لم يكن أكثر المتشائمين من جماهير الزمالك يتوقع أن تنتهي مباراة القمة 110 أمام الغريم التقليدي الأهلي بهذه الطريقة المأساوية ويخسر الفارس الأبيض أمام المارد الأحمر بهدفين دون رد، خاصة في ظل التألق الواضح للزمالك من بداية الموسم وتحقيقه مستوى ونتائج استثنائية بكتيبة النجوم التي يضمها الفريق. مباراة القمة كشفت الحقيقة التاريخية "الأهلي بمن حضر" خاصة وأن الفريق الأحمر يعيش مرحلة بناء فريق جديد معظمه من الشباب، بل ربما يمكنك أن تقول "تغيير جلد" ولكن ما حدث في على البساط الأخضر كان مغايرا للواقع تماما فتألق المارد الأحمر وتاه الفارس الابيض في صحراء برج العرب، وربما يستمر طويلا في التوهان الذي قد تكون عواقبه صادمة ويخسر أبناء ميت عقبة اللقب الغائب منذ سنوات رغم أن هذا الأمر سابق لأوانه خاصة أن الفريق يحتاج لنقطة واحدة من مبارتي الطلائع ووادي دجلة. حقا إنها قمة مؤمن زكريا وفتحي مبروك، بعد أن اثبت الأول أنه صفقة رابحة للمارد الأحمر عقب انتقاله من الغريم الزمالك إلى الأهلي في صفقة اثارت جدلا كبيرا، ورد "المؤمن" على الجميع في ارض الملعب وكان فارس الرهان بهدفي المباراة على طريقته الخاصة، ليكون أول لاعبي يهز شباك الإخطبوط احمد الشناوي بهدفين في مباراة واحدة هذه الموسم. أما فتحي مبروك فاثبت أنه رجل الأوقات الصعبة، وصانع البسمة على وجوه الجماهير الحمراء، وقاهر المستحيل، خاصة أنه فاز على الزمالك في مواجهة كان الجميع يتوقع انتصار الزمالك، ولكن "المبروك" أدار المباراة بكفائة عالية وتفوق على البرتغالي فيريرا الذي سقط في أول اختبار بالقمة. الجميع مطالب بتقديم الاعتذار ل"المبروك" بعد ان تعرض لحلمة نقد قاسية بعد أن أعلن تشكيل مباراة القمة، ولكن أثبت فتحي مبروك أنه قرأ ماد يحدث خلف الأبواب المغلقة، واستطاع أن يوقف خطورة لاعبي الزمالك بتكتيك لا يفهمه إلا من على دراية كبيرة بمفاتيح الساحرة المستديرة، ففرض مبروك أسلوبه على "القمة" بطريقة "دوائر العرض الحمراء في مواجهة خطوط الطول البيضاء، التي تلاشت تحت أشعة الشمس الحارقة في صحراء برج العرب. الفوز في مباراة القمة هو بطولة في حد ذاتها رغم أن الأهلي فقد بنسبة كبيرة فرصة التتويج بلقب الدوري هذا الموسم والحفاظ على الدرع في قلعة الجزيرة، ولكن يحسب للاعبي المارد الأحمر "العكننة" على الزملكاوية. ما حدث قبل لقاء القمة لا يمكن أن يمر مرور الكرام على مسئولي الرياضة المصرية بصفه عامة وصناع القرار والجهات السيادية بشكل خاص، حتى لا نستيقظ على كارثة جديدة سندفع ثمنها هذه المرة غاليا، لأن الأهلي والزمالك أكبر حزبين في مصر. ما قامت به جماهير الأهلي قبل القمة هو الإرهاب بعينه، لأن ما حدث يوم الأحد الماضي أشبه بما يحدث من أفراد جماعة الإخوان الإرهابية، حيث انساقت الجماهير خلف قيادات الأولتراس على طريقة "القطيع" خلف المرشد، وأخيرا انتهت القمة بنجاح تنظيمي، ولكن حرب التصريحات بين مسئولي الزمالك والأهلي يدق ناقوس الخطر.