بدأت نسمات شهر رمضان المبارك تهل علينا وبدأت فئات المجتمع في الاحتفال بقدومه كل على طريقته الخاصة والتي تتمثل في العادات الرمضانية التي توارثتها الأجيال عن بعضها البعض وبدت شوارع الأقصر في أهبة استعدادها لقدوم الشهر الفضيل. ومن بين تلك العادات الرمضانية المتوارثة "زينة رمضان" والتي شهدت تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة من زينة مصنوعة من أوراق الكراسات والكتب القديمة وتلصق بالنشا والدقيق إلى زينة مصنوعة من الأطواق الكهرباء المزينة والبلاستيك الملون والإضاءة الكهربائية والتي زينت الشوارع وواجهات المحال في جميع شوارع المحافظة. وتجمع الأطفال في شوارعهم لتعليق زينة رمضان ويجتهدون بالعمل لكي يتميز شارعهم عن الشوارع المختلفة بالزينة المميزة المختلفة؛ ليتفاخروا بأنهم أصحاب الشارع المميز من حيث الزينة. وفي شارع "الطيب" بوسط الأقصر والذي يعد أكبر الشوارع التجارية بالمدينة جلس مجموعة من الصبية على رصيف أحد المحال التجارية وهم يجهزون الزينة وفانوس ضخم مصنوع من الحديد قاموا بإعداده بأنفسهم وسط حالة من الفرحة. وقال محمود سعيد طالب بالصف الخامس الابتدائي جمعنا نحو 200 جنيه من صحاب المحال والجيران في العمارة عشان أعلق زينة رمضان واشترينا اللفة بتاعة الزينة عبارة عن خيط معلق عليه ورق شفاف ملون ومرسوم عليه نجوم وهلال وكمان اشترينا جسم فانوس حديد من الحداد وقطعنا قماش فراشة على حجم الفانوس وبمسدس الشمع قمنا بلصق القماش وركبنا فيه لمبة ملونة ب 15 جنيه وسلك كهرباء طوله 5 متر ب 5 جنيه وجهزنا الفانوس وعلقناه في عمود النور وفي بلكونات الجيران أو يافطة تكون متعلقة وبنعلق الفانوس في وسط الشارع". وقالت سحر محمود 22 سنة، أنها استعدت لشهر رمضان بشراء عقد نور ب 25 جنيها على شكل كور صغيرة بتنور وتطفي وعلقته في بلكونة البيت. وأضاف أنا كل سنة بجمع أنا وصحابي الفلوس ونشتري الزينة وقبل رمضان بيومين بنعلقها بين العمارات في الشارع. وقالت أمل العقبي موظفة " زمان كنا أنا وجيراني بنعمل زينة رمضان بأقل الإمكانات كنا نستخدم الأوراق الزائدة عن حاجتنا من المنزل والخيوط من المنزل ونجمع الكراسات القديمة ونقصها على شكل هندسي ونتفنن في أشكالها حتى الغراء الذي كنا نستخدمه لنلصق الأوراق كنا نصنعه من الدقيق والنشا والماء ونلصقها وبعدين نعلقها على الحبال ونربطها من بيت لبيت ونزين الشارع كله وأعلى العمارات دون أن يتكلف أهالينا مليما واحدا أما الآن زينة الشوارع مكلفة في سعرها تتجاوز ال 100 جنيه وأكثر وكلها جاهزة ومستوردة من الخارج كما أنها تستهلك كهرباء ولا تحقق نفس البهجة التي كنا نشعر بها زمان". وسواء كانت عبارة قصاقيص ورق أو زينة جاهزة تبقى لزينة رمضان بهجتها خاصة بالنسبة للأطفال في الأماكن العشوائية حيث يشارك الجميع في صناعة الزينة الكبار والأطفال، الذين ينتظرون رمضان العام تلو العام للتعبير عن فرحتهم بقدوم الشهر الكريم.