إنتاج: قطاع الإنتاج- التليفزيون المصرى إخراج: أنعام محمد على تأليف: أسامة أنور عكاشة تمثيل: فاتن حمامة، أحمد مظهر، يوسف شعبان، جميل راتب، عبلة كامل، رشوان توفيق، محمود الجندى. في العقود الثلاثة الأخيرة من حياتها كانت «سيدة الشاشة العربية» فاتن حمامة مقلة جدا في أعمالها، وكان مجرد ظهورها في عمل ما حدثا فنيا كبيرا يتلقفه محبوها وعشاق الفن الجاد «الهادف». في السينما عادت فاتن حمامة مع اثنين من مخرجى الثمانينيات هما خيرى بشارة في «يوم مر ويوم حلو»، 1988، وداوود عبدالسيد في «أرض الأحلام»، 1993، وبين الفيلمين قدمت في التليفزيون مسلسلها الأول «ضمير أبلة حكمت»، 1991، وهى في الستين من عمرها، قبل أن تعود وهى في السبعين بمسلسلها الثانى «وجه القمر» الذي منى بالفشل، وأصبح آخر أعمالها. في حوار لمخرجة المسلسل أنعام محمد على مع صحيفة «الشروق» المصرية بعد وفاة فاتن حمامة بأيام كشفت المخرجة عن بعض كواليس العمل التي كانت مجرد شائعات من قبل، مثل الخلاف بين فاتن ومؤلف العمل، بسبب إصراره على عدم تنفيذ ملحوظاتها على السيناريو، وانسحابها قبل الموعد المقرر للتصوير بأيام، واهتمامها بكل كبيرة وصغيرة في العمل، فيما يعد من اختصاص المخرج، إلى آخر ما نعرفه عنها من تدخل يزيد على الحد أحيانا. يبدو المسلسل بعيدا بعض الشىء عن أعمال أسامة أنور عكاشة. الحقيقة أنه كتب العمل خصيصا لفاتن حمامة، وكانت تقرؤه حلقة بحلقة عن طريق المخرجة. وحسب حوار إنعام محمد على فقد كانت فاتن تريد تقديم نفسها في التليفزيون في «نص جيد يكون تربويا وتعليميا». وبالفعل فقد كتب عكاشة سيناريو تربويا تلعب فيه فاتن حمامة دور ناظرة مدرسة مثالية، لديها رؤية وفكرة لإصلاح المنظومة التعليمية، ورغم عشرات المشكلات والعوائق التي تواجهها، إلا أنها لا تتخلى عن مثاليتها وإيمانها، حتى بعد أن تُحال إلى التقاعد ويأتوا بناظرة بدلا منها. لقد قدم عكاشة شخصية قريبة من السيدة حكمت في «أبو العلا البشرى»، ولكن حكمت هنا أكثر مثالية بكثير، وبالرغم من أن المسلسل يحمل نبرة توجيهية تعليمية مباشرة، إلا أن فريق المسلسل، تحت قيادة فاتن حمامة، استطاعوا تقديم عمل مشوق ومؤثر جماهيريا. شارك في «ضمير أبلة حكمت» عدد كبير من النجوم، على رأسهم أحمد مظهر ويوسف شعبان وجميل راتب وصلاح قابيل وعايدة عبد العزيز وحسن مصطفى وعبدالله فرغلى ويسرى مصطفى وعبلة كامل والوجه الجديد نشوى مصطفى.. وقد تحول العمل إلى ما يشبه المسابقة، الكل يسعى إلى التجويد فيها، ليصبح جديرا بشرف العمل مع فاتن حمامة، التي تبدو دائما في مركز الضوء، والشخصيات تذهب وتأتى من حولها. تكون «ضمير أبلة حكمت» من خمس عشرة حلقة، وكانت الحلقة تصل إلى ما يقرب من الساعة في ذلك الوقت، مما يعنى أنه يعادل نحو ثلاثين ساعة من مسلسلات اليوم. وقد حقق المسلسل نجاحا هائلا عند عرضه، ونال استحسان الغالبية، ليس فقط لمستواه الفنى الجيد، ولكن بفضل القيم «التربوية» و«التعليمية» التي يتضمنها. جدير بالذكر أن المسلسل هو أول إنتاج لقطاع الإنتاج الذي تولاه الراحل ممدوح الليثى في بداية التسعينيات، ونجح من خلاله في تقديم عدد من الأعمال الدرامية المتميزة.