سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة "17".. "والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسوعون " آية قرآنية ترجمها وفسرها "قانون هٌبِل".. بناء محكم التشييد تربط المجالات المغناطيسية بين مجراته وليس مجرد فراغ
تواصل "البوابة نيوز " النهل من مناهل علوم القرآن الكريم التي لم يكتشف العلماء وجودها إلا خلال العصور الحديثة بما يؤكد ويحقق مفهوم الإعجاز العلمي وفي هذه المرة نتناول إعجاز القرآن الكريم في آية قرآنية من سورة الذاريات حيث قال تعالى: ﴿وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾. وجاءت تلك الآية القرآنية لتخبر عن أن السماء بنيت بناءً محكمًا وبقوة، وقد أشار الله تعالي إلى ذلك البناء المحكم بآيات أخرى، كقوله تعالى: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاء بِنَاء﴾ [البقرة: 22] وقوله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ﴾ [ق: 6] وقوله تعالى: ﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا﴾ [النبأ: 12]. تفسير الآية: ومن جانبه أكد الدكتور على رءوف، المتخصص في علوم الدين وعميد شئون التعليم والطلاب بجامعة نور مبارك كازاخستان، أن العلماء فسروا قوله تعالى: ﴿بِأَيْدٍ﴾ بمعنى القوة، أي بنينا السماء بقوة، وقال ابن الجوزي: في قوله: ﴿وإنّا لَموسِعونَ﴾ خمسة أقوال: أحدها: لموسِعون الرِّزق بالمطر، قاله الحسن. والثاني: لموسِعون السماء، قاله ابن زيد. والثالث: لقادرون، قاله ابن قتيبة. والرابع: لموسِعون ما بين السماء والأرض، قاله الزجاج. والخامس: لذو سعة لا يضيق عمّا يريد، حكاه الماوردي". الاكتشافات العلمية تؤكد بناء السماء: وأشار رءوف إلى أنه يوجد العديد من الاكتشافات العلمية التي تؤكد حقيقة بناء السماء كما قالت الآية الشريفة فعندما بدأ العلماء باكتشاف الكون أطلقوا عليه كلمة space أي (فضاء)، وذلك لظنهم بأن الكون مليء بالفراغ، ولكن بعدما تطورت معرفتهم بالكون واستطاعوا رؤية بنيته بدقة مذهلة، ورأوا نسيجًا كونيًا cosmic web محكمًا ومترابطًا، بدءوا بإطلاق مصطلح جديد هو (بناء) أي building(16) حيث وجدوا أن السماء بناء محكم التشييد، دقيق التماسك والترابط، وليست فراغًا كما كان يعتقد إلى عهد قريب، مشيرا إلى أنه قد ثبت علميًا أن المسافات بين أجرام السماء مليئة بغلالة رقيقة جدًا من الغازات التي يغلب عليها غاز الهيدروجين، وينتشر في هذه الغلالة الغازية بعض الجسيمات المتناهية في الصغر من المواد الصلبة، على هيئة غبار دقيق الحبيبات، يغلب على تركيبه ذرات من الكالسيوم، والصوديوم، والبوتاسيوم، والتيتانيوم، والحديد، إضافة إلى جزيئات من بخار الماء، والأمونيا، والفورمالدهايد، وغيرها من المركبات الكيميائية. وإضافة إلى المادة التي تملأ المسافات بين النجوم، فإن المجالات المغناطيسية تنتشر بين كل أجرام السماء لتربط بينها في بناء محكم التشييد، متماسك الأطراف، وهذه حقيقة لم يدركها العلماء إلا في القرن العشرين، بل في العقود المتأخرة منه. وأكمل رءوف أن ما يؤكد ذلك أيضا أنه في سنة 1929 م تمكن الفلكي الأمريكي الشهير إدوين هبل من الوصول إلى الاستنتاج الفلكي الدقيق الذي يفيد بأن سرعة تباعد المجرات عن الأرض تتناسب تناسبا طرديًا مع بعدها عن الأرض، والذي عرف من بعد باسم قانون هبل Hubbles Law وبتطبيق هذا القانون تمكن هبل من قياس أبعاد العديد من المجرات، وسرعة تباعدها عنا، وذلك بمشاركة من مساعده ملتون هيوماسون Milton Humason الذي كان يعمل معه في مرصد جبل ولسون بولاية كاليفورنيا، وذلك في بحث نشراه معًا في سنة 1934 م. مؤكدا أن المستفاد من ذلك أنه قد ذكر أن تباعد المجرات عنا وعن بعضها البعض، إلى حقيقة توسع الكون المدرك، التي أثارت جدلًا واسعًا بين علماء الفلك، الذين انقسموا فيها بين مؤيد ومعارض حتى ثبتت ثبوتًا قاطعًا بالعديد من المعادلات الرياضية والقراءات الفلكية في صفحة السماء وهو الأمر الذي يضعنا أمام أدلة قاطعة على أن ذلك الكون المذهل إنما هو صنع الله الذي أتقن كل شيء صنعه وأكد الحقائق الجازمة التي ترشد إلى طريق الصواب في كتابه الكريم القرآن الذي به من الدلائل والحقائق ما يهدي العقول والقلوب المتفكرة.