هاجم عصام تليمة، القيادي الإخواني ومدير مكتب الشيخ يوسف القرضاوى السابق، قيادات جماعة الإخوان، وأنهم كانوا سببًا أسياسيًا في أزمة الجماعة الحالية، مشيرا إلى أنه أن من أكبر الأخطاء أن تولى خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان لملفات ضخمة داخل الجماعة. وقال تليمة عبر مواقع الجماعة: " إن الدارس لمعظم أزمات الإخوان يلحظ خيطا مشتركا، وسببا رئيسا فيها، وهو قيادتها، فلم تكن أزمتها في قاعدتها، بل غالبا في كل حدث كانت قاعدتها على قدرة، ومحسنة التعامل معه، لكن الأزمة الكبرى في قياداتها، أنها قيادات ليست على قدر الحدث، ولا قدر المسئولية الملقاة على عاتقها". وأوضح تليمة أن أزمة القيادة في الإخوان اتضحت بعد ثورة يوليو، خاصة في إدارة الصراع، وذلك في موقف عبدالقادر عودة عندما خرجت الجماهير الثائرة فيخرج عودة ليصرف الجماهير بكل سذاجة سياسية، وهو ما استفاد منه الخمينى في ثورته، وصرح بذلك أنه استفاد من خطأ الإخوان مع عبدالناصر، فهل استفاد قادة الإخوان فيما بعد من خطئهم في 1954م وكانت أخطاؤهم كارثية. وأضاف " ثم خرج الإخوان من السجون في عهد السادات، وكان الخطأ الكارثى فيمن يتولى القيادة في الإخوان، وذلك من خلال السبق في الدعوة، وعدد سنوات سجنه، والمفترض أن من يخرج من السجن، لا يخرج منه لقيادة جماعة كبرى كالإخوان، فالمسجون خلف القضبان قد غيب لسنوات عن الحياة، وعن إدارة الصراعات، فهذا يحتاج إلى إعادة تأهيل ليعود للحياة، يحتاج على الأقل لشهور وربما سنة أو أكثر، ليعود لطبيعة فهم الحياة والناس". وأكد تليمة: "عندما جاءت ثورة يناير، كان شباب الجماعة أسبق من قياداتها في اتخاذ قرار النزول، واضطرت القيادات التماشى مع الصف الإخوانى المصر على النزول، ولو تركت قيادة الجماعة إدارة الصراع بعد سقوط مبارك لشبابها، لخطت خطوات هائلة نحو الديمقراطية، لكن للأسف كان سقف قيادات الإخوان السياسي سقفا واطيا، وسقف شبابها مرتفعا، كان الشباب يتحركون على الأرض بخبرة الأرض والواقع، وكان قياداتها تتحرك من داخل مكاتب بعيدة عن الواقع". وأكد أن من أكبر الأخطاء أن تولى خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان لملفات ضخمة داخل الجماعة عقب 25 يناير 2011 قائلا: " أي عقل أو منطق يقول بتولى المهندس خيرت الشاطر مثلا بعد خروجه من السجن، لملفات من أخطر ملفات الجماعة، وقد كان غائبا لفترة ليست قصيرة عن الحياة السياسية، والحياة العامة، وتفاصيلها ومستجداتها، ولم تستفد القيادة الإخوانية بعد 30 يونيو من هذه الأخطاء، بل استمرت عليها، ورأينا إصرارا عجيبا على التشبث بقيادة المشهد ممن كانوا سببا في كل هذا الفشل للجماعة". وواصل تليمة هجومه على الإخوان قائلا: " أعلم أن البعض سيرد كلامى بأنه يحمل قدرا من القسوة على قيادة الجماعة، ولكن أقول إن كبرى أزمات القيادة وآفتها في الإخوان، أنها قيادات لا تحترم الصف الإخواني، ولا تحترم عقله، ولا تحترم العمل المؤسسي، فهى تريد الأفراد سامعين مطيعين دون إخبارهم بحقائق الأمور، أو إشراكهم في التفكير لصنع القرار، يريدونهم منفذين فقط، وهذا ما لم تعد عقلية الإخوان شبابًا وغيرهم تقبله، دون إجراء محاسبة صريحة لهذه القيادات، جالسة على كرسى الاعتراف داخل الجماعة". وتابع:" أن قيادات الإخوان بعد انتكاساتها المتكررة منذ ثورة يناير، أن يمتثلوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة: " امسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك".. فهل يمسك قادة الإخوان عليهم ألسنتهم، ويسعهم بيتهم الإخوانى، مكتفين بدورهم التربوى أفرادًا لا مسئولين، ويبكون على خطيئتهم، بل خطاياهم التي تحتاج إلى أن يسكبوا بدل الدمع منها دما؟ هل ستحمل الأيام القادمة قواعد الجماعة على الهتاف إلى قيادات الجماعة: عودوا إلى أُسركم؟.