لا ندعو للتطبيع رغم أنه واقع.. واليهود المصريون أسلموا وتنصروا خوفًا من الاضطهاد هالة صدقى من النجمات المغامرات فى اختيار أدوارهن، منذ أن وطئت قدمها عالم الفن، فهى لا تراهن على مساحة الدور بقدر المراهنة على نجاح الشخصية، والعمل الفنى بالنسبة لها لا يرتبط بوقت بل يرتبط باعتقاد شخصى، واقتناع فكرى بأهمية تقديم العمل، فراهنت «زينات» على طاولة الروليت لتكسب رهانها فى «حارة اليهود»، وتصبح رقم واحد فى دراما رمضان هذا العام، لتؤسس مدرسة درامية جديدة قوامها الرهان على الموهبة والإبداع. واعترفت هالة صدقى ل«البوابة»، أنها راهنت على دورها فى حارة اليهود بالفعل، وتقول: «تخوفت بشدة من تأدية دور الراقصة والقوادة، وتحفظت على تفاصيل الشخصية حتى اللحظة الأخيرة وتعمدت عدم البوح بتفاصيل الشخصية، خوفا من تشويهها قبل معرفة السياق الدرامى للمسلسل، وكنت حريصة أنى أشد الشخصية لسكة لايت كوميدي، إلا أننى لم أتخوف من تأدية الدور بالتزامن مع عرضه فى شهر رمضان، فالعمل الفنى لا يرتبط بوقت، وكانت هناك العديد من العوامل التى هددت بخروج المسلسل من السباق الرمضاني، ولكنه عرض فى نهاية الأمر». وتابعت: «حماسى للدور أتى من رغبة داخلية منذ عامين «لتغيير جلدى الفني»، ولم أتوقع أن يعرض علىّ دور «زينات» وقتها، خاصة أنه عرض علىّ أعمال أخرى بالتزامن معها، إلا أن زينات هى من أشبعت رغبتى فى التغيير، وظللت مترددة لفترة فى قبول العمل وحرصت على معرفة آراء أصدقاء محايدين، وذلك لأن المقربين كانوا هيرفضوا بشكل مباشر». وأضافت: «عملت كثيرا على شخصية زينات، الدكتور مدحت العدل «قدم لى قماشة حلوة»، إلا أننى قررت العمل على الدور بشكل مختلف من خلال دراسة للأفلام التى تناولت تلك الفترة وأداء النجمات اللاتي جسدن شخصيات قريبة منها كالفنانة هدى سلطان، تحية كاريوكا، نادية لطفي، هند رستم، لعمل خليط بينهن وخرجت زينات أقرب لهدى وتحية». أما اسم المسلسل «حارة اليهود» قالت هالة: «كان الاسم العامل الأساسى الذى جذبنى للدور، إلى جانب أن فترة تاريخ اليهود المصريين لم يتم تناولها دراميا رغم أنها قضية موجعة، إلى جانب تلاقى قناعتى الشخصية مع الدور، وأؤمن أنه لابد من التعامل مع الشخص كمصرى وليس وفقا لديانته، فكنت واحدة من المؤمنات بالتغيير وجسدت ذلك فى فيلم «هى فوضى»، وحين فضلت دور ضيفة شرف على دور بطولة لإيمانى بفكرة العمل، إلى جانب أن البطولة كانت جماعية وليست فردية فالجميع أدى دوره لإيصال فكرة محددة، وهى اليهود فى مصر وقبول الآخر». وقالت هالة: «الدراما المصرية تحتاج أن نرتقى بها ولا ننظر لأدوار بطولة أو غيرها، بل ننظر للعمل بالكامل ليخرج بشكل كبير ومهم، وأعتبر «حارة اليهود» إعجازًا إنتاجيًا يستحق جمال العدل جائزة تقديرية عليه، فميزانية المسلسل يتحملها قطاع كبير كقطاع الإنتاج، إلا أنه تحمل الميزانية لإخراج عمل فنى متكامل». وعن نجاح عدد قليل من المسلسلات هذا الموسم رغم كثرة الأعمال الدرامية، تقول هالة: «الأمر لا يبتعد كثيرا عن الحالة العامة التى نعيش بها، لأننا عشنا نكسة خلال الفترة الماضية على المستوى الاقتصادى والسياسي، وصناعة الدراما جزء منها، ونجاح 5 مسلسلات من أصل 52 فهذا إنجاز ومؤشر اقتصادى جيد، وذلك لأن صناعة الدراما تحتضر فى عهد الإخوان، والعام الماضى لم يكن سوى مسلسلين فقط ناجحين سجن النسا والسبع وصايا، والمنتجون كان لديهم الشجاعة أن يخوضوا تجربة