وصلت الاعتراضات في إيران إلي ذروتها، مع وصول الممارسات القمعية المتشددة النساء وليس الرجال فحسب وخرجت آلاف النساء يطالبن بحريتهن وعدم تقييدهن في مجتمع منغلق علي ذاته. وقامت صحفية إيرانيّة شابة تدعي ماسية الينجاد، بتأسيس صفحة علي موقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك، تدعو من خلالها إلي عدم فرض الحجاب علي المرأة الايرانية. "حريتي الخفية" ، تلك هو اسم الصفحة التي انشأتها ماسية، وقد نالت أكثر من 840 ألف إعجاب، حيث تدعو إلى حرية المرأة في إيران في اختيار ارتداء الحجاب أو عدم ارتدائه، وتدعو أيضًا إلى إقامة يوم عالمي من أجل أولئك النساء. ولاقت الصفحة بل والحملة رواجا كبيرا، فبعد أن قامت الصحفية الشابة بنشر صور لها بالحجاب وبغيره ومعها مئات الشابات والكبار ويتطاير شعرهن مع الريح، وهو الأمر الذي يُعتبر جريمة في إيران. ولاقي الموضوع ايضا استحسان بعض الرجال ودعمهم للقرار،كما لاقت الحملة دعما من بعض الدول العربية، مثل لبنان، فتقول شابة لبنانية تدعي جيسي، في رسالة لها بثلاثة لغات (انجليزية، فرنسية وفارسية) ، أنا جويس من لبنان وأود أن ادعم الحملة الخاصة بك في باي وسيلة ممكنة، أنا لست مسلمة ، وانا من المعجبين بك كبيرة من لبنان. وقد أصبحت قضية الحجاب مثار جدل في إيران بعد الثورة الإسلامية، حيث تم فرض الحجاب بالقوة على الإيرانيات وتسخير قوانين وعقوبات لردع ما تسميه السلطة "المظاهر غير الإسلامية في لباس المرأة" أو "الحجاب السيء وغير المناسب". وتقوم شرطة الآداب أو ما هو معروف في إيران بدورية الإرشاد، بالتمركز في الفضاءات العمومية وفي الشوارع، خاصة في فصل الصيف حيث تجنح النساء إلى تخفيف ملابسهن، بغية اعتقال كل امرأة لا تضع الحجاب على الطريقة الإسلامية الإيرانية. ففي خطوة تحدّ للنظام والقوانين السائدة اختارت الإيرانيات كسر المألوف والعادة بإظهار خصلة شعر من تحت الحجاب، وقد اعتبر المحافظون المتشددون الموالون للخامنئي ذلك وجها من وجوه التمرد على القيم الإسلامية سيعقبه ربما ثورة اجتماعية ليبيرالية، خاصّة وأن الإيرانيات يعتبرن أكثر تحررا وانفتاحا تاريخيا من قريناتهن في الشرق الأوسط رغم القوانين الصارمة والممارسات التعسفية. يذكر أن الشاه رضا خان بهلوي الذي يرى في "الحجاب سببا في تخلف الإيرانيات"، أصدر في أواخر الثلاثينات (1939) قانونا ينص على حظر ارتداء الحجاب، وجعل من ذلك التاريخ يوما أسماه يوم حرية المرأة، ولكن بعد أعوام في عهد حكومة ابنه الشاه محمد رضا بهلوي كان الحجاب في إيران طوعيًّا، وبعد الثورة الإسلامية أصبح الحجاب إجباريًّا وخلعه يُعتبر جريمة تستوجب الجلد، إلّا أنه تم بعد ذلك خفض العقوبة إلى الحبس والغرامة المالية. وتنص المادة 638 من قانون العقوبات الإسلامي في إيران على مسؤولية الشرطة في مكافحة مظاهر عدم الالتزام بالحجاب والعفة، وبناء على ذلك تعاقب المرأة التي لا تلتزم بقواعد الحجاب أمام العامة بالحبس مدّة أقصاها ستّون يوما أو بغرامة مقدارها ما يعادل بين 50 و500 دولار أميركي.