تحل اليوم الخميس الثاني من يوليو الذكرى السنوية الأولى لحرق الشهيد الفلسطيني الطفل محمد أبو خضير الذي خطف وعذب وأحرق وهو على قيد الحياة على أيدي مستوطنين متطرفين في مثل هذا اليوم من العام الماضي. وكان المستوطنون الإسرائيليون قد أجبروه على شرب البنزين ومن ثم إشعال النار فيه ليحرق الطفل حيًا بعد أن بلغت نسبة الحروق في جسده 90%، وقد عثر على جثته في أحراش دير ياسين. وأوضح والد الطفل إن ابنه اختطف أثناء توجهه لإداء صلاة الفجر في المسجد كعادته كل يوم، لكنه لم يصل المسجد، حيث شاهد بعض الأهالي حين كانوا متوجهين للصلاة عدة مستوطنين يخطفون ابنه من أمام المنزل، ثم استدعي بعد العثور على الجثة للتعرف عليها، لكن شرطة الاحتلال منعته من رؤيتها، واكتفت بإجراء فحص الحمض النووي للتأكد من هوية محمد، وواصلت احتجاز الجثمان يومين بحجة إجراء التشريح. وأضاف الأب إن محمدًا كان مؤدبا خلوقا مجتهدا في دراسته" واصفا استشهاده بأنه كانتزاع جزء من كبده لن يعوضه أي شيء، لكنه لا يجد عبارات مناسبة يصف بها الجريمة التي ألمت بابنه، مكتفيا بالقول إنه انتقام من طفل بريء لم يبلغ سن الرشد كان ذاهبا لأداء الصلاة. وفي أعقاب العثور على جثة خضر، تفجرت موجة من الغضب في القدس ونشبت مواجهات عنيفة ترتب على أثرها إصابة 15 فلسطينيا بجروح أثناء مواجهات للمتظاهرين مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدسالمحتلة، وذلك تزامنا مع تشييع جنازة الشهيد. كما أصيب تسعة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال ببلدة صوريف في الضفة الغربية. وقد أقيمت جنازة مهيبة للشهيد شارك فيها آلاف الفلسطينيين الغاضبين الذين تجمعوا في حي شعفاط عقب صلاة الجمعة لتشييع الشهيد أبو خضير إلى مثواه الأخير، وهتف المشيعون "انتفاضة.. انتفاضة" وهم يحملون جثمان أبو خضير، مطالبين بإعلان انتفاضة جديدة ضد إسرائيل. وقد قوبل الحادث بحملة إدانات دولية واسعة، حيث أدان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، روبرت سيري، وبشدة جريمة مقتل الفتى محمد حسين أبو خضير، وقال سيري في بيان له، "إنني ادين وبشدة جريمة قتل الطفل الفلسطيني التي حدثت في القدس، فلا يوجد أي مبرر للقتل المتعمد لكل المدنيين، ويجب تقديم الجناة للعدالة". بينما تبنى مجلس الأمن الدولي، مشروع بيان لإدانة حادثة اختطاف واستشهاد الشاب الفلسطيني في القدسالشرقية محمد أبو خضير، طرحته البعثة الاردنية الدائمة في نيويورك بايعاز من وزير الخارجية ناصر جودة، وتم التفاوض حوله وتبنيه من قبل المجلس. كما أدان الرئيس الفرنسي فرأنسوا هولاند "بأقسى التعابير"عملية خطف ومقتل الفتى، وجاء في بيان لقصر الإليزيه أن هولاند "يدين بأقسى التعابير هذا الاغتيال الشنيع ويقدم أحر تعازيه لعائلته". ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الحادثة ب"المشينة"، كما دعا إسرائيل والفلسطينيين إلى ضبط النفس مع ارتفاع حدة التوتر. كما أعربت مصر عن إدانتها لحادث خطف وقتل الفتى الفلسطيني وعبرتوزارة الخارجية المصرية في بيان صحفي عن رفض مصر الكامل وادانتها لكافة أعمال العنف التي تؤدي لإزهاق أرواح المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.