يتخوف أصحاب المخابز في قطاع غزة من توقف العمل في مخابزهم خلال أسبوعين؛ جراء توقف تهريب الوقود من مصر عبر الأنفاق التي يشن الجيش المصري حملة عليها؛ أدت إلى هدم وإغلاق 95% منها، بحسب تقديرات فلسطينية ومصرية . ويوضح أصحاب المخابز أن نفاد الوقود من غزة سيعني توقف عمل مولدات الكهرباء؛ ما سيؤدي إلى توقف عمل المخابز طوال فترات انقطاع التيار الكهربائي، الأمر الذي سيخلق أزمة حادة في توفير احتياجات الفلسطينيين من الخبز . وتعتمد المخابز في قطاع غزة، المحاصر إسرائيليا منذ عام 2006، على الكهرباء في عملها، ويستخدم أصحاب المخابز خلال ساعات انقطاع التيار الكهربائي المولدات الكهربائية التي تعمل بالوقود لتسير عملهم . وتوقف تهريب الوقود إلى قطاع غزة عبر الأنفاق بسبب إغلاقها وهدم معظمها من قبل قوات الجيش المصري في أعقاب عزل ، محمد مرسي، يوم 3 يوليو الماضي . وحذرت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في غزة من توقف عمل محطة توليد الكهرباء عن العمل بشكل كلي خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك في ظل النقص الحاد في كميات الوقود اللازمة لتشغيلها . ويقول الفلسطيني خالد أبو موسى، وهو مالك مخبز “,”بدرة “,” وسط مدينة غزة، إن “,”معظم المخابز في غزة تعاني من أزمة حادة تتمثل في توقف توريد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية إليها، واعتمادها على مخزون احتياطي محدود لن يكفي إلا لأسبوعين أو عشرين يوماً على أبعد تقدير “,”. ويوضح أبو موسى، في تصريحات لوكالة الأناضول للأنباء، أن “,”نفاد المخزون الاحتياطي سيؤدي إلى توقف المخابز عن العمل طوال فترة انقطاع التيار الكهربائي ما يعني تقليل انتاج الخبز إلى أقل من النصف بكثير “,”. ويشير إلى أن “,”الاعتماد على الوقود الذي يتم توريده من إسرائيل سيضاعف من تكلفة الإنتاج بسبب ارتفاع ثمن الوقود الإسرائيلي “,”. ويرجح أن “,”يرتفع سعر ربطة الخبز من 7 شواقل (قرابة 1.9 دولار أمريكي) إلى 12 شيقل (قرابة 3.2 دولار أمريكي) في حال الاعتماد على الوقود الإسرائيلي لتشغيل مولدات الكهرباء الاحتياطية “,”. هو الآخر، يقول محمد الشنطي صاحب مخبز الشنطي في مدينة غزة إن “,”توقف توريد الوقود المصري إلى القطاع سيؤدي إلى توقف عمل المخابز خلال أيام محدودة، فمن الصعب أن يتم استخدام الوقود الإسرائيلي مرتفع الثمن إلا إذا تم رفع سعر ربطة الخبز وهذا ما يحتاج إلى قرار من وزارة الاقتصاد “,”. ويحذر الشنطي من أن “,”توقف عمل المخابز سيخلق أزمة كبيرة في غزة وسيتكدس الفلسطينيون في طوابير طويلة للحصول على كميات محدودة من الخبز “,”. ويوضح أن “,”الاعتماد فقط على ساعات وصول التيار الكهربائي، التي لا تزيد عن ثمانية ساعات خلال النهار، سيخفض من انتاج الخبز في مخابز غزة بنسبة 70% وهذا ما سيخلق أزمة حادة سيصعب التغلب عليها “,”. ويعتمد سكان غزة، وهم حوالي 1.7 مليون نسمة، في توفير الخبز على قرابة 80 مخبزًا منتشرة في أنحاء القطاع، ويتم استهلاك يومياً حوالي 500 طن يوميا من الدقيق . ويرجح رئيس جمعية أصحاب المخابز في غزة عبد الناصر العجرمي، أن “,”تبدأ أزمة الخبز بعد أسبوعين على الأكثر إثر نفاد المخزون الاحتياطي من الوقود المصري لدى أصحاب المخابز “,”. ويمضي العجرمي قائلا: “,”حتى اليوم لا يوجد أي أزمة في المخابز، ولكن استمرار توقف توريد السولار عبر الأنفاق سيخلق هذه الأزمة بعد 15 يوما “,”. ويلفت إلى أن وزارة الاقتصاد في حكومة غزة المقالة وعدت أصحاب المخابز بإمدادهم بحصص من السولار المصري لمنع الدخول في أزمة . ويرى أن “,”البديل الوحيد في حال نفاد مخزون الوقود في غزة هو استخدام الوقود الإسرائيلي، والذي سيعني رفع سعر ربطة الخبز بالتوافق مع وزارة الاقتصاد “,”. ويحتاج القطاع إلى 400 ألف لتر من الوقود يوميًا، ويعتمد بالدرجة الأولى على المحروقات الواردة من الجانب المصري عن طريق إدخالها عبر الأنفاق . وبحسب العجرمي “,”يعتمد القطاع كليا على الأنفاق الحدودية لجلب الوقود وكافة السلع، وما يجري اليوم من أزمة تذكرنا بسنوات الحصار الأولى عندما كنا نعاني على كافة الأصعدة “,”. ومع اشتداد وطأة الحصار على قطاع غزة، والذي تفرضه إسرائيل منذ عام 2006، برزت على السطح ظاهرة الأنفاق على طول الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي المصرية وغزة . وشكلّت الأنفاق المتنفس والرئة للقطاع المحاصر، ومن خلالها دخلت الكثير من البضائع والمواد الغذائية والوقود، وهو الأمر الذي مكّن السكان من البقاء على قيد الحياة . وإغلاق الأنفاق بشكل تام يعيد قطاع غزة إلى مربع الحصار في سنواته الخانقة الأولى، خاصة مع انعدام البدائل الاقتصادية الأخرى، وإغلاق إسرائيل للمعابر . وكانت 7 معابر حدودية مفتوحة تحيط بالقطاع قبل عام 2007، ومع تشديدها للحصار، اعتمدت السلطات الإسرائيلية معبرين وحيدين فقط . إذ أبقت إسرائيل على معبر كرم أبو سالم (بين مصر وغزة وإسرائيل) معبرًا تجاريًا وحيدًا، حصرت من خلاله إدخال البضائع المحدودة إلى القطاع، فيما أبقت على معبر بيت حانون (إيريز - شمالي القطاع) كبوابة لتنقل الأفراد بين غزة وإسرائيل . وبدأت إسرائيل في حصار غزة في أعقاب فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتخابات التشريعية الفلسطينية يناير 2006، ورفض الحركة الاعتراف بوجود إسرائيل، ثم شددت ذلك الحصار مع سيطرة “,”حماس“,” على قطاع غزة يونيو 2007 . الأناضول