- الجامعة العربية كيان عربى أقدم من الأممالمتحدة.. ونتمسك به بكل قوة - القوة العربية اختيارية من حيث المشاركة والحجم - كثير من الدول العربية تواجه خطر الإرهاب - الحاجة ملحة للقوة العربية المشتركة تنفيذا لقرارات القمة
أكد اللواء محمود خليفة، المستشار العسكري للأمين العام لجامعة الدول العربية، أهمية القوة العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب وصيانة الأمن القومي العربي، في الوقت الذي تشهد فىه الدول العربية تهديدات إرهابية متزايدة، امتدت لعدد كبير من الدول العربية، الأمر الذي يتطلب سرعة التحرك بإقرار بروتوكول القوة والإسراع في تأسيسها لبدء عملها. وكشف اللواء خليفة في حواره الأول بعد توليه منصبه واختص به «البوابة» عن أهم ملامح البروتوكول الذي يجري التشاور حوله هذه الأيام بين قادة الدول العربية، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يرأس القمة العربية في دورتها الحالية. وقال خليفة عقب اجتماعات رؤساء أركان الجيوش العربية لبحث بروتوكول القوة المشتركة: إن هناك شبه إجماع عربي على أهمية القوة، مشيرا إلى أن التهديدات التي تتعرض لها المنطقة تمثل دافعًا لعدد من الدول التي تتردد في حسم موقفها لاتخاذ القرار بالمشاركة في القوة، خاصة بعدما اتضح بالدليل القاطع أن المؤامرة على الأمة مستمرة. وأشار خليفة إلى أن مقر قيادة القوة سيكون في مصر، على أن تكون هناك قيادات ميدانية للعمليات التي تجري يقودها عسكريون من البلد الذي يشهد تحركا، موضحًا أنه ليس هناك رقم محدد للقوة المقررة والأمر اختياري ومتروك للدول العربية لتحدد عدد الجنود والقوات. وإلى نص الحوار: ■ ما مبررات استحداث منصب مستشار الأمين العام للجامعة العربية للشئون العسكرية.. وما أبرز مهام المنصب الذي كنت أول من يتولاه؟ - إن الجامعة هي المعبرة عن آمال الشعوب، وهي بيت العرب الذي أتصور أنه يجب علينا أن نحافظ عليه بكل ما أوتينا من قوة، لصد السهام التي توجه إلى الأمة، وهي أقدم كيان إقليمي، وواحدة من أهم الكيانات الدولية، ذلك أنها أقدم حتى من الأممالمتحدة. والمشكلة أن الكثيرين ينتقدون الجامعة نقدا غير موضوعي، فإذا كنا نتحدث عن القرارات التي لا تنفذ، فإن الأممالمتحدة أيضا تعاني من الخلل ذاته. في الوقت الراهن، هناك تهديدات للأمة، ما يستدعي تشكيل تكتل أمني قادر على تنسيق جهود الدولة المنفردة لتنفيذ إستراتيجية شاملة تتصدى للتحديات. إن التنسيق الأمني أو استحداث منصب مستشار عسكري يإتيان في إطار ميثاق الجامعة الذي يقضي بأن حل النزاعات بين الدول بالطرق السلمية، والتنسيق لمواجهة التهديدات الخارجية. ما يحدث ليس اختراعا، فعندما أعلنت إسرائيل دولتها، تم عمل جيش عربي موحد لتحرير فلسطين، صحيح أن الأمر لم يحقق نجاحًا، لكنه سابقة قانونية، يمكن التأسيس عليها والاسترشاد بها. إن القوة العسكرية هي التي تصون وتحافظ على الأمن القومي، والأمن القومي يشمل أمورا عديدة من بينها قدرة الوطن العربي بالكامل على درء المخاطر الخارجية والداخلية، لذا فإن صيانة الأمن القومي العربي تتم عبر أمور كثيرة، لكن يبقى للقوة العسكرية مقام رفيع في هذا الأمر، وذلك بالطبع إلى جانب القوى الشاملة الأخرى الاقتصادية، والسياسية والثقافية، ومن هنا كانت الأهمية لأن يكون هناك مسئول في الجامعة العربية، يعمل مستشارًا عسكريا للأمين العام والجامعة بصفة عامة. ■ هل ترى أن القوة المشتركة تمهد لمرحلة جديدة من التنسيق العربي؟ - استحداث المنصب، يعني تطوير آليات العمل داخل الجامعة العربية، وأتمنى أن نوفق في هذه المرحلة، خاصة أن التهديدات الحالية التي تواجهها الدول العربية تزايدت وتغيرت، فالأوضاع التي معها وتم التوصل لاتفاقية الدفاع العربي المشترك في عام 1950، تختلف كثيرا عن الحالية، ذلك أن الاتفاقية كانت بالأساس من أجل مواجهة عدو واحد هو إسرائيل، لكن الآن أصبح العدو في قلب الأمة كلها، ليس ذا مساحة جغرافية محددة، وهو عدو شرس ظلامي لا تعرف ما خطواته المقبلة أو أين يضرب؟ ومن ثم لابد من تعزيز التعاون لمواجهته.