الإنتاج هذا العام وهما عارفين أنهم مش هيقدروا يلموا فلوسهم لأن الإنتاج عملية صعبة ومكلفة». أما الصدفة التى جمعت بين المسلسل والواقع من اغتيالات لشخصيات عامة وعمليات إرهابية فى سيناء، قالت هالة: «تفاجأت من خلال «حارة اليهود» أن التاريخ يعيد نفسه ولا يوجد جديد، فالحلقة التى اغتيل فيها النقراشى تصادفت مع اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، وحلقة حل الجماعة تصادفت مع حادث الإرهاب المأساوى فى سيناء، وحرق محلات اليهود أتى مع حرق محلات المسيحيين وتهجيرهم، فالآلية لم تتغير فى التفكير أو التنفيذ، فعدنا لنفس النقطة، والتكرار حدث «لأننا بننسى وكان فى جيل قديم نصحنا ومسمعناش»، وهو مشابه لما حدث فى 25 يناير رفض الكبار كان استشرافا لما سيحدث بالمستقبل». وعن حالة الجدل التى عايشها المسلسل حتى عرض حلقته الأخيرة، تقول هالة: «حالة لغط لا مبرر لها، فالمسلسل لا يدعو للتطبيع نحن نعرض أحداثا حدثت بالفعل فى مصر بفترة معينة، وبالفعل مصر كان يعيش بها يهود ومازال، «إحنا مش هنضحك على بعض بكلمة التطبيع فى معاهدة سلام ومصالح مشتركة وعلاقات دبلوماسية» وهذا واقع نشهده ولم نفرضه وعرضه تحصيل حاصل». وتابعت هالة: «مصر مازال بها نسبة يهود، وذهبت بنفسى وقت تصوير المسلسل إلى المعبد اليهودى بمصر القديمة، وتواصلت مع المسئولين وأكدوا لى أن اليهود يعيشون بهوية مسيحية أو إسلامية خوفا من الاضطهاد، ومن وجهة نظرى أرى أن اليهودى المصرى أفضل من الإرهابي «اللى بيقتل ويغتال وقت فطار والناس صايمة»، هناك الكثير من اليهود أسلموا وتنصروا من الخوف، مما تعرضوا له من قهر وتشكيك بوطنيتهم، أما اليهود أصحاب حلم إقامة الدولة الصهيونية فهم لا يختلفون كثيرا عن الإخوان وراح ضحيتهم اليهودى المصرى المسالم». وتطرقت هالة فى حديثها عن الأيام الأخيرة فى حياة صديقها الفنان الراحل سامى العدل، قائلة: «لم تجمعنا مشاهد ولكن كنا نلتقى دائما فى موقع التصوير، وفى أحد الأيام فاجأنى باتصاله «وكان صوته مجهد وبيقطع وقالى دورك حلو أوى يا هالة»، فسألته عن حالته فرد أنه بالعناية المركزة وللحظات ظننت أنه يداعبنى ولكن بعد اتصالى بهانى مهنا تأكدت أن الخبر صحيح وذهبت له على الفور وكنت معه بشكل يومي، وقبل وفاته مباشرة قال لى «شيلولى الخراطيم دى عايز أقوم بقى أنا عندى أوردرات وشغل ومش عايز الدنيا تتعطل»، فحتى اللحظات الأخيرة كان يفكر بالعمل، والحقيقة أنه أجهد صحته فى عملين فى وقت واحد ولم تكن صحته تتحمل هذا الضغط والانفعال وأحزننى فراقه». وقالت إنها لم تتابع الكثير من الأعمال الدرامية لانشغالها حتى الأيام الأخيرة من رمضان بتصوير مشاهدها بالمسلسل، وقالت هالة: «تابعت أجزاء من تحت السيطرة، المسلسل رائع والشباب به يمثلون بشكل ممتاز، إلا أننى من خلال استماعى للناس العادية وجدت أن هناك حالة تخوف أصابتهم من فكرة المخدرات، وتسليط الضوء على قضية انتشار المخدرات بين الطلبة والشباب مهم دراميا لدق ناقوس الخطر لانتشار الظاهرة، إلا أن عرض العمل فى رمضان «خضهم شوية». واختتمت حديثها قائلة: «تابعت أيضًا أجزاء من مسلسل طريقى، وشيرين حملت على عاتقها مسئولية 30 حلقة، «ومبسوطة بيها كأول مرة تمثيل ومثلت بتلقائية»، وبالتأكيد ستكتسب الخبرات خلال الفترة القادمة، ولأننى أنظر لها كممثلة أضع فى حساباتى أنها تمثل للمرة الأولى، ومقدرش أدبحها هى مش ممتازة ولا عبقرية لكن جيدة».