المسيحيون تسحروا مع المسلمين ليلة المعركة! أحد العارفين بالله سماه "رئيساً" رغم تركه للجيش! السيدة زينب زارت عبدالناصر في المنام متشحة بالسواد..فحدثت النكسة! تمر علينا الذكري الثانية والأربعين لحرب أكتوبر / العاشر من رمضان، تلك الحرب التي حطم فيها الجيش المصري أسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر، وعبرنا الهزيمة، إننا نجد أنفسنا اليوم وبعد مرور تلك السنوات نقف أمام التجليات الروحية لهذا النصر الذي حدث في رمضان وقد اختير التوقيت المناسب لبدء المعركة، وكان رمضان هو الوقت الملائم نفسيًّا وروحيًّا؛ لما يمد به الجنود من نفحات، وما يعطيهم من شحنة روحية، وكان أكتوبر مناسبًا، من حيث المناخ، وليس فيه حرارة الصيف، ولا برد الشتاء. وكان الوقت مناسبًا من ناحية أخرى أنه يوم الغفران، أو عيد الغفران عند اليهود، حيث انتهزنا غفلتهم وانهماكهم في الاحتفال بالعيد؛ لنفاجئهم بضربتنا، وأهم من هذا كله؛ الروح المعنوية التي كان يحملها المقاتل المصري.. روح الإيمان بالله تعالى، وأنه ينصر من نصره. وهو المعنى الذي أكده اللواء طيار أركان حرب ساجي لاشين، كبير الياوران السابق، في أحد تصريحاته أن اختيار شهر رمضان لمعركة استرداد سيناء كان أهم محاور الخداع الإستراتيجي في حرب أكتوبر، مبينا أن الجندي المصري يقاتل بشكل أفضل في شهر الصيام، حتى إن الطيار المصري تخلي عن قواعد الغذاء العالمية ليحرر سيناء وهو صائم. وأضاف لاشين، أن شهر رمضان عند الجندي المصري شهر للقتال والجهاد والحروب والانتصارات في سبيل تحرير الارض، مشيرًا إلى أن شيخ الأزهر قام بعدة زيارات للجنود قبل المعركة وأفتي بجواز الافطار أثناء القتال، ولكن الجنود أصروا على الصيام حتى أن المسيحيين قاموا بالسحور ليلة المعركة. السادات والأولياء في كتاب "الرؤساء وأقطاب الحقيقة" يشير الصحفي محمود رافع صاحب الكتاب إلى أن الرئيس السادات ترعرع على حب آل بيت النبي، ومقامات الأولياء الصالحين، مؤكداً أن أمر السادات مع أقطاب الحقيقة يصل إلى ذروته حين "هب" العارف بالله فضيلة الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق من نومه، حامداً لله وفرحاً مستبشراً، بعد أن رأى سيدنا محمد صل الله عليه وسلم في رؤياه، يرفع راية "الله أكبر" ويعبر بالجنود والقوات المسلحة والعلماء قناة السويس، قبيل حرب أكتوبر بأيام، فرح الدكتور عبدالحليم محمود وراح يخبر الرئيس السادات بالرؤية، مؤكداً له ضرورة خوض المعركة، موقناً بنصر الله ببشارة النبي محمد صل الله عليه وسلم، ففرح الرئيس السادات بهذه البشرى العظيمة، وراح يشدد على تجهيز الجيش متخذاً من الثانية ظهر يوم العاشر من رمضان/ 6 أكتوبر ساعة الصفر. وراح أيضاً الدكتور عبدالحليم محمود يحشد أساتذة جامعة الأزهر وعلمائه، ويذهب بهم على الجبهة يحفز الجنود والضباط من أجل النصر على أعداء الله ورسوله وأعداء الوطن، وارتقى منبر الجامع الأزهر يحث الجماهير على التكاتف والتعاطف والتعاون والتراحم في معركة المصير، ويزف إليهم بشرى مولانا رسول الله، وفق لما رواه دكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق، كما أكد الرواية الدكتور محمود جامع في كتابه "كيف عرفت السادات"، حينما قال لاننسى أنه بشرنا بالنصر في أكتوبر 1973 الدكتور عبدالحليم محمود، عندما رأى النبي صل الله عليه وسلم في المنام وهو يرفع راية "الله أكبر" للجنود ولقوات أكتوبر. وفق كتاب رافع فإن كثيراً من بطال حرب أكتوبر يؤكدون أن ما حدث في هذه الحرب معجزة بكل المقاييس، حيث شاهدوا بشراً يحاربون معهم ولا يعرفونهم، حتى أن جنود العدو كانوا يفرون رعباً من مجرد رؤياهم دون إطلاق رصاصة واحدة. ويؤكد صاحب الكتاب أن المتابع لحياة السادات يتأكد أن السادات لم يتوقع يوماً أن يكون رئيساً حيث أنه عاش "أسود أيام حياته"، ودخل السجن، وتم فصله من القوات المسلحة، وفي هذه الفترة كان دائم الجلوس في مقام مولانا السيد البدوي والبكاء حول ضريحه. وفي فجر أحد الأيام، علا صوت بكاء السادات متضرعاً وصارخاً من أعماق قلبه: يالله يا مغيث، إذ دخل عليه العارف بالله سيدنا الشيخ أحمد حجاب أستاذ العلوم الشرعية بالمعهد الأحمدي بطنطا، وإمام وخطيب مسجد السيد البدوي، وفور أن رأى السادات ولم يكن معروفاً حينها أو مشهوراً، وهو مفصول من القوات المسلحة حتى قال له حجاب: أهلاً بك يا خديوي مصر، سوف تكون رئيس مصر. فرد عليه السادات: يا مولانا أنا مفصول من الجيش وأريد العودة لعملي، فرد عليه أحمد حجاب: سوف تكون رئيس مصر. ومضت السنوات، وتولى السادات رئاسة مصر، ولم ينقطع عن زيارة أحمد حجاب في خلوته بالمسجد البدوي. وفي المقابل يروي الكتاب كيف أصاب الإرهاق قلب الزعيم جمال عبدالناصر قبل نكسة 1967، ويرى في منامه السيدة زينب رضي الله عنها تتدي ملابس سوداء فأيقن أن الأيام القادمة سوف تكون أشد قسوة، حتى كانت النكسة!.