من الحكايات المتداولة حول مسلسل «عائلة الحاج متولي» أن المؤلف مصطفى محرم انتهى من كتابة جزء ثان من العمل، ولما وجد أن قطاع الإنتاج التابع للتليفزيون الرسمى، وهو الجهة المنتجة للجزء الأول، غير متحمس لإنتاج جزء ثان، توجه إلى بعض الشركات الخاصة لإنتاجه، ولكنه فوجئ بمكالمة هاتفية من وزير الإعلام وقتها صفوت الشريف، يحذره فيها من إنتاج جزء ثان من المسلسل، وحسب الحكاية المتداولة فإن مصطفى محرم أصر على أن يعرف السبب فأخبره صفوت الشريف بأن السيدة الأولى، سوزان ثابت، زوجة الرئيس مبارك، أبدت استياءها الشديد من العمل، وأنها سوف تستاء أكثر إذا كان هناك جزء ثان. يقال أيضا أن صناع المسلسل قاموا بإضافة مشهد لم يكن فى السيناريو، يُبدى فيه بطل العمل الحاج متولى ندمه الشديد على تضييع حياته فى مطاردة النساء والزواج والطلاق، وقيل إن هذا المشهد أيضا أضيف للعمل فى محاولة لامتصاص غضب السيدة الأولى. بغض النظر عن تدخل السياسيين فى الأعمال الفنية، وهى عادة لم تنقطع فى تاريخنا القديم والحديث، فإن مسلسل «عائلة الحاج متولي» أثار جدلا مجتمعيا واسعا لم يقتصر على قصر الرئيس، ولكنه امتد إلى وسائل الإعلام والجمعيات الحقوقية وكتاب الرأى، حتى إنه صدر كتاب حول المسلسل وتعدد الزوجات تناول صاحبه الظاهرة من خلال العمل. يدور مسلسل «عائلة الحاج متولي» فى قالب كوميدى حول تاجر «مانيفاتورة»، أو أقمشة، ناجح ولديه أسرة كبيرة، كريم وحكيم، وشريف ومحبوب من الجميع، ولكنه فقط يقع فى عشق كل امرأة يراها. الحاج متولى، أو نور الشريف، هو نسخة عصرية من الحاج أحمد السيد عبدالجواد، بطل ثلاثية نجيب محفوظ، ولكنه «أكثر تدينا» من ناحية أنه لا يعاشر النساء فى الحرام، ولكنه يفضل الزواج منهن حتى لا يغضب الله! بعد وفاة زوجته الأولى والدة ابنه الأكبرسعيد، مصطفى شعبان، يتزوج متولى من ربة المنزل أمينة، ماجدة زكى، ثم تتوالى زيجاته أولا من المرأة المثيرة نعمة الله، غادة عبد الرازق، ثم مأمورة ضرائب متعلمة وجميلة تلعب دورها سمية الخشاب، مديحة وفى النهاية يتزوج من فتاة صغيرة تلعب دورها مونيا.. يعنى حريم مكتمل من كل الأنواع والأشكال. المسلسل يضم مجموعة أخرى من النساء منهن رانيا يوسف فى دور زوجة الابن الأكبر، وعايدة رياض فى دور الحبيبة القديمة للحاج متولى، ونورهان التى يتمنى أن يضمها إلى نسائه أيضا.. وغيرهن. بشكل ما يمكن النظر إلى مسلسل «عائلة الحاج متولي» كتجسيد لحلم الشهوة الجنسية كما يراها العربى التقليدى، وطبقة الأثرياء فى نهاية الألفية الثانية، الذين يرون أن التجارة شطارة، وأن تسعة أعشار الرزق فى التجارة، حتى لو كسبوا من ورائها أموالا طائلة تفوق قيمة العمل والجهد الذى يبذلونه، وحتى لو تزوجوا كل يوم من امرأة. المسلسل حقق نجاحا هائلا لدى جمهور إن لم يستطع أن يكون مثل الحاج متولى، فعلى الأقل يمكنه أن يستمتع بالفرجة على نسائه، ومع أن هناك الكثير من الملاحظات على العمل على مستوى الفن والمضمون، إلا أنه علامة على عصر وثقافة ومجتمع بأسره. ربما تكون السيدة الأولى السابقة قد منعت صدور جزء ثان من «الحاج متولي»، ولكن المسلسل فتح الباب أمام موجة من الأعمال المماثلة، كثير منها قام ببطولتها خليفة الحاج متولى، ابنه سعيد، أو الممثل مصطفى شعبان!. تاريخ العرض: 2001 إنتاج: قطاع الإنتاج التليفزيون المصري تأليف: مصطفى محرم إخراج: محمد النقلي تمثيل: نور الشريف، غادة عبدالرازق، ماجدة زكى، سمية الخشاب، مصطفى شعبان، فادية عبد الغنى