للإرادة، من ناحية قيمة المشروع وأهميته وقيمة العمل في الإسلام، وأضاف صالح، أنه تم التأكيد أيضا على أهمية دعم المشروعات الاقتصادية وأهمية العمل بجد وإتقان، وما يتوجب بعد الافتتاح مع الاستشهاد بعدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على العمل. وفى أسيوط أشاد الخطباء، بافتتاح قناة السويس الذي يعد نموذجًا للإرادة والعمل"، ودفع عملية التنمية في البلاد، وقال الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط إن الدولة تسعي إلى خلق فرص عمل للشباب وتسهم بالدعم، وتشجع المواطنين على الاستثمار المالي في وطنهم مصر، مشيرا إلى أن مشروع قناة السويس الجديدة بمثابة العبور الثاني للشعب المصري حيث تجسد مستوي الإرادة والتحدي لهذا الشعب الأبي صانع المعجزات. وأضاف الشيخ محمد العجمي، إننا بحاجة إلى ذلك العبور نحو بناء دولة حديثة قوية في بنيانها، قوية في اقتصادها، وإذا كان الدفاع عن الأوطان فرض كفاية وقد يتعين القيام به، فإن معركة البناء والتنمية أيضا من الفروض الواجبة على الشعب المصري. وأكد العجمي، أن قناة السويس الجديدة، فتح من الله عز وجل لشعب مصر، وإيذان منه سبحانه بالنصر المظفر على أعداء الله والوطن، الذين أرادوا لمصر الهزيمة والتقهقر إلى الوراء، وقد أخذ الأعداء درسا من قوة وإرادة هذا الشعب العظيم، مضيفا: إن المتأمل لحفر قناة السويس الجديدة يجد الإرادة والصمود من حيث التصدي للقوى المعادية التي تسعى إلى تخريب مصر والعبث بمقدرات الشعب المصري. قال الشيخ محمد عوض الأزهري من منبر مسجد العباسي أقدم مساجد بورسعيد الباسلة في خطبة الجمعة:" كان العقلاء قديما يقولون كلمة دُوِّنَت بماء الذهب عبر القرون والعصور (غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون). وتابع: "ويروي في ذلك الشيخ محمد الطوسي في كتابه سير الملوك قصة عجيبة حدثت وقائعها بين أنوشروان أحد الملوك الساسانيين وبين عجوز في التسعين من عمره كان يغرس شجر الجوز وهو لا ينبت إلا بعد عشر سنوات على الأقل، وكان فيما قال العجوز ردًا على تعجب أنوشروان: ألا ترى أني أول من جني أكل هذه الغرسة، حيث استحسنت مقالتي (غرسوا فأكلنا) فأعطيتني ألف دينار ذهبية، من أين لي هذه الجائزة لولا غرسي، فأمر له الملك بثلاثة آلالاف دينار أخرى قائلا أحسنت أحسنت". وأكمل: "ويروي مثل هذه القصة الثعالبي في اللطائف والظرائف عن كسرى وأحد رعاياه ولقد جاء نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام مؤكدا هذا المبدأ العظيم فقال: إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل، وقال: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا". وأضاف "الأزهري": "أول من فهم عن رسول الله هذا المعني وحوله من كلام إلى قيمة ومن قيمة إلى مبدأ ومن مبدأ إلى ورشة عمل واقعية هم أصحابه الكرام ومن ابتعهم من السلف الصالح فهذا عثمان بن عفان يقال له اتغرس بعد الكبر فيقول: لأن توافيني الساعة وأنا من المصلحين خير من أن توافيني وأنا من المفسدين، وابو الدرداء يقول بعد أن قيل اتغرس وقد بلغت من الكبر عتيا وما على أن يكون الأحر لي والهناء لغيري". وقال: "فرحنا بافتتاح قناة السويس الجديدة هو فرح بتوفيق الله على طاعة الله لأنه امتثال لأمر الله بعمارة الارض وإصلاح الاوطان، فهو فرح شرعي مقدس، وليس على وجه الأرض الآن من يموت كمدًا وغيظًا إلا أعداء هذه الأمة الحقيقين من الصهاينة المعتدين ومن لف لفهم وخدم مآربهم من حيث يدري أو لا يدري، إننا نفرح بأن الله كان عند ثقتنا به نفرح أن وفق الله من وعد ليفي ومن التزم بالعمل لإنجازه، وصدق الحق حيث يقول: إنا لا نضيع أجر من أحسن عملًا، وحيث يقول: وابتغ فيما آتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا". وأوضح "الأزهري": "ليس مشروع قناة السويس الجديدة بآخر ما نأمله من الله أن يجريه على يد هذا الشعب الأبي، وقيادته الرشيدة ومؤسساته المتماسكة المتناغمة بل هي خطوة أولى تظهر لنا ما يلوح في الأفق من نور المستقبل لهذه الامة الكريمة، فهنيئا لمن فرح بهذه المعاني، وعزاء لمن انتكست فطرته فغضب لنعم الله علينا فضل عن السبيل وانحرف عن الطريق، ألا فلنشكر الله من جنس نعمه بمزيد من العمل وكثير من العرق إرضاء لله وتحقيقا لمراده في الخلافة، ونؤكد على أن مصدر الحضارة والتقدم والبيان والعمران هو ديننا العظيم وليس اللعب واللهو والمرح والغناء فلنجدد صلتنا بالله وبديننا فهو مصدر السعادة في الدنيا والآخرة".