السيد نجم: بعد ما اتحاصرنا 5 أيام في جبل عتاقة.. ما كناش بنلاقى حاجة نتسحر أو نفطر بيها، فحطينا البسكويت اللى كنا مسمينه «خشبسكو» مع الجلوكوز، وعليه اللبن البودرة نبيل أبو النجا: بعد النكسة الناس كلها كانت حاسة بالذل وأمى قالت لى أنت طول بعرض وأنا قاعدة أعلفك، يا خسارة البطن اللى جابتك، امشى مش عاوزة أشوفك يحيى السنجق: في رمضان كان معايا ضابط تانى وكان في حظر إضاءة وخرجنا نشترى تين شوكى ومن جوعنا الشديد أكلناه بشوكه، وما حسناش بالشوك إلا بعد ما أكلنا ييجى 15 واحدة» رغم قسوة الحرب، وبشاعتها والخسائر التي تكبدتها الأرض والسماء والتضحيات التي قدمها الجنود المصريون على الجبهة، وما بذلوه من دماء ودموع في سبيل تحرير الأرض، في ظروف قاسية تمثل اختبارا حقيقيا لإرادة المصرى على قهر عدوه، فخلف هذا النصر المبين، الذي ضربت به القوات المسلحة المثل الأروع في القوة والإيمان والتضحية والفداء، وبقى انتصارها رمزا مضيئا في تاريخ الحروب العسكرية العالمية، فرجالها آمنوا بربهم وزادهم الله تعالى هدى وقوة وإيمانا، وتركوا على كل ذرة تراب في أرض سيناء قصة وعبرة وملحمة بطولية، لم تتسع الأيام والسنون للوقوف عليها جميعا رغم مرور عشرات السنوات على وقوعها، لهذا كله لا تزال حرب أكتوبر 1973 تحمل في جعبتها الكثير من الحكايات والذكريات والتفاصيل الإنسانية، التي تسكن في ذاكرة الضباط والجنود المصريين، عاشوها على الجبهة وهم صائمون، يواجهون نيران وشظايا العدو من ناحية، ولفحات الشمس الحارقة، والصبر على ضربات الجوع والعطش من ناحية أخرى.