عبر علماء الدين عن سعادتهم بافتتاح قناة السويس الجديدة مؤكدين أن هذا المشروع يتماشي مع ما أمرنا به الله سبحانه وتعالي من عمارة الكون وتطوير المجتمعات وبما يعود علي الشعوب بالخير والنماء والرخاء. أكد الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن هذا المشروع يثبت عظمة الشعب المصري وقدرته علي العمل والجد والاجتهاد. ودعمه لجهود التنمية كما يثبت قدرة المصريين علي مواجهة الصعاب من أجل وطنهم. وأضاف أن - هذا المشروع العملاق يكشف حقيقة عظمة هذا الشعب المصري الذي اصطف خلف القيادة المصرية الحكيمة من أجل الانتهاء من هذا المشروع. الذي جسد العزيمة والقوة والإصرار والتوكل علي الله فتحقق الإنجاز الذي يحفز كل مصري علي العمل البناء الذي يدفع مسيرة التنمية والتقدم. د. محمد كمال إمام أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الإسكندرية يقول إن النهوض بالأمة وتحقيق مصالحها وضمان حاضرها ومستقبلها جزء أساسي من مقاصد الشريعة الإسلامية ويتحقق ذلك بالمشروعات الكبيرة العملاقة التي يتكاتف حولها الشعب والقيادة من أجل ضمان مستقبل أفضل ومن أجل تغيير واقع يتسم بالمشكلات إلي حياة تتدفق فيها الإمكانات وتزداد فيها القدرات المادية والمعنوية بما يكفل العيش الكريم لكل إنسان علي هذه الأرض المباركة أرض الكنانة مصر. من هنا تأتي أهمية هذا المشروع باعتباره نقلة حضارية وقوة مالية جديدة تضاف إلي ميزانية الدولة وتصبح خيرا ونماء للأمة وأيضا هو مشروع عملاق بما يعطيه من دفعات لأن الأمة التي استطاعت تمويل هذا المشروع بأكثر من 60 مليار جنيه أن تقوم هي بتمويله من عرقها.. هذه الأمة التي تقدر علي ذلك تستطيع أيضا أن تصنع أمثال هذا المشروع بما يؤكد علي قدرتها علي مواجهة التحديات فقوتها في تلاحمها بين القيادة والشعب وتماسك الأمة بعيدا عن دعاة الفتنة والذين يسعون إلي التفرقة فالمجتمع المتماسك قادر علي ضمان حيوية حاضره وفاعلية مستقبله وتلك هي غايات إسلامية رائعة. د. حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر يؤكد أن الإسلام أمر بالعمل والإصلاح في الأرض وتعميرها قال تعالي ¢إنا جعلناك خليفة في الأرض¢ وقال أيضا ¢واستعمركم فيها¢ من هنا يجب أن نعلم أن قناة السويس قربت المسافات بين الشرق والغرب وأدت إلي زيادة تنمية التجارة العالمية والتقارب بين الشعوب وهذا الشريان المائي من أعظم الأعمال الإنسانية علي وجه الأرض منذ بدء العمل فيه حتي الآن. أضاف أن الدين الحنيف أمرنا بأن نسارع في تمهيد الطرق وشق الترع واستصلاح الأراضي وتعميرها مما يؤدي إلي الرخاء علي البشرية جمعاء ولكن يجب ألا نقف عند شق القناة الجديدة فقط بل يجب أن نقيم علي ضفتيها من المشاريع التنموية ما يجعلها معلما اقتصاديا وعمرانيا وسياحيا وزراعيا لتكون محط أنظار البشرية جميعا. أشار إلي أنه ليس الحكمة فقط من شق القناة ولكن يجب علينا حمايتها من يد العابثين والمفسدين وأن نقيم عليها خدمات لوجيستية لنكمل هذا المشروع الذي أهملناه كثيرا.. ويجب أن نعمل بعد افتتاح القناة لتعمير الصحراء ونمتثل بحديث النبي صلي الله عليه وسلم ¢إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها¢ وليكن افتتاح هذا الشريان نهضة ليقوم الشعب من كبوته التي يعيش فيها وأن نتحرك لأن الله سبحانه في الحديث القدسي يقول ¢عبدي حرك يديك ينزل إليك رزقي¢ فيجب جميعا أن نتحرك ونبعد عن الكسل والخمول ونعيد لمصر مكانتها الأولي حيث إن الله وصفها بأنها خزائن الأرض وكان العالم كله يقبل عليها قديما ليتزود من حبوبها كما كانت مصر هي طريق التجارة العالمية بين جنوب الأرض وشمالها. من جهته أكد الشيخ عبد الناصر بليح رئيس قطاع التفتيش العام بالوجه البحري بوزارة الأوقاف أن الوزارة خصصت خطبة اليوم عن قناة السويس تحت عنوان ¢قناة السويس أنموذج للإرادة والعمل¢ وهذا يعد حسا وطنيا مرهفا وواجبا دينيا وقوميا ولفتة كريمة من القائمين علي الوزارة حتي لاتدع الإمام والداعية التي تعمل علي تدريبه وتنويره وتقويته في معزل عن مجتمعه.. فلا يعقل أبداً أن يكون هناك حدث يتحدث عنه العالم بأسره ومشروع عملاق كمشروع قناة السويس ويتركه الداعية ويتحدث في أمر آخر أو يغفل قيمته وأهميته الاقتصادية للبلد. أضاف أن الخطبة تحث المسلمين علي قيمة العمل وأهميته في الإسلام وضرورة اتقانه فالله عز وجل يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه والإسلام يربط بين الدنيا والآخرة لأنه دين شامل وكامل¢ اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا¢.. وقيمة العمل في الإسلام لا تقف عند حد بل تتعدي لأمور كثيرة فتكون بالجهد والعرق وبالدعم بالمال والمشاركة الفعلية مع الوطن من أجل رفعته وبنيانه فالإنسان بدون وطن لا يعد إنسانا بل هو ضائع تائه. كما أن الإسلام لا يتوقف عند سقف معين من الاستثمار والجهد والعمل فإذا ما انتهي المسلم من مشروع سرعان ما يشارك في مشروع غيره مفيد حتي لا يقعد المسلم ملوماً مدحوراً.. والدولة المتقدمة هي التي لا تتوقف عن العمل والاستثمار فكم من دول نهضت وتقدمت في وقت وجيز بسبب التخطيط الجيد والسعي الدءوب.. فالخطبة تربط بين حفر الخندق في غزوة الأحزاب أو الخندق وبين حفر القناة لأن حفر الخندق أخذ بأسباب الحماية الأمنية والدفاع عن النفس والإعداد الجيد وحفر القناة أيضاً لا يقل أهمية فهو أخذ بأسباب الأمن وهي أمن قومي للبلد واستثمار مشروعات عظيمة تعود بالأمن والأمان والاستقرار علي البلاد والعباد.