أدانت وزارة الخارجية المصرية حادث خطف وقتل الشاب الفلسطيني محمد حسين أبو خضير علي يد مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين فجر أمس الأربعاء، وتجدد رفضها الكامل لكافة أعمال العنف التي تؤدي لإزهاق أرواح المدنيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتجدد مطالبتها بضبط النفس والتوقف عن سياسة الانتقام والعقاب الجماعي. وأكدت وزارة الخارجية أن استمرار تدهور الوضع الراهن وما يحمل في طياته مخاطر الانزلاق إلي حلقة مفرغة لا تنتهي من العنف يذهب ضحيتها مواطنون أبرياء، إنما يفرض الكف تماماً عن جميع السياسات الاستفزازية وفي مقدمتها النشاط الاستيطاني وسياسة فرض الأمر الواقع. واستشهد الشاب الفلسطيني محمد أبو خضير صاحب ال"17 عاما" أمس وهو في طريقه من منزله لأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى حيث قابله مستوطنان إسرائيليان وطلبا منه إرشادهما للخروج من المنطقة ولكنها كانت عملية مدبرة. وعلي إثر ذلك طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الحكومة الإسرائيلية بإنزال أشد العقاب بالمستوطنين الذين قتلوا "أبو خضير" في شعفاط شمال مدينة القدسالمحتلة، وبإنهاء ظاهرة المستوطنين. وأضاف عباس في تصريح مقتضب أن المستوطنين "أحرقوا وقتلوا طفلًا صغيرًا، وهم معروفون، فإسرائيل تتحدث عن المخطوفين، ولكن إلى الآن لا تعرف من هم الخاطفون، ومع ذلك تُحمّلنا المسؤولية"، في إشارة إلى ثلاثة مستوطنين اختفت آثارهم قبل ثلاثة أسابيع وعثر على جثثهم أمس الأول. وقال الرئيس الفلسطيني إن على إسرائيل "أن تنهي ظاهرة المستوطنين.. حتى نطمئن أن لديهم نوايا طيبة فعلا، وإلا فليس لديهم أي نوايا طيبة لأي عمل سياسي ولا أي سلام بيننا وبينهم". وعلى الصعيد الدولي، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مقتل الفتى الفلسطيني، وطالب "بان كي مون" بتقديم المسؤولين عن الجريمة للمحاكمة على وجه السرعة، وذلك حسبما جاء في بيان للأمم المتحدة أمس الأربعاء في نيويورك. وتقدم بعزائه لأسرة الفتى القتيل، ودعا في الوقت ذاته الإسرائيليين والفلسطينيين لضبط النفس لمنع وقوع المزيد من القتلى خلال صراعهما. كما أدان البيت الأبيض قتل أبو خضير، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أيرنست في تصريح صحفي، إن "الولاياتالمتحدة تدين بأشد العبارات الممكنة القتل البشع للمراهق الفلسطيني محمد حسين أبو خضير، وندعو حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى اتخاذ كل الإجراءات الممكنة لمنع أجواء الانتقام والثأر". بدوره، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "اختطاف الفتى وقتله عملية مثيرة للاشمئزاز وعبثية"، وقال في بيان له "من المثير للاشمئزاز تصور فتى في السابعة عشرة من عمره يتم اختطافه من على قارعة الطريق والقضاء على حياته". ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ب"المشينة" جريمة قتل الفتى الفلسطيني، كما دعا إسرائيل والفلسطينيين إلى ضبط النفس مع ارتفاع حدة التوتر، ومن جهته أدان الرئيس الفرنسي فرأنسوا هولاند "بأقسى التعابير"عملية خطف ومقتل الفتى.