فهم الحزب الحاكم، حزب العدالة و التنمية للديمقراطية ينكشف مرة أخرى بشأن سوريا. يقول رئيس الوزراء التركي “,”رجب طيب أردوغان“,” أن ليس بالضروري طلب اذن من البرلمان كي تشارك تركيا في العملية العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدةالامريكية ضد نظام “,”بشار الأسد“,” في سوريا . ويشيرون للاذن الذي تم الحصول عليه قبل عام، بعد ان بدء القتال في سوريا يمتد لتركيا وأسفر عن مقتل المواطنين الأتراك، والذي هو ساري المفعول حتى الرابع من شهر أكتوبر. دستوريا، الحكومة عليها الحصول على السلطة من البرلمان لإرسال قوات تركية للخارج أو السماح للقوات الأجنبية الدخول لتركيا. الإذن الذي تم الحصول عليه العام الماضي يسمح للحكومة بإرسال قوات إلى سوريا إذا ومتى رأت ضرورة لذلك. تقول المعارضة مع بعض التبرير أن الاذن لا يغطي هذا النوع من العملية العسكرية التي يتم النظر فيها ضد سوريا، وبالتالي تطالب بعرض المسألة على البرلمان. وقال وزير الخارجية التركي “,”أحمد داود أوغلو“,”، ان هذا ممكن إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك. ولكن من الواضح ان حكومته لا تريد مواجهة هذا النوع من الأوضاع التي واجهتها في مارس 2003 عندما رفض البرلمان - بدعم من نواب حزب العدالة والتنمية - السماح للولايات المتحدةالامريكية استخدام الأراضي التركية لغزو العراق. ما يجعل الأمور أكثر صعوبة ل“,”أردوغان“,”، هو أن لديه المثال في رئيس الوزراء البريطاني “,”ديفيد كاميرون“,” والرئيس الأمريكي “,”باراك أوباما“,”، الذي قرر التشاور مع هيئاتهما التشريعية قبل الشروع في العملية العسكرية السورية. حتى لو كان “,”أردوغان“,” علي حق، احترام الديمقراطية يتطلب أنه يسعى في هذا. الحاجة لذلك واضحه حيث أن المشاركة في هذه العملية العسكرية ليست أقل إثارة للجدل في تركيا، مما هي عليه في بريطانيا او الولاياتالمتحدةالامريكية. فمن الواضح من تصريحاته ان “,”اردوغان“,” يعتقد ال50 في المئة من الاصوات التي حصل عليها في انتخابات يونيو 2011 تعطيه تفويضا للمضي قدما في رغبة حكومته بإسقاط نظام “,”الاسد“,”. حكومته، بالفعل تتعرض لهجوم لإعلانها أن تركيا ستشارك في أي “,”تحالف للراغبين“,” قبل ان تتشاور مع البرلمان. فهم “,”أردوغان“,” للديمقراطية كنظام الأغلبية للحكومة ، وليس التعددية، هو واضح مرة أخرى وسط كل هذا. في محاولة لإقناع الجمهور بأن إسرائيل كانت وراء الانقلاب في مصر، أشار مؤخرا إلى التصريح من قبل الفيلسوف اليهودي الفرنسي والكاتب “,”برنار هنري ليفي“,” قاله خلال جلسة نقاش في جامعة تل أبيب في يونيو 2011. عندما طلب من “,”ليفي“,” التعليق على إمكانية أن الإخوان مسلمين قد يفوزون في الانتخابات المصرية وما إذا كان ينبغي علي الجيش التدخل في هذه الحالة، قال “,”إذا وصل الإخوان مسلمين (للحكم) في مصر، لن أقول الديمقراطية تريد ذلك، لذ دعوا الديمقراطية تتقدم. بالطبع لا. الديمقراطية، مرة أخرى، ليست مجرد انتخابات فقط، بل هي أيضا قيم“,”. الوقوف عند تصريح “,”ليفي“,” أن “,”الديمقراطية ليست انتخابات فقط“,”، وتجاهل تماما “,”هي أيضا قيم“,” قد استخدم “,”أردوغان“,” هذه الكلمات دليلا على أن إسرائيل هي من وراء الانقلاب بمصر. النقطة، هي أن “,”ليفي“,” محق في جداله أن الديمقراطية ليست فقط تتمحور في الانتخابات. أنها ليست مجرده من القيم. الديمقراطية المتقدمة تتطلب أنه إذا كنت على وشك الشروع في مغامرة عسكرية مثيرة للجدل، والتي يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على البلاد، عليك التشاور مع الممثلين المنتخبين من الشعب. فمن الضروري الاستمرار في تذكير “,”أردوغان“,” وأعضاء حكومته أن نظام الحكم في تركيا من يتمركز حول الديمقراطية التعددية، وليس على “,”الفائز يأخذ كل شيء“,”. ترجمة محمد سامح